العدد 3876 - الأربعاء 17 أبريل 2013م الموافق 06 جمادى الآخرة 1434هـ

كردستان العراق تقترب من ضخ النفط لأسواق العالم عبر تركيا

ستكون كردستان العراق مستعدة لتصدير النفط الخام إلى الأسواق العالمية عبر تركيا خلال بضعة أشهر بعد استكمال إقامة خط أنابيب جديد في خطوة من شأنها تعميق الخلاف مع بغداد بشأن تقسيم إيرادات النفط.

وقالت أربعة مصادر من قطاع النفط في تركيا لرويترز إن حكومة إقليم كردستان تمضي قدماً لاستكمال خط الأنابيب في الربع الثالث من العام.

ويربط الخط حقل طق طق النفطي الذي تديره شركة جينل بخط أنابيب قائم بين العراق وتركيا. وأعطت تركيا الضوء الأخضر للخطة التي تشمل دخول النفط من حقل طق طق إلى خط الأنابيب كركوك - جيهان عند محطة الضخ فيشخابور قرب الحدود التركية ليتدفق مباشرة إلى ميناء جيهان التركي لشحنه للأسواق العالمية.

وستساعد هذه الخطوة كردستان على زيادة صادراتها من النفط بدرجة كبيرة لكنها قد تغضب الحكومة المركزية في العراق التي تعتبر الصادرات المباشرة من الشمال غير قانونية وتقول إن تنامي التعاملات التجارية بين كردستان وتركيا يهدد بتقسيم العراق.

والنفط هو محور الخلاف بين الحكومة المركزية التي يهيمن عليها العرب في بغداد وبين الجيب الشمالي الذي يسيطر عليه الأكراد والذي يتعلق بالسيطرة على حقول النفط والأراضي وتقسيم إيرادات النفط.

وحثت واشنطن القلقة من الخلافات بين بغداد والإقليم شبه المستقل على إقرار قانون وطني ينظم قطاع النفط طال انتظاره لحل المواجهة بين الطرفين والتي تصاعدت منذ استكمال سحب القوات الأميركية في ديسمبر/كانون الأول 2011.

وقال مصدر مطلع من قطاع النفط مقيم في أنقرة: «سيتم ربط خط الأنابيب الجديد بخط كركوك - جيهان». وأضاف «بالطبع عندما يتمكنوا من التصدير عن طريق خط أنابيب ولا يحتاجون بعد ذلك لنقل النفط بالشاحنات ستزيد الكميات».

وقالت المصادر إن خط الأنابيب الجديد كان قد صمم في الأصل ليكون خطا للغاز الطبيعي لكن وزير الطاقة في كردستان العراق اشتي هورامي قال إنه سيحول إلى خط أنابيب لنقل النفط في خطوة ساعدت جينل إنرجي على وضع خطتها للصادرات عبر خط الأنابيب في 2014. ورفضت جينل التعليق على ذلك.

وقالت المصادر إن خط الأنابيب اكتمل بنسبة 80 في المئة وسيكون قادراً على نقل 300 ألف برميل يومياً ويبنيه مقاول تركي.

وكان خام كردستان ينقل إلى الأسواق العالمية عبر خط الأنابيب الذي تسيطر عليه بغداد والواصل إلى تركيا لكن الصادرات عبر هذا الطريق توقفت العام الماضي بسبب خلاف على المدفوعات.

وكان الخام الذي يضخ من حقل طق طق ينقل بشاحنات عبر الحدود الشمالية للعراق دون استخدام خط الأنابيب العراقي. وقالت بغداد إنها تملك وحدها سلطة التحكم في الصادرات وتوقيع العقود في حين يقول الأكراد إن الدستور يكفل لهم حق القيام بذلك. لكن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خفف من نبرته في وقت سابق هذا الشهر قائلاً: إن العراق يرحب بأي خطوة باتجاه التقارب مع تركيا على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وحسن الجوار.

غير أن المصادر تقول إن الآمال المعلقة على المصالحة قد تختبر مرة أخرى عندما يبدأ عمل خط الأنابيب الجديد وتصبح مسألة كيفية تقسيم الإيرادات بين كردستان وبغداد أكثر إلحاحاً.

وقال أحد المصادر: «أعتقد ن ذلك يتطلب اتفاقا بين تركيا كردستان وبغداد». وأضاف «أين ستدفع أموال النفط الذي يجري تصديره ومن الذي سيبيع النفط من جيهان (...) كل هذه أمور يتعين استكمالها باتفاق كتابي».

وقالت تركيا إن بامكانها القيام بدور مهم في تسوية مشكلات المدفوعات بين الحكومة المركزية وكردستان. وقال وزير النفط التركي تانر يلدز في وقت سابق هذا الشهر إن تركيا مستعدة لدعم اتفاق تحصل بغداد بموجبه على 83 في المئة من إيرادات صادرات النفط وتحصل كردستان على 17 في المئة المتبقية.

وقال مئؤول تركي: «تركيا تحترم حساسيات كل من بغداد وأربيل وستعمل على أن يحصل كل طرف على نصيبه من إيرادات النفط وفقاً لما ينص عليه الدستور».

العدد 3876 - الأربعاء 17 أبريل 2013م الموافق 06 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً