قد يعتقد الكثيرون بأن مملكة البحرين هي ثاني بلد إسلامي تستضيف سباقات الفورمولا 1 منذ انطلاقتها مطلع الخمسينات من القرن الماضي، وذلك بعد استضافة ماليزيا هذه السباقات الدولية. إلا أن الواقع والتاريخ يكشف خلاف ذلك، فأول بلد إسلامي يستضيف سباق الجائزة الكبرى كان المغرب عقب انطلاق هذه البطولة لأول مرة في التاريخ بثماني سنوات، إذ كانت لديها حلبة (عين دياب) القريبة من مدينة الدار البيضاء، وأقيم فيها السباق يوم 19 أكتوبر/تشرين الثاني 1958. إلا أن استضافة المغرب هذه الفعالية الرياضية الدولية لم يكن موفقاً، فلم تتمكن من استضافتها مرة أخرى.

وبهذا تكون البحرين البلد الثالث من بلدان العالم الإسلامي التي تستضيف سباق الجائزة الكبرى العام المقبل، بعد أن تمكنت ماليزيا من تشييد حلبة (سيبانغ) ذات مواصفات عالية، واستضافت سباق الجائزة الكبرى لأول مرة العام 1999.

ومن المفارقات أن ماليزيا والبحرين تشتركان في تاريخ رياضات السيارات الحافل، فكلا البلدين لديه تاريخ طويل في مجال هذه الرياضات، وكل منهما استضاف فعاليات وبطولات رياضية هامة، مثل استضافة مملكة البحرين لإحدى مراحل بطولة راليات الشرق الأوسط، وإقامة بطولة مملكة البحرين الدولية للكارتنج لمدة (24) ساعة متواصلة على حلبة مؤقتة فئة سي مرخصة دولياً، واعتماد الاتحاد الدولي للسيارات القوانين التي وضعها الاتحاد البحريني للسيارات في هذه البطولة كقانون من الاتحاد الدولي نفسه لهذا النوع من البطولات في العالم، كما إن سباقات السرعة والحلبة المغلقة تحظى بشعبية واسعة لدى هواة رياضات السيارات في البحرين. أما ماليزيا فقد استضافت سباق الجائزة الكبرى للدراجات النارية العام 1991، بالإضافة إلى عدد من البطولات الرئيسية على المستوى الإقليمي والقاري والدولي.