العدد 3880 - الأحد 21 أبريل 2013م الموافق 10 جمادى الآخرة 1434هـ

العاهل يرحب بالإمام الأكبر ويشيد بوسطية الأزهر

رحب عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب الذي وصل إلى البحرين مساء أمس الأحد (21 أبريل/ نيسان 2013) مع وفد أعضاء هيئة كبار العلماء بجمهورية مصر العربية، مشيداً جلالته بوسطية نهج الأزهر الشريف التي ظلت عبر العصور منارة يؤمها كل راغب في العلم والفكر المستنير من شتى أرجاء عالمنا الإسلامي.

جاء ذلك لدى استقبال عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة في قصر الروضة أمس شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب يرافقه أعضاء هيئة كبار العلماء بجمهورية مصر العربية الشقيقة للسلام على جلالته بمناسبة زيارته البحرين تلبية لدعوة رسمية.

من جهته أكد شيخ الأزهر في كلمة ألقاها خلال لقائه بجلالة الملك على أن الحوار في ظل التوافق الوطني هو السبيل الوحيد لاجتماع الكلمة واستقرار الوطن والحفاظ على المصالح وحماية المقدرات الوطنية.


الطيب: البحرين في قلوبنا وعقولنا... والحوار السبيل الوحيد لاستقرار الوطن

العاهل يرحب بالإمام الأكبر ويشيد بوسطية الأزهر

المنامة - بنا

رحب عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب

الذي وصل إلى البحرين مساء أمس الأحد (21 أبريل/ نيسان 2013) مع وفد أعضاء هيئة كبار العلماء بجمهورية مصر العربية، مشيداً جلالته بوسطية نهج الأزهر الشريف التي ظلت عبر العصور منارة يؤمها كل راغب في العلم والفكر المستنير من شتى أرجاء عالمنا الإسلامي.

جاء ذلك لدى استقبال عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة في قصر الروضة أمس الأحد (21 أبريل/ نيسان 2013) شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب يرافقه أعضاء هيئة كبار العلماء بجمهورية مصر العربية الشقيقة للسلام على جلالته بمناسبة زيارته البحرين تلبية لدعوة رسمية.

وفي بداية اللقاء تفضل جلالة الملك بإلقاء الكلمة السامية، هذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه...

فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

يسعدنا الترحيب بكم على أرض مملكة البحرين التي أحبَّ أهلها العلم والعلماء منذ بزوغ فجر الإسلام، حيث تعطرت أرجاؤها بعبير رسالة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم إلى حاكمها يومئذٍ، ليدخل أهلها الإسلام مختارين، مؤدين خراجهم بحب ووفاء للإسلام وأهله في كل مكان.

صاحب الفضيلة،،

إنَّ وسطية نهج الأزهر الشريف ظلت عبر العصور منارة يؤمها كل راغب في العلم والفكر المستنير من شتى أرجاء عالمنا الإسلامي، وكان لأهل البحرين حظ وافر من ذلك، حيث يُكِنُّ أهلُها للأزهر الشريف وعلمائه ومفكريه كل حب واحترام. وإنَّه لمن التوافق المحمود اهتمام الأزهر الشريف في ظل رئاستكم الموقرة بكل ما يجمع الناس ويؤلف بينهم من خلال (بيت العائلة المصرية) بنهجها الإصلاحي وحِسِّهَا الوطني، التي تُمَاثِلُ في مقصدها وغايتها ما انتهجناه في مملكة البحرين من اهتمامٍ كبير بتحقيق التعايش السمح بين الأديان والمذاهب والثقافات رغم تنوعها وتعددها، إرساءً لدعائم وحدتنا الوطنية والمصالح الإنسانية المشتركة، وتعزيزاً لمسيرة التآلف والمحبة المتجذرة في مجتمعنا البحريني.

فحياكم الله بين أهلكم، نزلتم على الرحب والسعة في أرض السلام والإسلام.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ثم ألقى شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب كلمة قال فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الأطهار، وصحبه الأبرار

جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإني أشعر أنني مدين في البداية بتوجيه خالص الشكر وعظيم التقدير وعاطر الثناء اإلى جلالتكم وإلى مملكة البحرين الشقيقة شعباً وقيادة لتفضلكم بتوجيه الدعوة الكريمة التي شرفت باستقبالها وحرصت كل الحرص على أن ألبيها بكل اعزاز وامتنان وفاء بحقكم وتقديراً لمكانتكم العزيزة الغالية، وها أنذا مع زملائي من هيئة كبار العلماء نشرف بلقاء جلالتكم ونسعد بالتواجد بين شعب البحرين الكريم.

والآن وبعد أن سمعنا الخطاب السامي لقائد من قادة الأمة العربية نقرر أن الازهر الشريف يشارك في تأكيده كل المعاني الكريمة التي وردت في خطاب جلالتكم وعبرتم فيها عن ضمير الأمة ومشاعر أبنائها، وتعلمون جلالتكم أن للوطن البحريني في عقولنا وقلوبنا مكانة خاصة، فهو الوطن العريق الذي تلاقت فيه الحضارات والثقافات الانسانية واستطاع أن يستوعبها ويصوغ منها في ضوء ثقافته الاسلامية الغراء مزاجاً متحضراً رائدا في المنطقة، متميزاً بالاعتدال والتوازن ومتسماً بالتفتح والتسامح وسعة الأفق والتعاون على العيش المشترك، وأحسب أننا في مصر قد عشنا تجربة متشابهة، وخبرة مماثلة في إعزاز الولاء للوطن والحفاظ على حقوق المواطنين والمساواة بينهم على أساس من المواطنة وحدها دون أي اعتبار آخر، وتعلمنا أن الحوار في ظل التوافق الوطني هو السبيل الوحيد لاجتماع الكلمة واستقرار الوطن والحفاظ على المصالح وحماية المقدرات الوطنية.

وقد طالعتنا صحف اليوم (أمس) أن هناك حراكاً وطنيّاً ينطلق من تصور شامل لإدارة الحوار وفق أصول مشروعة تدور حول التمسك بالدولة المدنية التي هي دولة المؤسسات والقانون، وكذلك الاصلاح السياسي في اطار ما يقرره الدستور والقانون واحترام كل مكونات المجتمع البحريني وعدم تجاهل أي منها مع نشر ثقافة التسامح والتوافق والتكامل ونبذ العنف والكراهية والطائفية.

ويسعدني أن أقول إنها المبادئ ذاتها التي قامت عليها وثيقة الأزهر الأولى التي اتفقت عليها كلمة المجتمع المصري بكل أطيافه ومؤسساته السياسية والفكرية وانعكست بوضوح في مواد الدستور الجديد لمصر،

ونحن اذ نسعد بزيارة مملكة البحرين في ظل هذا التوجه المبارك نثق أنه سيبلغ جهدكم المشكور غايته المنشودة لتحقيق آمال شعب البحرين في حياة آمنة كريمة مستقرة.

وأثق أن جلالتكم تتفقون معنا في أن المقصد الأعلى للمسلمين هو توحيد كلمتهم، وتحقيق تضامنهم، وحماية استقلال شعوبهم والعيش في ظل الحرية والكرامة والمساواة، وأن الوحدة الوطنية لكل شعب من الشعوب الاسلامية هي الأساس لكل قوة حقيقية تجمع ولا تفرق، تدوم ولا تنقطع وصدق الله العظيم: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين» (الأنفال: 46)

ولنتذكر دوما حكمة شاعرنا العربي القديم

تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقن تكسرت آحادا

حضرة صاحب الجلالة... إن الأزهر الشريف اذ يشعر بالامتنان العميق والتقدير البالغ لجلالتكم، يكرر شكره الجزيل واعتزازه بهذه الأريحية الكريمة وما لقيناه في رحابكم من حفاوة ومودة وأخوة وحسن استقبال،

ويطيب لي أن أقول في ختام كلمتي إن الازهر الشريف سيظل إن شاء الله معكم والى جواركم وجوار شعب البحرين الشقيق... حفظكم الله من كل شر وحفظ شعب البحرين من كل سوء ومكروه.

اللهم إنا نسألك رحمة تهدي بها قلوبنا وتجمع بها شملنا وترد بها عنا الفتن يا رب العالمين... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

وقد أقام حضرة صاحب الجلالة مأدبة عشاء تكريماً لشيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، حضرها رئيس الوزراء وأصحاب السمو وكبار أفراد العائلة المالكة الكريمة ورئيسا مجلسي النواب والشورى وأعضاء المجلس الأعلى للشئون الاسلامية والوزراء ونواب رئيسي مجلسي النواب والشورى ومحافظ الجنوبية والقائم بأعمال السفارة المصرية لدى البحرين.

وكان شيخ الأزهر وصل مساء أمس الأحد الى مملكة البحرين على رأس وفد من أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في زيارة رسمية للبلاد تستغرق عدة أيام، وذلك تلبية لدعوة كريمة من عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

وكان في استقبال فضيلة شيخ الأزهر والوفد المرافق لدى وصوله الى مطار البحرين الدولي نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة ووزير العدل والأوقاف والشئون الاسلامية الشيخ خالد بن علي آل خليفة وعدد من المسئولين الذين رحبوا بضيف البلاد الكبير، متمنين لفضيلته والوفد المرافق من علماء الأزهر الشريف بجمهورية مصر العربية طيب الإقامة في بلدهم الثاني مملكة البحرين.

جلالة الملك مستقبلاً شيخ الأزهر أمس
جلالة الملك مستقبلاً شيخ الأزهر أمس

العدد 3880 - الأحد 21 أبريل 2013م الموافق 10 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً