بلغ عدد النزلاء المنخرطين في برنامج السلوك المعرفي الذي تقدمه إدارة مؤسسة الإصلاح والتأهيل في جو، نحو 200 نزيل، التقت «الوسط» بخمسة نزلاء منهم يقضون عقوبة السجن بسبب تعاطي المخدرات.

النزيل (ح) «37 سنة»، أكد أنه انضم في برنامج السلوك المعرفي منذ عامين ونصف العام، حيث يقضي عقوبة السجن بتهمة تعاطي المخدرات.

وقال: «بعد انخراطي في البرنامج، تبين لي أن مشكلتي لا تقتصر على تعاطي المخدرات، وإنما كنت شغوفاً كثيراً في اكتشاف الحياة عبر منظوري الخاطئ، إذ بدأت بتعاطي الخمر ولعب القمار، قبل أن أدمن تعاطي المخدرات».

وتابع: «بدأت بتقويم سلوكي بعد مشاركتي في برنامج السلوك المعرفي، من خلال تواجدي في المحاضرات التي تتم في إطار البرنامج بشكل يومي، والتي يتم من خلالها تقديم مجموعة تأملات تساعدني على تحديد هدفي بشكل يومي».

وأكد (ح)، أنه لاحظ تغيراً في حالته النفسية منذ انخراطه في البرنامج، ناهيك عن تفاعله بصورة واضحة مع بقية النزلاء وإدارة السجن.

أما (س) «37 سنة»، فأكد أنه كان يرى الحياة من «نظارة سوداء»، على حد تعبيره، وأن انخراطه في برنامج السلوك المعرفي في مؤسسة الإصلاح والتأهيل، أسهم بصورة كبيرة في الحد من السلوكيات الخاطئة التي كان يمارسها.

وقال: «لقد بنيت قناعة بعد انخراطي في البرنامج، أنه يحق لي الحصول على السعادة التي أنشدها بعد انتهاء فترة عقوبتي في السجن، وأني إنسان لدي عيوب ونواقص يجب أن أعالجها، وخصوصاً على صعيد كبح شهواتي».

وأبدى (س) أسفاً شديداً على تسببه في تدمير سمعته وسمعة عائلته بسبب اختياره طريق الإدمان على المخدرات.

وقضى (م) «32 سنة» أربع سنوات من عقوبة السجن، ووصف حياته قبل الانخراط في برنامج السلوك المعرفي، بأنها كانت تدور في متاهة، على حد تعبيره.

وقال: «حين بدأت حضور ندوات السلوك المعرفي، كنت أستغرب من قدرة النزلاء المشاركين في البرنامج على الحديث بكل أريحية عن أنفسهم أمام الآخرين».

وتابع: «اقتنعت بمرور الوقت أني كنت أدمر نفسي، وبتشجيع زملائي الآخرين اقتنعت بأني يجب أن أعطي نفسي فرصة لأحب الحياة وأحب نفسي».

وأكد (م) أن علاقته بعائلته كان عنوانها المصلحة، وأنه كان ينظر إلى عائلته كمصدر لتوفير المال الذي كان يشتري به المخدرات، مشيراً إلى أن انخراطه في البرنامج أعاد ترميم علاقته بعائلته، ناهيك عن التزامه بممارسة الشعائر الدينية.

ولم تكن قصة (ع) «33 سنة»، تختلف عن زملائه الآخرين كثيراً، إذ أكد أنه تسبب بإدمانه في تدمير سمعته وسمعة عائلته، وأنه كان يكره كل من ينصحه بالابتعاد عن طريق الإدمان، قبل أن ينخرط في البرنامج وتتغير وجهة نظره للحياة.

وأكد (ع) الذي قضى نصف مدة عقوبة السجن البالغة عشرة أعوام، أن لبرنامج السلوك المعرفي دورا كبيرا في تعميق علاقته مع المحيطين به، ومع أفراد عائلته، الذين لحظوا تغييراً كبيراً في سلوكه، على حد قوله.

أما (أ) «31 سنة»، وكان موظفاً في إحدى المؤسسات، وأكمل دراسته الجامعية في الخارج، فذكر أنه وعلى رغم تنبيهات عائلته له باستمرار بضرورة تغيير نمط حياته، إلا أنه لم يكن يصغي لنصائحهم، وإنما كان مستمراً في تعاطي المخدرات.

وأكد (أ) الذي قضى عامين من مدة عقوبته، أنه وصل لقناعة بعد استماعه لتجارب المدمنين الآخرين، أنه يجب أن يغير من نمط حياته وسلوكياته، وأنه بات أكثر تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى، كما تمكن من إنقاص وزنه.

وختم (أ) حديثه بالقول: «حتى أثبت لنفسي ولعائلتي أني لدي رغبة حقيقية في العلاج وفي تغيير نمط حياتي إلى الأفضل، أبلغتهم عن جميع المواقع التي كنت أخبئ فيها المخدرات».