العدد 3894 - الأحد 05 مايو 2013م الموافق 24 جمادى الآخرة 1434هـ

الدواء إذا أسأنا استخدامه أصبح داءً... الدواء القاتل

أحمد سالم العريض comments [at] alwasatnews.com

استشاري أمراض وزراعة الكلى

نشكر سعادة وزير الصحة على رسالته بتاريخ 5 مايو سنة 2012 وتبيانه لبعض الحقائق لمرضى السكلر والتي نشرت في صحيفة “الوسط”.

أود أن أشير إلى أن الزيادة في عدد الوفيات ارتفع خلال عام 2012 إلى خمسين حالة وفاة بعد أن كان في حدود 30 حالة سنوياً في الأعوام الماضية، وأقل من ذلك بكثير في التسعينيات من القرن الماضي وحتى بداية القرن الحالي.

إن عدد المصابين بالمرض الوراثي (فقر الدم المنجلي) وحسب تقارير وزارة الصحة، انخفض عدد الأطفال المصابين بهذا المرض الوراثي إلى أكثر من 75% بعد حملات التوعية ساهمت فيها وزارة الصحة وقسم الوراثة فيها مع وزارة الصحة والعدل في الشروع بالتوعية في المدارس لخطورة هذا المرض وتوعية الراغبين في الزواج من الجنسين بإجراء الفحوصات المختبرية لمعرفة فصائل الدم للمصاب بهذا المرض، والنصح لأن ذلك سيتسبب في أجيال حاملة للمرض إذا تم هذا الزواج. وكذلك اشترطت وزارة العدل ومحاكمها الشرعية لإجراء عقد الزواج وجود الشهادة الطبية لإثبات خلو الراغبين في الزواج من الإصابة بهذا المرض ونصحهم بالتوجه للزواج من أفراد لا يحملون مثل هذه الجينات.

فما هي إذاً الأسباب التي زادت من حالات الوفيات في الأعوام الأخيرة في البحرين عمّا هي في تسعينيات وثمانينيات وبداية هذا القرن؟ أحد التقارير السياسية التي نشرتها دورية (BBC) الشرق الأوسط بتاريخ 26 مارس 2013 أوعزت الزيادة يمكن أن تكون نتيجة للاستخدام وبكثافة للغازات المسيلة للدموع في القرى والشوارع التي تشهد مظاهرات سياسية خلال السنتين الماضيتين. وذلك لأن هذه الغازات تسبب اختناقات تنفسية مما يعوق حصول الإنسان خلال تنفسه على الأوكسجين، ما يسبب له التعرض لحالات الإصابة بنوبات السكلر المعروفة. هذا يمكن أن يكون صحيحاً ولكن لا يمكن أن يبرّر الزيادة في عدد الوفيات خلال السنوات الأخيرة.

لقد كنا نعالج مرضى السكلر بنوباته المختلفة خلال العقود الماضية وبأنواع هذه النوبات المختلفة:

-1 نوبات الآلام الناتجة عن عدم وصول كريات دم حاملة للأوكسجين للعظام وأعضاء الجسم الأخرى.

-2 نوبات ناتجة عن تضخم الطحال عند هؤلاء المرضى نتيجة لتخثر الدم فيه.

-3 نوبات فقر الدم الحاد نتيجة لتكسر الكريات الحمراء وهذه النوبات لها آلام عادةً.

-4 نوبات حادة نتيجة للالتهابات في العظام أو الالتهابات الرئوية الحادة.

وغيرها من النوبات. وكنا نتحاشى استخدام الأدوية المخدرة كالمورفين والبثادين والهرويين لما تسببه هذه الأدوية من إدمان. ونكتفي بإدخال المرضى للراحة وإعطائهم السوائل الوريدية واستخدام الأدوية المسكنة للألم العادية والتي لا تسبب إدماناً ومعالجة الالتهابات العظمية أو الرئوية أو غيرها بالمضادات الحيوية. وخلال تلك العقود لم يزد عدد الوفيات عن المعدل العادي للمصابين بهذا المرض سواء المصابين أو الحاملين لجينات هذا المرض.

لقد بدأت هذه الزيادة في الوفيات فقط عندما بدأت البروتوكولات تنتشر خلال الأعوام الأخيرة في الوزارة وإضافة استخدام هذه الأدوية المورفين ومشتقاته التي يدمن عليها المرضى، فمتى ما استخدم المريض هذه الأدوية وأحس بمفعولها المخدر والراحة المؤقتة التي تحدثها في جسمه فإنه يطلب المزيد منها دون النظر أو معرفة أضرارها الجانبية، ومنها: إضعاف المناعة لمقاومة الالتهابات الجرثومية والفيروسية وخصوصاً الالتهابات الرئوية، وزيادة الإصابة بالسل الرئوي ومرض الإيدز وغيرها من الالتهابات.

أحد المضاعفات الخطيرة لهذا الدواء وهو المورفين والهرويين وغيرها من المسكنات التي تحدث إدماناً إنها تسبب تخدر الجهاز التنفسي، فيقل معدل التنفس للإنسان عن المعدل الطبيعي (Lypoventilotion) وهذا يسبب نقصاً حاداً في توفر الأوكسجين للخلايا الأخرى في الجسم ما يعرض المصاب لنوبات أخرى متقاربة. وزيادة الوفيات خلال السنوات الأخيرة هي نتيجة لاستخدام هذه الأدوية المخدرة الخطيرة كما بينت، فإني أشد على أيدي زملائي الأطباء الذين يرفضون استخدام هذه الأدوية. وكذلك أشد على يد سعادة وزير الصحة بمساندتهم للوقوف ضد استخدام هذه الأدوية.

علينا أن نراجع جميعاً المضار الجانبية لأي دواء نستخدمه، فالدواء إذا أسئ استخدامه أصبح داءً. فعلينا التوقف وعدم تسييس ممارسة الطب واستخدام المرضى والجهاز العلاجي من أطباء وممرضين وعاملين في المجال الصحي أدوات لأغراض سياسية سواءً من قبل الحكومات وسياساتها أو المرضى وتعاطف الجمعيات الأهلية والجمعيات السياسية معهم حتى لو كانوا مخطئين.

إقرأ أيضا لـ "أحمد سالم العريض"

العدد 3894 - الأحد 05 مايو 2013م الموافق 24 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 5:04 ص

      ما يهم المرضي هو اجهاض الألم

      نريد من الدكتور الفاضل ان يقدم لنا بحثه عن مرضي فقر الدم المنجلي الذي قام مشكورا بإنجازه وكم كان عدد العينه التي تمت دراستها وكم كانت نسبة المدمنين علي المورفين في الشريحة التي عرضها لبحثه وفي اي مجله طبيه نشر هذه الدراسه ،،كذلك رجاء حارا لا تقول حق المرضي مخطأين كما ورد في اخر سطر في مقالك ،اللي فهمناه ان المرضي كانوا يريدون تخفيف الألم

    • زائر 4 | 2:13 ص

      .!

      لابأس بالتراجع عن سياسة طبية خاطئة ولكن بما لا يؤذي المرضى رحمة بهم
      الا تسير هذه القوانين في تطبيقها بسلم تدريجي؟

    • زائر 3 | 1:51 ص

      نحسب ونجمع ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل؟

      قد لا يبدو أن النصائح العلاجية التي يقدمها الأطباء المتمهنين والمختص صين الى الأطباء العاملون في المراكز وليس في الصين ومستشفى السلمانية تحديداً والذي كثر فيه الأطباء الغير معروفين هل مرخصين أو أشرفت على إجازتهم جهة مهنية ذات إختصاص أم لا. فالحالات لم تقف عند مرضى السلكر بل هناك المرضى المصابين بأمراض أخرى تتشابه حالات العلاج التي قام بها بعض الأطباء في المركز المشار اليه. قد تكون أخطاء طبيب في وصف الدواء دون معرفة العلة فلا يشفى المريض ويتعلل جزء آخر في جسمه. فهل نعتب على الطبيب أم الوكيل؟

    • زائر 1 | 10:27 م

      من الذي نشر البروتوكولات الجديدة ؟

      ( عندما بدأت البروتوكولات تنتشر خلال الأعوام الأخيرة في الوزارة وإضافة استخدام هذه الأدوية المورفين ومشتقاته التي يدمن عليها المرضى )
      من الذي اقترح ووافق على هذه البروتوكولات ؟
      هل هم - مع كامل احترامي لهم - عمال نظافة السلمانية ام السيكيوريتية ؟

اقرأ ايضاً