العدد 3903 - الثلثاء 14 مايو 2013م الموافق 04 رجب 1434هـ

الدين والسياسة في الوطن العربي عبر العصور (1-3)

محمد نعمان جلال comments [at] alwasatnews.com

سفير مصر الأسبق في الصين

عقدت الجمعية المصرية للدراسات التاريخية مؤتمرها السنوي لعام 2013 تحت عنوان «الدين والسياسة في الوطن العربي عبر العصور»، وذلك في الفترة من 22-24 أبريل/نيسان. وفي إطار هذا المؤتمر عقدت تسع جلسات، الأولى هي الافتتاحية وتضمنت كلمات مقرر المؤتمر أحمد زكريا الشلق، ورئيس الجمعية عادل غنيم، وأيمن فؤاد الذي ألقى كلمةً في ذكرى المؤرخ ورئيس الجمعية السابق رؤوف عباس، وكلمة عاصم الدسوقي في تكريم المؤرخ علي بركات باعتباره من المؤرخين المتميزين للعام 2013. وتولى خلف الميري تقديم الجلسة الافتتاحية.

الجلسة الثانية تولّى إدارتها وتحدّث فيها كل من حازم عطية الله عن «السياسة والدين في مصر الفرعونية»، ومحمد نعمان جلال عن «الإسلام والنظام السياسي المدني»، ومجدي عبد الحافظ عن «فقه السلطة في الإسلام»، وأماني كمال توفيق عن «موقف الدين من صناعة التأمين في مصر». أما الجلسة الثالثة فقد تولّى إدارتها محمد نعمان جلال وتحدّث فيها فايز علي عن «الدين والسياسة في مصر عبر عصور مختلفة»، وأحمد رفعت عبد الجواد عن «أثر الدين في الحرب أبان العصر الفرعوني»، وأحمد خفاجة عن «موقف الدولة من الجرائم الدينية في العصرين البلطمي والروماني»، وعادل هاشم عن «توظيف الدين في نظام الحكم السومري والبابلي». وفي الجلسة الرابعة تولّى إدارتها محمود سعيد عمران وتحدثت فيها نادية صالح عن «السياسة والدين في مصر في العصر البيزنطي (451-642)»، ومحمد فرحات عن «الدور السياسي للكاردينال بيلاجيوس في الحملة الصليبية الخامسة على مصر (1218-1221)»، وسعيد عمران عن «أسطورة الكاهن يوحنا إبان الحروب الصليبية وأثرها على الوطن العربي (1218-1291)»، وسليمان إبراهيم عن «دور العامل الديني في تعيين حكام الأقاليم في العصر الوسيط»، وأحمد إسماعيل الجبوري عن «الفكر السياسي عند الإمام الجويني».

والجلسة الخامسة تولى إدارتها محمود إسماعيل وتحدّث فيها حسين مراد عن «الدين والسياسة في المغرب الأقصى: الدعوة الموحّدية نموذجاً»، وعمر مصطفى عمر عن «جدلية التفكير والتكفير في التراث الأندلسي»، وإيناس عباس عن «علماء الدين وأحكام المعاملات بين بلاد المسلمين: مصر والمغرب الإسلامي نموذجاً»، داليا عبد الهادي عن «السلطة والدين في العصر المريني بالمغرب الأقصى».

وتولت إدارة الجلسة السادسة عفاف صبره وتحدثت فيها نجاح محسن عن «الثورة والخروج على الحكم عند أهل السنة والجماعة بين الدين والسياسة»، وسمير حامد عن «الأوقاف ونشر المذهب الشيعي في العصر الفاطمي»، وإيمان عبد العظيم عن «العوام وموقف رجال الدين من السلطة في العصر المملوكي ( 1250-1517)»، وعلاء طه رزق عن «فتاوى العلماء في عصر سلاطين المماليك بين الدين والسياسة»، ووفاء عبد الحليم عن «السادة البخارية وتأثيرهم على الحياة السياسية».

وتولى إدارة الجلسة السابعة حلمي النمنم وتحدّث فيها خالد حامد عن «الدولة والأقباط في القرن الثامن عشر: مدينة أسنا نموذجاً»، والشيماء بدوي عن «الخطاب الديني لقادة الحملة الفرنسية وأثره في المجتمع المصري»، ومحمد مبروك عن «الدولة وأزمة الوحدة الوطنية في ضوء المؤتمرين القبطي والمصري عام 1911»، وقدم مقارنة مع الأوضاع الراهنة في مصر، ونبيل رياض عن «الدين في الانتخابات المصرية من (1924-1957)». وتولى إدارة الجلسة الثامنة محمد نعمان جلال وتحدّث فيها الأستاذ محمد يوسف عن «جدلية الوطن والدين في الوطن العربي (حالة تطبيقية على مصر)»، وخلف الميري عن «أثر إلغاء الخلافة العثمانية في إشكالية السياسة والدين في الإطار العربي»، ومحمد عبد المؤمن عن «الحركات الإسلامية في الصومال بعد انهيار الحكومة المركزية»، وأحمد عبد الدايم عن «البعد الديني في حركة المقاومة الجزائرية للاستعمار الفرنسي في ثلاثينيات القرن العشرين».

وأخيراً تولى الجلسة التاسعة حسن نافعة وتناولت القضايا الإسلامية المعاصرة في مصر، فتحدّث صلاح عبد الحميد عن «تنظيم الجهاد الإسلامي»، وجمال شقرة عن «الإخوان المسلمين وعبد الناصر من ثورة 1952 حتى رصاصات المنشية»، وصفاء شاكر عن «تنظيم صالح سرية في الكلية الفنية العسكرية عام 1974 (نموذجاً للعنف السياسي)»، ومحمد عبد الوهاب سيد عن «الإخوان ونظام مبارك».

وقد أصدر المؤتمر مجموعةً من التوصيات التي تناولت بعض جوانب المؤتمر، وبالنظر لطول مدة المؤتمر ثلاثة أيام في جلسات ممتدة لكل منها ساعتان، وفي كل جلسة متحدثون أربعة، فيتحدث في الجلسات 36 باحثاً بأوراق علمية فضلاً عن مناقشات الحاضرين للأطروحات التي قدمها الباحثون، وعقب انتهاء مداخلات المتحدثين في كل جلسة كان يتحدث ما بين 10-15 من القاعة بالتعقيب أو الاستفسار أو نقد أطروحات بعض الباحثين، ولذلك لا يمكن أن نعرض لتفاصيل المؤتمر وإنما نسوق مجموعةً من الملاحظات ذات الطبيعة العامة:

الأولى: غطت معظم جوانب المحور الرئيس القضايا المهمة في الساعة الراهنة وهو «الدين والسياسة عبر العصور في الوطن العربي»، فقد تناول مفهوم الدين عبر العصور وتداخل السلطة الدينية مع السلطة السياسية وصراعهما وتحالفهما، توافقهما واختلافهما، ومثل الفكر وفلسفة أنظمة الحكم من ناحية، والاقتصاد ومكاسبه من ناحية أخرى، محور الصراع أو التوافق في الصراع الداخلي أو في التكالب الدولي على المنطقة العربية، كما حدث في الحروب الصليبية وقبلها الاستعمار الروماني والبيزنطي والعصر البلطمي، وفي الدول التي قامت في الأندلس أو في المغرب العربي الذي أطلق عليه أحد الباحثين «المغرب الإسلامي».

الثانية: اختلاف وجهات النظر بين الباحثين حول التفاعل بين الدين والسياسة، ومدى استغلال كل طرف للطرف الآخر لمصلحته، واستخدام السياسيين مفهوم الدين لمآرب سياسية، كما في الحروب الصليبية وفي الحملة الفرنسية على مصر، وإعداد نابليون خطة إعلامية ضخمة لاستخدام الإسلام وشعاراته للتأثير على الشعب المصري، ورغم كل ذلك لم يفلح فيما أسماه أحد الباحثين «الاحتيال السياسي باسم الدين»، وهذا انطبق على حركات دينية في العصور الوسطى الإسلامية، وفي مصر المعاصرة، ولكن في معظم الأحيان كان الشعب المصري أكثر وعياً ودهاءً من محاولة بعض الحكام الاحتيال السياسي عليه باسم الدين، رغم أن الشعب المصري متدين بطبعه منذ عصر الفراعنة. واختلف البعض في تسمية الفتوحات الإسلامية هل تسمى فتوحات إسلامية لأنها تمت باسم الدين؟ أو فتوحات عربية، لأن من قادوها كانوا من العرب؟ كذلك حول دور العلماء وهل عبّروا عن تطلعات الشعوب أم عن مصالحهم وطموحاتهم؟ وهل مالأوا السلطة السياسية أم عملوا ضدها؟...(يتبع).

إقرأ أيضا لـ "محمد نعمان جلال"

العدد 3903 - الثلثاء 14 مايو 2013م الموافق 04 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً