هددت الولايات المتحدة أمس الأربعاء (22 مايو/ أيار 2013) بزيادة الدعم لمقاتلي المعارضة السورية إذا رفض الرئيس السوري بشار الأسد بحث حل سياسي لإنهاء الحرب الأهلية في بلاده. ودعت المعارضة إلى إرسال تعزيزات لقتال «غزو» من جماعة حزب الله اللبنانية ومؤيديها الإيرانيين بعد أيام من تنفيذ قوات الأسد هجوماً على بلدة استراتيجية يمكن أن يكون نقطة تحول في الحرب.

وتحث واشنطن وموسكو الخطى لإحياء المساعي الدبلوماسية واضطرتا إلى تكثيف جهود السلام بعد تقارير جديدة عن ارتكاب فظائع من الجانبين وشكوك في استخدام الأسلحة الكيماوية وبروز مقاتلين مرتبطين بـ «القاعدة» بين خصوم الأسد. وقال كيري إن عدة آلاف من مقاتلي حزب الله يشاركون في الصراع بدعم نشط على الأرض من إيران الحليف الرئيسي لهم وللأسد في المنطقة. وأضاف كيري في مؤتمر صحافي بعمان قبل اجتماع لمجموعة أصدقاء سورية التي تضم دولاً غربية ودولا من المنطقة اصطفت ضد الأسد أن قوات الرئيس السوري حققت مكاسب عسكرية في الأيام القليلة الماضية لكنها «مؤقتة جداً». وقال «في الأسبوع الماضي فقط بات واضحاً أن حزب الله تدخل بدرجة كبيرة جداً جداً. يوجد عدة آلاف من قوات مليشيا حزب الله على الأرض في سورية يساهمون في هذا العنف ونحن ندين هذا».

من جهته، أشاد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف برد الحكومة السورية على المقترح الأميركي الروسي لكنه قال إن المعارضة منقسمة لدرجة تحول دون الاتفاق على المشاركة.

وأعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن السلطات السورية تدرس حالياً موضوع المشاركة في المؤتمر الدولي في جنيف بشأن سورية، وستتخذ القرار النهائي بعد عودة الوفد السوري من موسكو.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن مؤتمر جنيف الجديد «يجب ألا يتضمن دولاً ضد النجاح» في إشارة إلى أن باريس مازالت تعارض حضور إيران. ودعت المعارضة التي تقاتل من أجل السيطرة على القصير وهي الآن الجبهة الرئيسية للقتال إلى إرسال تعزيزات لصد القوات المؤيدة للأسد وما وصفته بأنه «غزو» من حزب الله وإيران. وقال جورج صبرا القائم بأعمال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان مكتوب «يا أبناء الثورة السورية إن قوات خارجية تغزو بلدكم... يستهدفون تدمير حياتكم فهبوا للدفاع عن وطنكم... وعلى كل من لديه فضل سلاح أو ذخيرة أن يرسله إلى القصير وحمص لتعزيز صمودها فكل رصاصة ترسل إلى القصير وحمص ترد غازيا معتديا يريد أن يعيد سورية إلى عصر الخوف الذي انقضى إلى غير رجعة». وقال مقاتلو المعارضة السورية إن غارات جوية وقصفاً هز البلدة الصغيرة على الحدود السورية اللبنانية. وتعقد قوات الأسد العزم على الاستيلاء على القصير من أجل لتعزيز قبضتها على حزام من الأراضي يصل العاصمة دمشق بمعقل الأقلية العلوية الشيعية التي ينتمي لها الأسد على ساحل البحر المتوسط.

إلى ذلك، قال قائد القوات الجوية الإسرائيلية إن إسرائيل مستعدة لمهاجمة سورية لمنع وصول أسلحة متطورة إلى المقاتلين الجهاديين أو حزب الله في لبنان في حالة سقوط الرئيس بشار الأسد. وقال الميجر جنرال عمير ايشيل أيضاً إن على الإسرائيليين الاستعداد لصراع طويل ومؤلم إذا دخلت قواتهم معركة مع حزب الله او إيران التي تدعمه. وقال لمعهد فيشر لدراسات الطيران والفضاء بالقرب من تل ابيب «إذا انهارت سورية غداً فسوف نحتاج إلى اتخاذ اجراء لمنع النهب الاستراتيجي للاسلحة المتطورة».

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن الاتحاد الأوروبي مستعد لرفع حظر تصدير الأسلحة للمعارضة السورية.

أمنياً أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 54 شخصاً قتلوا في اشتباكات دارت بين كتائب مقاتلة والقوات النظامية في إدلب شمال سورية. وأن كتائب مقاتلة سيطرت على معسكر الشبيبة للقوات النظامية والواقع قرب بلدة النيرب في إدلب وعدة حواجز بجواره. وأضاف أن الاشتباكات أسفرت عن «استشهاد 14 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة ومقتل مالايقل عن 40 من القوات النظامية وعناصر اللجان الشعبية المسلحة وتدمير عدة آليات».