العدد 3912 - الخميس 23 مايو 2013م الموافق 13 رجب 1434هـ

كلوب... «رأس الحربة» في دورتموند والقائد

قبل 5 عقود كاملة، كان نادي بوروسيا دورتموند عضوا مؤسسا لرابطة الدوري الألماني لكرة القدم (البوندسليغا) والتي تأسست في 1963 كما فاز بعدها بثلاثة مواسم فقط بلقب كأس أوروبا للأندية أبطال الكؤوس ليصبح أول ناد ألماني يفوز بأحد الألقاب الأوروبية.

ولكن مسيرة الفريق إلى المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم الحالي لم تأت إلا بعد انتفاضة رائعة في مواجهة الأزمة التي عانى منها قبل سنوات وكادت تدفعه لإعلان إفلاسه في العام 2005.

وتوج دورتموند بلقب كأس أوروبا للأندية أبطال الكؤوس في 1966 كما فاز بلقب البوندسليغا في عامي 1995 و1996 ثم بلقب دوري أبطال أوروبا العام 1997 ثم بلقب البوندسليغا مجددا في 2002 ولكن النفقات الباهظة للنادي جعلته على بعد أيام قليلة من إعلان الإفلاس في 2005.

ونجح دورتموند على مدار السنوات القليلة الماضية في استعادة شبابه وبريقه وتوج بلقب البوندسليغا في موسم 2010/2011 ثم حافظ عليه في الموسم التالي وتوج معه بلقب كأس ألمانيا قبل أن ينجح في بلوغ نهائي دوري الأبطال هذا الموسم.

وجاء تعاقد النادي مع المدرب يورغن كلوب في 2008 لتكون البداية الحقيقية نحو العودة لمنصات التتويج إذ برهن كلوب على أنه أحد أبرز وأحدث المدربين المبتكرين في أوروبا.

وقال كلوب: «لم يكن لدينا الكثير من المال ولكننا نمتلك تاريخا كبيرا وتوقعات هائلة، كان علينا أن نعتمد على لاعبين شبان، كانوا في التاسعة عشر من عمرهم. والآن، أصبحوا في الرابعة والعشرين من عمرهم، من الرائع أن نرى الصبية ترعرعوا».

وشكل اللاعبون الشبان مثل ماريو غوتزه وإلكاي غيوندوغان وماتس هوملز ومارسيل شميلتزر والثلاثي البولندي روبرت ليفاندوفسكي وجاكوب بلازتشيكوفسكي ولوكاس بيزتشيك وكذلك زفن بيندر واللاعبان المخضرمان سيباستيان كيهل ورومان فايدنفيلر جزءا من الجيل الذهبي الحالي لدورتموند.

كما لعب فاتسكه والمدرب كلوب دورا هائلا في نجاح الفريق على مدار الموسمين الماضيين والموسم الحالي.

وظهر نضج الفريق بشكل أكبر من خلال مسيرته بالبطولة الأوروبية هذا الموسم إذ حافظ على سجله خاليا من الهزائم في جميع مراحل البطولة قبل أن يتعرض أخيرا للهزيمة صفر/2 أمام مضيفه ريال مدريد الإسباني في إياب المربع الذهبي ولكن هذا لم يؤثر على تأهل الفريق للنهائي في ويمبلي نظرا لفوزه 4/1 في مباراة الذهاب على ملعبه.

ونال كلوب الإشادة من قبل إدارة النادي واللاعبين على دوره المهم في قيادة الفريق للتألق وإبهار الجميع في ألمانيا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام من خلال العروض الكروية الجذابة والرائعة للفريق والتي تعتمد على السرعة والضغط والمهارة.

وقال كلوب: «من أجل تحقيق شيء عليك أن تحلم وتفكر كثيرا، نريد الكفاح من أجل أنفسنا وأن نجعل آباءنا يفتخرون بنا، إذا فزنا لن نكون أفضل فريق في العالم ولكننا سنكون حققنا الفوز على أفضل فريق في العالم، لدينا فرصة».

وعلى رغم ترحيبه وإعجابه بكل الاهتمام المنصب عليه نتيجة ما يحققه من نجاح مع فريقه، يدرك كلوب أن قدراته في مجالات أخرى لها حدود لا تسمح له بتحقيق نفس النجاح فيها.

ويستبعد كلوب على سبيل المثال أن يعمل في إصلاح المنازل أو كمقدم برامج حوارية أو حتى العمل كنجم غنائي على رغم أنه برع من قبل في تقديم إحدى فقرات «كاريوكي» الغنائية.

ويؤكد كلوب :»المهنة التي أعمل بها والعمل الذي أؤديه رائع بالنسبة لي ويناسبني جدا».

وتولى كلوب (45 عاما) مسؤولية تدريب الفريق في 2008 بعد عقدين قضاهما كلاعب ومدرب لفريق ماينز الألماني.

وبرهن كلوب من خلال عمله في السنوات الأخيرة على أنه من أكثر المدربين ابتكارا في كرة القدم الألمانية خلال الفترة الحالية.

ووصف مدير عام النادي المدرب كلوب هانز يواخيم فاتسكه بأنه «أفضل مدرب يمكن الاستعانة به» كما وصفه مايكل زورك مدير الكرة في النادي بأنه «رأس الحربة، في أسلوبنا للعب الكرة» ووصفه قائد الفريق سيباستيان كيهل بأنه «مدرب رائع».

وقال كيهل: «قدم الكثير للفريق ولكن فلسفته كانت واضحة من اليوم الأول. الأمر يتعلق بالحماس والانطلاق القوي والرغبة في الفوز».

وانتشرت هذه الصفات بين المشجعين المخلصين لدورتموند والذين يحتشدون دائما في مدرجات استاد الفريق الذي يعد الأكبر في ألمانيا حيث تبلغ سعته 80 ألف مقعد.

وقدم كلوب مع الفريق لعبة كرة القدم في أنقى وأروع صورها. ولذلك، لم يكن غريبا أن يتردد اسمه مرارا كمرشح قوي لتدريب أحد أندية القمة بالدوري الإنجليزي وسط تزايد الإعجاب الشديد بكرة القدم الألمانية في كل أنحاء أوروبا ومناطق عديدة من العالم.

كما لا يزال كلوب مرشحا بقوة لخلافة يواخيم لوف في تدريب المنتخب الألماني في أي وقت يستقيل فيه لوف.

ومن المؤكد أن نجاح دورتموند في تحقيق الفوز على بايرن، سيرفع من وضع ومكانة كلوب درجة هائلة.

ويرى كلوب أنه لا يوجد مستحيل في مواجهة بايرن بعد «القصة الخيالية» التي قدمها دورتموند في طريقه لنهائي دوري الأبطال، وقال كلوب :»من أجل تحقيق شيء ما، عليك أن تحلم وتفكر كثيرا»، وأكد كلوب أن «المباراة النهائية لدوري الأبطال تمثل علامة مميزة ولكنها ليست نهاية المطاف أو الرحلة» في إشارة إلى أن هدف الفريق هو أن يقدم نفسه كمنافس طويل المدى في مواجهة بايرن ميونيخ.

ويستمد كلوب إلهامه وحلمه من النصر الرائع الذي حققه دورتموند نفسه في العام 1997 عندما توج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الوحيدة في تاريخه بعد التغلب على يوفنتوس الإيطالي المرشح الأبرز لإحراز اللقب، كما يستمد كلوب بعض إلهامه من فوز المنتخب الألماني بلقب كأس العالم 1954 على حساب المنتخب المجري الذي كان المرشح الأقوى لحسم اللقب في ذلك الوقت.

العدد 3912 - الخميس 23 مايو 2013م الموافق 13 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً