العدد 3913 - الجمعة 24 مايو 2013م الموافق 14 رجب 1434هـ

غداً سأكون أفضل ليكون العالم بخير!

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

لنفترض أنك استخدمت وسيلة جرد ما قمت به في اليوم السابق لمعرفة أين تقف، وأين وصلت بأحلامك ونفسك وإيمانك وأهلك وبالتالي وطنك وهذا العالم الذي تنتمي إليه شئت أم أبيت.

ستتساءل حتماً: ماذا قدمت لنفسي خلال أربع وعشرين ساعة مضت من عمري، وكيف سعيت خلالها لأن أكون مختلفاً؟ مختلفاً بالقدر الذي يضمن لك أن يكون يومك أفضل من غدك، على الأقل من حيث إنجازك، ومقدار ما تقدمه للآخرين من نفع يكفي لأن يرتاح معه ضميرك، وألا تشعر بالذنب تجاه أحد كان بإمكانك رسم ابتسامة على وجهه ولم تفعل.

لو أن هذا الجرد نجريه بشكل يومي واسبوعي، لتغير الكثير من حولنا، لأننا حينها سنعرف مساحة تحركنا ومدى تغيّر الأمور في محيطنا، الأمور التي كنا نحن سبباً في تغييرها، فهناك الكثيرون من يحاولون رسم خريطة التغيير الكوني من خلالهم هم، من غير أن يفكروا في أنهم مجرد نقطة في بحر؛ إذ لو حاولت كل نقطة من مجموع النقاط المجتمعة أن تلوذ بالفرار من الجمع لما تكوّن البحر.

تساءل بعد كل فترة – إن وجدتَ أن اليوم الواحد غير كفيل بأن يعطيك جواباً شافياً بشأن مقدار الانجازات التي تحققت: هل أنجزت شيئاً من أحلامك العالقة بين الأرض والسماء؟

هل تعلمت شيئاً جديداً كفيلاً بأن ينقلك من وضعك الآني إلى وضعٍ أفضل علمياً؟

هل قرأت كتاباً جديداً أثرى ثقافتك وساهم في تفتح بصيرتك وانطلاقك في الحياة بشكل أكثر إتقاناً وثقة؟

وماذا عن عاداتك السلبية التي اكتشفتها أنت صدفةً، أو التي أخبرها عنك صديقك لحظة صفاء، أو عدوك لحظة غضب، هل سعيت لتغييرها واستبدالها بعادات إيجابية تساعدك على الوصول للقمة التي يحلم بها الإيجابيون؟

كل هذه الأسئلة كفيلة بأن تولد أسئلة أخرى تسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تغيير دواخلنا، وبالتالي تغيير محيطنا، ثم عالمنا الذي نريد له أن يبدو أجمل. وهي كفيلة بأن ترسم لنا طريقاً لليوم التالي تكون فيه أذهاننا أكثر تركيزاً وصفاءً ومن ثم تكون أيامنا أجمل، وخصوصاً إن تخلصنا من المحبّطات التي تعترضنا والتي تكون أحياناً أشخاصاً سلبيين لا يفكرون إلا بالمآسي ومحاولة إحباط الآخر من دون وعي منهم أحياناً وبوعي أحياناً، وحين نتعرف على العقبات التي أسهمت في توقف حركتنا وتعثرنا وفشلنا المؤقت أحياناً. هذه المحبّطات والعثرات ستغدو مجرد ماضٍ، حين نحاول جاهدين تجاوزها بعد الوقوف عليها ومعرفة الثغرات التي دخلت من خلالها إلى حياتنا وأعطبت بعض أحلامنا في غفلة منا. ولو أن كل واحد منا يحاول أن ينشغل بنفسه فيما يخص عيوبه، ويحاول أن ينشغل مع الآخر فيما يخص المعرفة والرغبة في الارتقاء بمحيطه لتوصلنا إلى ما نريد بشكل سريع وفاعل.

وربما يقول لك صوتٌ داخليٌّ دخيلٌ عليك، أو صوتٌ من الخارجين على أحلامك وطموحاتك: «توقف أنت مجرد رقم بسيط في هذا العالم»، أو: «لن تستطيع تغيير العالم من حولك مهما حاولت فالناس اعتادوا نمط حياة معين، واعتادوا مستوى معيناً من الأحلام التي يجب ألا تتجاوزها لأنك حينئذ ستصبح في نظرهم أحمق وحالماً». لا تستمع لهم لأن الصمم في هذه الحالة هو أول الطريق إلى النجاح!

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3913 - الجمعة 24 مايو 2013م الموافق 14 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 4:34 م

      سوسن الابداع الواقعي

      انتي كاتبه متفوفقه وكلامك عجبني جدا تستاهلين الف نجمة اعجاب واتمنى ترسليلي جميع اشعارك لاني شاعر ربي يوفقك

    • زائر 4 | 10:02 م

      أهلا

      مقال أقل من المستوى لمن يعرف حقيقة سوسن دهنيم .. الله يكون في عيونك

    • زائر 3 | 8:24 ص

      ما يحاسب وزمن كما كانوا وكنا

      الكثير ما يحاسب نفسه، وهذه من مشاكل زمان لكنه دائما ملازمة كملازمة داون. تظهر الأعراض ولا أحد يعترض وتجري العادة دون توقف. فلو واحد من الناس حسبها عدل بين العاجلة والآجله لوجد أن الحسبه ضايعه بين الثنتين. فهل نتحسب أو نحسف على ما مر من الزمان؟

    • زائر 2 | 6:16 ص

      كاتبة في مصاف الفلاسفة

      شكرا استاذة سوسن على هذه الافكار المبسطة في سردها، العظيمة في محتواها ومعناها. لو قام اي منا بنقد ذاته وتقييم ادائه اليوم لتغير الحال الى الأفضل ولما تكررت الاخطاء، استطيع القول انك كاتبة وفيلسوفة. بارك الله هذا الاداء وهذه الروح الخلاقة.

    • زائر 1 | 3:51 ص

      مواضيع و قراءات مثيرة لتأمل و الاهتمام

      نحتاج لقراءة مثل هذه الكلمات و المقالات الواسعة في تنمية و إلهام الجمهور المتفرج حول الأحداث و الأشخاص اللاعبين . لنكون رقم بين الأرقام المؤثرة لا المتأثرة . باعتقادي أن كل يوم يجب على المرء أن يتغير ليواكب متطلبات عصره مع الأحتفاظ على المبادئ الاسلامية السامية . لكِ التحية على صبركِ و تفائلكِ

اقرأ ايضاً