العدد 3927 - الجمعة 07 يونيو 2013م الموافق 28 رجب 1434هـ

عائلة الحايكي وإعانة جري الماء

المنامة - محمد حميد السلمان 

07 يونيو 2013

وثيقتنا هذه المرة لها علاقة بمشاريع الحكومة لتوفير مياه الشرب لسكان البحرين مع بدايات النهضة العمرانية والإدارية في البحرين في الربع الأول من القرن العشرين، وكان ذلك مع وصول تشارلز بلغريف إلى البلاد وتعيّنه في منصبه بشكل رسمي. وبدأت فكرة حفر عيون الماء في البحرين بسبب حاجة المواطنين للمياه مع بدء حكاية التنقيب عن النفط في العقد الثاني من القرن العشرين. وهناك وثيقة أخرى سنتعرض لها يوماً ضمن الوثائق البريطانية تتحدث عن مشاورات جرت بين حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة والمعتمد البريطاني في البحرين تريفرسي العام 1914 حول احتمال وجود النفط في جزر البحرين وماهية الإجراءات الواجب اتخاذها للبدء بالتنقيب.

إلا أن ظروف الحرب العالمية الأولي شغلت الجانبين عن هذا المشروع، ولكن بعد نهاية الحرب العالمية ومع حلول العشرينات من القرن الماضي، زار البحرين النيوزلندي فرانك هولمز لدراسة طبيعة أرضها ومدى إمكانية توافر النفط بها. ومن هنا فقد اتفقت معه الحكومة، التي تولى مسئوليتها في تلك الفترة الشيخ حمد بن عيسي، على أن يساعدها في العثور على مياه الشرب أيضاً، فبدأ العمل في جزيرة المحرق بداية لتنفيذ هذا الاتفاق. وبدأت الحكومة بفتح باب التبرع لمشاريع المياه في المحرق في المرحلة الأولى، فلم يتوانَ وجهاء المحرق وبعض التجار في ذاك الزمان عن دعم هذا المشروع الحيوي للناس لإحساسهم الوطني الكبير بمدى أهميته للشعب البحريني والتطور الحضاري في البلاد.

وهذه الوثيقة كتبت في شهر يناير/ كانون الثاني من العام 1926 وجاءت من الحاكم إلى أحد وجهاء مدينة المحرق وهو الحاج حسن بن علي بن أحمد الحايكي وموضوعها يدور حول مساعدات مشروع المياه، وتفاصيلها كما يلي:

«بسم الله الرحمن الرحيم

من حمد بن عيسى آل خليفة لجناب الأفخم الحاج حسن بن علي أحمد الحايكي المحترم

بعد السلام ورحمت (رحمة) وبركاته على الدوام نذكر جنابكم منطرف (من طرف) إعانة جري الماء أن العمل جارٍ في حفر العيون والحكومة تصرف الدراهم على هذا الشغل وتصليح العيون نرجو من فضلكم أن تسرعوا بدفع إعانتكم المكتوبة إلى البنك وتأخذون منه الرصيد. نكون منكم شاكرين ودمتم محروسين حرر في 3 رجب 1344

مهر حمد بن عيسى آل خليفة»

وهذه الوثيقة توضح بشكل جلي مدى العلاقة الطبيعية والطيبة بين الحاكم والمحكوم في ذاك الزمان، كما يبدو من حيثياتها أن قضية الدعم الشعبي كانت مستمرة على فترات لمشروع المياه. والدليل أن العمل قد بدأ وتبرع له تجار المحرق، ومن ضمنهم الحاج حسن الحايكي، وهذه الرسالة تأتي للتذكير فقط بالجزء المتبقي من التبرعات المتفق عليها بين الحكومة والوجهاء والتجار. ولكن للأسف لم توضح الوثيقة مبلغ ذلك الجزء المتفق عليه مسبقاً.

وفعلاً، وبسبب هذه التبرعات من أمثال الحاج حسن الحايكي وغيره، نجح مشروع حفر آبار للماء في المحرق، بعد أن قام هولمز بحفر عدة آبار ارتوازية أمدت المواطنين بالمياه العذبة.

العدد 3927 - الجمعة 07 يونيو 2013م الموافق 28 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً