اتهمت حركة «حماس» أمس (الجمعة) القيادي في حركة فتح محمد دحلان بالوقوف وراء محاولة الاغتيال التي استهدفت رئيس الوزراء إسماعيل هنية التي قتل فيها أحد حراسه وإصابة ابنه فيما جرت اشتباكات بين حماس وقوات الأمن الفلسطيني في رام الله مما أدى إلى إصابة نحو 34 شخصاً. وتجمع عشرات الآلاف من أنصار حماس في الذكرى التاسعة عشرة للحركة في غزة إذ خاطبهم هنية مؤيداً على الوحدة الوطنية.
ونفى رئيس لجنة الداخلية والأمن في المجلس التشريعي الفلسطيني محمد دحلان اتهامات حماس فيما أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن أسفه لإطلاق النار على موكب هنية أثناء عودته إلى غزة مساء الخميس والذي أدى إلى مقتل أحد حراسه وإصابة ابنه. وقال الناطق باسم حماس إسماعيل رضوان خلال مؤتمر صحافي في غزة ان إطلاق النار على موكب هنية «إنها محاولة اغتيال جبانة على أيدي فئة خائنة يقودها محمد دحلان». وقال رضوان ان «الأيادي الخبيثة التي اغتالت وتجرأت على إطلاق النار على رئيس الوزراء لن تفلت من العقاب وهي معروفة لدينا». وأضاف رضوان انه يتوجب «على الرئيس (عباس) أن يقف وراء مسئولياته من الحادث الآثم وان يرفع الغطاء عن المجرمين وتقديمهم للعدالة». وطالب بسحب «قوات أمن الرئاسة (قوات الـ 17) من معبر رفح والموجودة في الشوارع لأنها لا تصلح لحماية أبناء شعبنا حيث أطلقوا النار على أبناء شعبنا».
من جانبه دان دحلان اتهامات حماس له وقال «يبدو أن حركة حماس تسير من فضيحة إلى فضيحة أخرى» وتابع «لن تخيفنا التهديدات وقد تعودنا على التهديدات الإسرائيلية». وتساءل «من قرر اقتحام المعبر بالقوة المسلحة ألا يتحمل مسئولية ونتائج هذا الحادث» في إشارة إلى اقتحام معبر رفح من قبل العشرات عناصر حماس. من جهته اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات حماس بالتحريض على قتل دحلان، مطالباً بمحاكمة من اتهموا دحلان بمحاولة اغتيال هنية. وأعلن عريقات أن الرئيس الفلسطيني وافق على تشكيل لجنة قضائية مستقلة للتحقيق في هذه الحوادث. وفي مدينة غزة انتشر مئات العناصر من الجناح المسلح لحماس أمس في الشوارع الرئيسية. وسجل وجود كثيف لعناصر كتائب عز الدين القسام حول ملعب اليرموك الذي شهد بعد الظهر تجمعاً حاشداً في الذكرى التاسعة عشرة لتأسيس حماس. وأكد هنية في كلمة أمام عشرات الآلاف من المحتشدين في المهرجان أن إطلاق النار استهدفه مباشرة لدى خروجه من معبر رفح الخميس، مشدداً على أن حكومته ستتباع الملف لتقديم مطلقي النار للعدالة. وقال «توفر لدى الحكومة خلال الساعات الماضية بعض المعلومات المتعلقة بأشخاص تعمدوا إطلاق النار وقال لي المستشار أحمد يوسف (الذي أصيب في الحادث) (...) أن بعض الناس كانوا قادمين لمنطقة المعبر ليرتكبوا جريمة» وتابع «سنتابع هذا الأمر وفق مقتضيات القانون والعدالة حتى نوفر الأمن للناس». ودعا هنية إلى تعزيز الوحدة الوطنية حقنا للدم الفلسطيني ومن اجل تحرير «الأرض والأماكن المقدسة». إلى ذلك اتهم مسئول كبير في «حماس»، عباس بشن حرب على الحركة وقال انه لا يوافق على إجراء انتخابات مبكرة وقال القيادي في حماس خليل الحية ان حماس لن توافق على إجراء انتخابات مبكرة أو استفتاء على هذه المسألة وهي خطوة قد يعلنها عباس في كلمة من المقرر أن يلقيها اليوم السبت. من جهتهم، عمد عشرات من عناصر الحرس الرئاسي إلى إغلاق المنطقة المحيطة بمنزل عباس ومكاتب الرئاسة. وفي القدس قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي افراييم سنيه أمس ردا على سؤال من الإذاعة العامة الإسرائيلية «حين سمعت بإطلاق النار على موكبه هل شعرت بالأسف لعدم إصابته» مضيفاً «عاطفياً كان هذا شعوري لكن بعد التفكير بالأمر مجدداً لا اعتقد ان ذلك كان سيحل المسالة».
على صعيد متصل، أصيب 34 شخصاً بجروح خلال صدامات اندلعت أمس في رام الله بالضفة الغربية بين مناصرين لحماس وعناصر من قوات الأمن الفلسطينية كانت تحاول بالقوة منع تجمع للحركة. ومنعت قوات الأمن الموالية لحركة فتح بالهراوات وأعقاب البنادق وإطلاق النار في الهواء مئات من مناصري حماس من التوجه إلى مسجد بوسط المدينة للمشاركة في ذكرى تأسيس الحركة. وطالب نائب رئيس الوزراء ناصر الشاعر جميع الفلسطينيين بضبط النفس داعياً أجهزة الأمن الفلسطينية إلى عدم استخدام السلاح ضد المتظاهرين. وحذرت فرنسا أمس من «تصاعد التوتر في قطاع غزة»، معتبرة أن «ازدياد أعمال العنف بين الفلسطينيين أمر مقلق جداً».
من جهة أخرى أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أمس أنها قصفت بلدة سديروت بجنوب «إسرائيل» بأربعة صواريخ مطورة من طراز «قدس» متوسط المدى. وقالت السرايا في بيان إنها قصفت أيضاً المستوطنات المقامة شرق معبر صوفا بأربعة صواريخ أخرى من طراز «قدس 2»?
العدد 1562 - الجمعة 15 ديسمبر 2006م الموافق 24 ذي القعدة 1427هـ