أمس... صعدت حركة حماس من لهجتها عندما اتهمت القيادي في حركة فتح محمد دحلان بالوقوف وراء محاولة الاغتيال التي استهدفت رئيس الوزراء إسماعيل هنية.
ونفى رئيس لجنة الداخلية والأمن في المجلس التشريعي الفلسطيني محمد دحلان اتهامات «حماس» فيما أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن أسفه لاطلاق النار على موكب رئيس الوزراء أثناء عودته إلى غزة مساء الخميس أدى الى سقوط قتيل.
وقال الناطق باسم «حماس» إسماعيل رضوان خلال مؤتمر صحافي في غزة إن اطلاق النار على موكب هنية «محاولة اغتيال جبانة على ايدي فئة خائنة يقودها محمد دحلان».
ودحلان هو الوزير السابق الذي كان مكلفاً الأمن والرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي أحد أشد منتقدي الحكومة الفلسطينية التي ترأسها «حماس».
وقال رضوان إن «الايادي الخبيثة التي اغتالت وتجرأت على اطلاق النار على رئيس الوزراء لن تفلت من العقاب وهي معروفة لدينا».
وأضاف رضوان أنه يجب «على الرئيس (محمود عباس) ابومازن ان يقف وراء مسئولياته من الحادث الآثم وان يرفع الغطاء عن المجرمين وتقديمهم للعدالة».
وطالب بسحب «قوات أمن الرئاسة (قوات الـ 17) من معبر رفح الموجودة في الشوارع لأنها لا تصلح لحماية أبناء شعبنا إذ اطلقوا النار على ابناء شعبنا».
من جانبه دان دحلان اتهامات حركة حماس له وقال «يبدو أن حركة حماس تسير من فضيحة الى فضيحة أخرى» وتابع «لن تخيفنا التهديدات وقد تعودنا على التهديدات الاسرائيلية».
وفي مدينة غزة انتشر مئات العناصر من الجناح المسلح لحركة حماس اليوم (الجمعة) في الشوارع الرئيسية، كما افاد مراسل وكالة «فرانس برس».
وانتشر عناصر «حماس» بكثافة في ابرز الشوارع وكلهم مقنعون ومسلحون وحمل بعضهم قاذفات صواريخ مضادة للدبابات.
وعلى رغم أن شوارع المدينة كانت تبدو هادئة (الجمعة) في يوم العطلة الاسبوعية، فقد خلت في شكل غير متوقع وسجل مرور عدد قليل من السيارات.
وسجل وجود كثيف لعناصر كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس حول ملعب اليرموك الذي يشهد بعد الظهر تجمعاً حاشداً في الذكرى التاسعة عشرة لتأسيس «حماس».
من جهتهم، عمد عشرات من عناصر الحرس الرئاسي الى اغلاق المنطقة المحيطة بمنزل الرئيس محمود عباس ومكاتب الرئاسة.
وكان موكب هنية تعرض إلى اطلاق نار وهو في طريق عودته الى غزة ما أدى الى مقتل احد مرافقيه وجرح خمسة آخرين بينهم نجله.
وقال مسئول حكومي فلسطيني لوكالة فرانس برس إن «احد مرافقي هنية وهو عبدالرحمن نصار في العشرين من العمر استشهد واصيب خمسة مرافقين آخرين بينهم نجله البكر عبدالسلام ومستشاره السياسي أحمد يوسف بجروح نقلوا على اثرها الى المستشفى».
وفي القدس قال نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افراييم سنيه (الجمعة) رداً على سؤال من الاذاعة العامة الاسرائيلية «حين سمعت باطلاق النار على موكبه هل شعرت بالاسف لعدم اصابته» مضيفاً «عاطفياً كان هذا شعوري لكن بعد التفكير بالامر مجدداً لا أعتقد أن ذلك كان سيحل المسألة».
ويأتي هذا التوتر بين «فتح» و»حماس» فيما من المفترض أن يلقي عباس خطاباً «مهماً جداً» غدا السبت المقبل «يعرض فيه مختلف الخيارات المتعلقة بالمرحلة المقبلة» بعد وصول الحوار مع حركة حماس إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية الى الطريق المسدود بحسب ما اعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس.
ودعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السبت الماضي الى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة للخروج من الازمة السياسية في خطوة سارعت حركة حماس الى رفضها معتبرة أنها «انقلاب على الديموقراطية».
* صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية?
العدد 1562 - الجمعة 15 ديسمبر 2006م الموافق 24 ذي القعدة 1427هـ