تدلي مجموعة صغيرة منتقاة من الناخبين بأصواتهم في أول انتخابات بدولة الإمارات العربية المتحدة اليوم (السبت) ولكن في الوقت الذي لا يجري فيه التنافس إلا على نصف المقاعد فقط في مجلس استشاري بلا سلطات لن يكون لهذه الانتخابات تأثير يذكر. وقال أستاذ العلوم السياسية عبدالخالق عبدالله إنها خطوة متواضعة ومتأخرة ولكنها مهمة. وأضاف انه يصفها بأنها تجربة للديمقراطية وأعرب عن أمله في أن تجعل الحكومة تثق في أن الانتخابات لا تعني عدم الاستقرار أو انها تفتح الطريق أمام القلاقل. واختار حكام الإمارات السبع التي تشكل دولة الإمارات العربية المتحدة الناخبين. وسيختار هؤلاء الحكام أيضاً بقية أعضاء المجلس الوطني الاتحادي المؤلف من 40 عضواً. وقال الدبلوماسي «رأيي أن الديمقراطية بعيدة ولكن لا بد وان تكون هناك بداية... يبدو إنها عملية بطيئة جداً وحذرة للغاية ولكنها مازالت بداية». ويخوض الانتخابات نحو 450 مرشحاً ويبلغ عدد الأشخاص الذين بإمكانهم التصويت 6689 شخصاً أي أقل من واحد في المئة من مواطني دولة الإمارات البالغ عددهم 800 ألف نسمة. وقال عبدالله إن سكان دولة الإمارات العربية متفتحو العقول ومثقفون بشكل جيد ومستعدون لممارسة حقوقهم السياسية.

وأردف قائلا إن حقيقة أن نحو 6 آلاف شخص تقريباً من حقهم الإدلاء بأصواتهم في الوقت الذي يجلس فيه الباقون في منازلهم يتابعون الموقف ليس أمرا طبيعيا وغير صحي ولا يلاءم دولة الإمارات العربية المتحدة. ويقول مسئولون انه في العام 2010 سيسمح لكل مواطني دولة الإمارات بالإدلاء بأصواتهم. ولكن من المتوقع أن يبقي حكام الإمارات حظراً على الأحزاب السياسية. ويقول دبلوماسيون ومحللون أن الثراء من الدخل الكبير للنفط ساعد الحكومة على توجيه البلاد بلا قلاقل. وقال دبلوماسي آخر إن «الحكومة تحاول إبقاء الناس في حالة سعادة. فلا توجد ضرائب وهناك هبات للزواج وقروض وبرامج إسكان ومعدل بطالة منخفض... هذه عناصر قوية للاستقرار ولكنها لا تحل محل الديمقراطية». ودولة الإمارات العربية المتحدة التي أنشئت قبل 35 عاماً والتي تضم أبوظبي المصدر الرئيسي للنفط ودبي المركز التجاري الإقليمي المزدهر إحدى أكثر الدول العربية استقراراً. جاء ذلك في حين وأحيت البحرين برلمانها العام 2000 بعد سنوات من المظاهرات والاضطرابات ولكنها استحدثت مجلساً معيناً يقتسم الحقوق التشريعية مع المجلس المنتخب. أما الكويت فشنت حملة على شخصيات المعارضة في الثمانينات بعد حل البرلمان لمدة 10 سنوات ما أثار غضباً شعبياً. واليوم الكويت هي الدولة الخليجية العربية الوحيدة التي بها برلمان له دور حقيقي?