العدد 1567 - الأربعاء 20 ديسمبر 2006م الموافق 29 ذي القعدة 1427هـ

السينما المصرية تودع دلال المصرية

رحيل ماجدة الخطيب

توفيت يوم السبت الماضي الفنانة ماجدة الخطيب عن عمر ناهز 73 عاماً بعد إصابتها بالتهاب رئوي حاد، إذ نُقِلَت الراحلة حديثاً إلى مستشفى السلام الدولي وتم وضع جهاز التنفس الصناعي عليها، بينما تعذر إجراء غسيل كلوي لها؛ نظراً إلى الانخفاض الشديد في ضغط الدم لديها إلى أن وافتها المنية. وكانت حال الخطيب تدهورت منذ 3 أسابيع وعجز الأطباء عن مساعدتها بأي شكل، ما جعل أخاها يرثيها على الهواء مباشرة في أحد البرامج التلفزيونية كأنها ماتت فعلاً.

تنتمي الفنانة الراحلة إلى جيل النجمات اللاتي أثّرن كثيراً في السينما المصرية من أمثال: سعاد حسني، نبيلة عبيد ونادية لطفي. قدمت إلى السينما أكثر من 50 فيلماً، وحازت الكثير من الجوائز من أهمها: جائزة الهرم الذهبي في التمثيل في العام 1996، وجائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ عن دورها في فيلم «تفاحة» في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومن أهم أعمالها «زائر الفجر»، «العوامة رقم 70»، «حدوتة مصرية»، «قصر الشوق» و»يا دنيا يا غرامي».

صعدت الخطيب سلم النجومية تدريجياً حتى تربعت على قمته، وكانت أدوارها الأولى جميعها ثانويةً لكنها جعلتها تقف إلى جانب كبار الفنانين ومع كبار المخرجين. وكانت بدايتها مع فيلم «بقايا عذراء» (1965) إلى جانب فؤاد المهندس وشكري سرحان ومريم فخرالدين، وهو من إخراج حسام الدين مصطفى. بعد ذلك قدمها المخرج حسن الإمام في «قصر الشوق» (1967) و»بيت الطالبات» في العام نفسه.

وبعد ذلك، توالت أدوارها الثانوية، حتى وصلت إلى أدوار البطولة في أفلام عدة منها: «دلال المصرية» (1970) و»امتثال» (1972) و»ابن تحية عزوز» (1986).

خاضت تجربة الإنتاج السينمائي وقدمت أعمالاً رائعةً عاشت في ذاكرة السينما المصرية والعربية مثل فيلم «توحيدة»، الذي أنتجته وقامت ببطولته أمام رشدي أباظة وفريد شوقي وفيلم «زائر الفجر» مع عزت العلايلي وفيلم «في الصيف الكل يحب» مع نور الشريف.

من أشهر أعمالها التلفزيونية مسلسل «أهالينا» و»زيزينيا»، أما آخرها فكان مسلسل «ريا وسكينة» و «مسائل عائلية جداً». أما على المسرح، فقدمت ما يقرب من 60 مسرحيةً خلال مشوارها الفني الحافل بدأتها بمسرحية «زهرة الصبار» مع سناء جميل، أما آخر أعمالها فقد كان مسرحية «أكرهك» التي قدمتها نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وشاركتها في البطولة مذيعة قناة «المحور» ريهام سعيد، أما الكتابة فكانت لأحمد الخطيب في حين كان الإخراج لهشام عطوة. ونالت الخطيب عن أدائها في هذه المسرحية جائزة أفضل ممثلة من المهرجان القومي للمسرح المصري في يوليو/ تموز الماضي.

تعرضت الخطيب في حياتها لعدد من التقلبات الفنية والشخصية الحادة، ولعل أهمها دخولها السجن مرتين، مرة بتهمة الاتجار بالمخدرات، وذلك بعد أن تم ضبط أدوات لتعاطي الهيروين في منزلها. وبرئت من هذه التهمة بعد أن أثبتت أن الأدوات المضبوطة في بيتها كانت لتصوير أحد الأفلام التي نُقِشَت فيها قضية المخدرات التي أغرقت شباب مصر وقتها.

لكنها بعد ذلك عادت وتورطت مرة أخرى في قضية قتل بالخطأ لشاب جراء صدمه بسيارتها. هذه المرة اعترفت الخطيب بالقتل بالخطأ، لكنها على رغم ذلك هربت من قضاء عقوبة السجن المقررة لها، لتبقى خارج مصر مدة تصل إلى 10 سنوات.

بعدها عادت إلى مصر لتقضي عقوبة السجن ثم ليفرج عنها بعد قضاء نصف المدة لتواصل عملها الفني مرة أخرى. وبحسب اعترافاتها، أثرت فيها فترة السجن كثيراً، وأوضحت معاناتها في تلك الفترة في أحد لقاءاتها بالقول: «اضطررت إلى أن أعيش في مجتمع غير مجتمعي وكنت خائفة من أن أصغر في نظر جمهوري ولكن الحمدلله الجمهور يعرف المظلوم من الظالم واعترف بأني تعذبت في السجن كثيراً فما يصورونه في الأفلام رفاهية بالنسبة إلى السجن الحقيقي، وكان من الممكن أن أتقدم في عملي أكثر وبالتأكيد لو كنت استمررت فسأظل في نجوميتي نفسها، لكن التجربة أفادتني في الحفاظ على الصلاة وتعلم أصول ديني واعترف بأن الأضواء والشهرة كانت تلهيني عن أداء الفروض، كما أني اضطررت إلى السفر إلى بعض دول أوروبا وباريس تحديداً في انتظار النقض وكنت أشعر بأن باريس بكل جمالها ورونقها أصبحت سجناً كبيراً بالنسبة إلي».

وعما إذا كانت فكرة الاعتزال قد راودتها في أي وقت، ردت: «من الصعب جداً أن أفكر في الاعتزال وأتمنى أن أموت وأنا أعمل مثل أمينة رزق فالتمثيل عشق وأنا أجد نفسي فيه، ففي الاستديو اشعر بأني ملكة واقفة على أرض صلبة وأكره جداً الجلوس في البيت من دون عمل، وعندما أكون متضايقة أصلي وأدعو الله وألجأ إلى صديقتي سميحة أيوب فهي أقرب إنسانة إلي في الحياة»?

العدد 1567 - الأربعاء 20 ديسمبر 2006م الموافق 29 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً