قال عبدالرزاق الوداعي أخ سائق الباص المتوفي في حادث الخفجي: «إن ما ورد على لسان أحد أفراد شرطة الخفجي بأن السرعة الفائقة كانت السبب الرئيس في وقوع الحادث لم يكن صحيحاً وذلك بشهادة عدد من ركاب الباص بالإضافة الى مرافق السائق الذي أكد أن السرعة لم تكن تتجاوز الـ 90 كم في الساعة حين وقوع الحادث».
وأشار الوداعي إلى احتمال وفاة أخيه لؤي قبل وقوع الحادث حين تفاجأ بالمطب مؤكداً أن التقرير الطبي ذكر أن الوفاة كانت نتيجة الصدمة العصبية التي أدّت إلى توقف القلب والتنفس.
وقال: «إن التقرير لم يذكر أي شيء عن الإصابات أو أنها كانت سبباً للوفاة».
وقدم الوداعي تعازيه لأسر جميع ضحايا الحادث سائلا الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، مؤكداً أن الحادث كان قضاءً من الله ولا راد لقضاء الله. وقال: «ان وفداً من العائلة سيقوم بزيارة أهالي الضحايا لتقديم واجب العزاء».
وذكر بأن أخاه كان من السوّاق المتميزين في شركة النقليات التي يمتلكها والدهم وأن خبرته تفوق الخمس سنوات كما أنه قام بأكثر من 200 رحلة على الخط نفسه الذي يربط بين البحرين والكويت عن طريق المملكة العربية السعودية.
وقال: «لا يمكن أن يتهم أخي بالتهور في السياقة فهو أولاً وأخيراً «صاحب الحلال» أي صاحب الباص ولذلك تحتمت عليه مسئولية الحفاظ على سلامة الركاب وسلامته شخصياً بالإضافة إلى سلامة الباص».
وأضاف: «من الطبيعي أن يحمّل الركاب مسئولية الحادث السائق وذلك نظراً لحالتهم النفسية ونحن نقدر ذلك، ولكن الحقيقة أن سوء الأحوال الجوية ورداءة الطريق وعدم وجود إنارة في الشارع كل هذه الظروف أدّت إلى وقوع الحادث».
وقال : «حال سماعنا بالحادث وعلى رغم مصابنا الجلل إلا أن التأكد من سلامة وراحة الركاب كانت من أولى اهتماماتنا، إذ قمنا بإرسال ثلاث فرق لمتابعة شئون الركاب والاطمئنان على سير علاج المصابين وتوفير السكن والمأكل لباقي الركاب».
ومن جهته أكد مرافق السائق علي نجف أن الباص لم يكن مسرعاً عند وقوع الحادث، وقال: «إن السرعة كانت بين 70 و90 كم»، وأضاف: «لقد لاحظت عدم استجابة المرحوم لؤي لنداءاتي كما أنه لم يقم بأي رد فعل حال وقوع الباص في الحفر ما يشير إلى أنه قد يكون توفي قبل وقوع الحادث بلحظات».
ونفى نجف محاولته أو محاولة السائق الهروب من السيارة عن طريق النافذة الأمامية وقال: «من شدة ارتطام الباص بالأرض سقطت الزجاجة الأمامية كما اندفعت خارجاً من قوة الصدمة واندفع أيضا لؤي ولكنه اشتبك بمقود السيارة من رجله فظلت رجله عالقة بالمقود فيما خرج باقي جسمه من النافذة لينقلب الباص عليه».
وقال نجف: «إن ما ذُكر فيه كثير من المغالطات، إذ كُتب بأني في حال خطرة في حين أنني لم أصب بأذى كما ذكر بأن السرعة كانت في حدود 150 كم في حين أننا لم نتجاوز 90 كم».
وروى نجف كيفية وقوع الحادث فقال: «عندما كنا عائدين من الكويت كانت الأمطار غزيرة بشدة وبسبب الظلمة سلكنا طريقاً آخر غير المعتاد عن طريق الخطأ، إذ قطعنا ما يقارب من 150 إلى 170 كم وبعد ذلك لاحظنا أننا نسير في الطريق الخاطئ وعند عودتنا لمسافة 130 كم تفاجأنا بوجود مرتفعين في وسطهما مياه غزيرة ما أدى إلى عدم السيطرة على الباص، كما أن الشارع كان زلقاً لوجود مياه الأمطار عليه ما أدى إلى انقلاب الباص»?
العدد 62 - الأربعاء 06 نوفمبر 2002م الموافق 01 رمضان 1423هـ