العدد 3931 - الثلثاء 11 يونيو 2013م الموافق 02 شعبان 1434هـ

أحداث تركيا... مخاض المنطقة لم يحسم بعد

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

عندما بدأت احتجاجات وثورات الربيع العربي في مطلع العام 2011، كان نجم تركيا يصعد كثيراً، وتسابق العديد من السياسيين الذين وصلوا إلى موقع القرار في تونس ومصر إلى التصريح بأنهم يطمحون إلى الاحتذاء بالأنموذج التركي الذي مزج الديمقراطية بالثقافة الإسلامية بصورة عصرية ومقبولة من قطاعات واسعة من المجتمع. ولذا، فقد برز رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كأحد المنتصرين، حتى أنه أخذ يوجِّه نصائحه للحكام العرب، مثل الرئيس المصري السابق، وكيف أنه لا مستقبل لأية حكومة لا تمثل إرادة الشعب.

شرارة الربيع العربي في تونس بدأت بسبب «ضيق المساحة الاقتصادية» الذي يعاني منه الشباب تحت وطأة الظروف القاسية، أما في تركيا فإن الاحتجاجات بدأت باحتجاج بيئي، وهذا تطوَّر لاحقاً بشكل متسارع، وذلك بسبب «ضيق المساحة السياسية» المتاحة للناس. وهكذا نرى أن ضيق المساحة الاقتصادية لا يختلف كثيراً عن ضيق المساحة السياسية، وأن أياً منهما قد يُشعل احتجاجات مفاجئة كالتي نشهدها في تركيا حالياً.

لاشك أن أردوغان أفسح المجال لإصلاحات اقتصادية وتمكن من تحديد صلاحيات الجيش ومنعه من التدخل في الشئون الداخلية، وأن يبقى الجيش في الثكنات فقط، كما هو حال وضع الجيش في أي بلاد متحضرة. كما تمكن أردوغان من الاستفادة من علاقاته بأوروبا لتقوية الاقتصاد، وتمكن من الإبقاء على النمو الاقتصادي في الوقت الذي تعاني الكثير من البلدان المحيطة بتركيا من الكساد والتراجع الاقتصادي. كما استفاد أردوغان من علاقاته مع أميركا ليلعب دور «الجسر» مع العالم الإسلامي، ولاسيما مع ازدياد شعبية الأتراك في البلاد العربية. ومؤخراً كان أردوغان قد بدأ في التفاهم مع الأكراد، وهي اتفاقية لو نجحت فستخلص تركيا من أزمة عالقة منذ فترة طويلة.

لكن كل تلك النجاحات في جانب والإخفاق الحالي في جانب آخر... فبدلاً من الاستماع للنداءات اتخذ سبيلاً آخر، وهو إلقاء الاتهامات ضد المحتجين، ثم استخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، وتمكن من خلال هذا الأسلوب من تحويل احتجاج بيئي صغير إلى أزمة وطنية. قد يكون ذلك نتيجة سوء تقدير، وقد يكون نتيجة شعور بالغرور، وقد يكون أي شيء آخر... ولكن مما لاشك فيه هو أن ما يحدث في تركيا يؤكد أن منطقتنا مازالت تمر في مخاض بدأه الربيع العربي، ولكنه لم يحسم بعد.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3931 - الثلثاء 11 يونيو 2013م الموافق 02 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 3:32 ص

      في تركيا هناك إنتخابات ديمقراطية كل أربع سنوات و ليس هناك ولي فقيه

      كنا نتمنى هذه الهبة و الفزعة في 2009 عندما ثار الشعب الإيراني في ثورته الخضراء ضد تزوير الإنتخابات .... رأينا الملايين و هم يتظاهرون و رأينا كيف كان الباسيج يقتلهم من دون رحمة و لكننا لم نرى هذه الهبة و هذه الفزعة.
      ما يحدث في تركيا أنه هناك بعض الأحزاب العلمانية الفاشلة تريد القفز على صناديق الإقتراع عبر تخريب تركيا و خصوصا أن الإقتصاد التركي قوي جدا في حين أن جيرانه الأوربيو يعانون، ثم يلومون ذلك على اردوغان و ينعتونه بالفشل لكي يستلموا الحكم. هل أحتاج أن أشرح أكثر؟

    • زائر 15 زائر 14 | 3:50 ص

      ولا ننسى التدخل السافر للاعلام الغربي بقيادة امريكا

      لأن النظام في إيران خرج عن طاعة السيد الامريكي والغربي واصبح سيد نفسه فلن يسمح الغرب له بذلك. انصحك بمشاهدة برنامج كلمة حرّة لجورج غلاوي يمكن تتعرف على واقع الحال ولو أنني اشك انك لا تعرف لأن المسألة مسألة عناد وكره في ايران فقط. والا فنحن نرى ليس ايران فقط حتى كوريا وغيرها اي بلد يحاول الاستقلال عن العم سام يدخل في دائرة الاستهداف ويسخّر الاعلام الامريكي والغربي لمهاجمته حتى في فنزويلا مع وجود انتخابات حرّة وديمقراطية ولكن كون الحكم خارج عن السيطرة الامريكية فهم يحاولن اخضاعه بالقوة

    • زائر 13 | 3:25 ص

      ماقصرو في العالم بهدلو مصر وبهدلو الدنيا

      متقلبات الزمان ودوام الحال من المحال على التقاعد، ومثل ما قال إذ ما كبرت ما بتصغر، بينما قال إمحشش متقاعد يعني بعد العمل عمر يتقاعد الانسان ثم يموت قاعداً، بينما الانعاشا الذي يقوم به الصهاينه لدولة إسرائيل لن يطول ولن يدوم. ومثل ما قالها نصره الكل بشوف قريب. ما هي الا كلمح البصر. ويش بعد بتقوم قائمه لليهود الصهاينه؟ وزيادة إيعدلون ليهم بيت في البحرين جايين بعد من الشعربيت.

    • زائر 19 زائر 13 | 5:46 ص

      الى زائر 14 مع التحية من علماني ديمقراطي يحترم الرأي الآخر

      انا علماني وأتمنى أن تفهم معنى العلمانية والتي لا تعني بالضرورة الألحاد انما الدعوة الى حيادية النظام السياسي بالنسبة الى الأديان أي بمعنى فصل الدين عن الدولة أو السياسة وكوني علماني فأنا ديمقراطي اتقبل الرأي الآخر ورأيك قد يكون صائب بالنسبة الى الأقتصاد في تركيا وماهية الصراع الحالي والذي محركه علماني بسبب سعي التيار الأسلامي الأنقضاض على العلمانية وتحويل تركية الى دولة اسلامية عثمانية ولا أتفق معك في اختزالك الديمقراطية في صناديق الأقتراع انما هي عقد اجتماعي متفق عليه بين مكونات المجتمع

    • زائر 12 | 2:45 ص

      مع التحيه

      زائر رقم 2 لم يفهم المقال .

    • زائر 11 | 2:28 ص

      قال كلمة ثم انقلب عليها فويل له من موقف سيقفه امام الله

      لقد قال كلمة في حق شعب البحرين ما لبث ان اجترها وبلعها ولكن اين سيذهب من حساب ربّ الارباب
      هاهي الدوائر تدور وسوف لن تطول له الامور وسنرى بعد فترة اين هو مقبور

    • زائر 10 | 2:22 ص

      أردوغان سيندم كثيرا على التعامل الخشن ... ام محمود

      نشرت صحيفة الاندبندنت في افتتاحيتها "أردوغان لعبها بقساوة - وبصورة خاطئة". وقالت الصحيفة إن ثمة شيء مشترك بين التظاهرات التي تجري في تركيا وتلك التي واكبت ثورات الربيع العربي ألا وهي ردود الفعل القاسية من قبل القادة السياسيين الذين شعروا بأن هذه التظاهرات تنال من هيبتهم وتختبر قوتهم.
      ونددت الصحيفة بالطريقة التي تعامل بها أردوغان مع المحتجين ووصفتها بالطريقة غير الذكية والقبيحة"، مشيرة إلى ان "أردوغان لطالما عبر عن سخطه جراء استمرار هذه الاحتجاجات في بلاده ووصفهم بـ "الرعاع"

    • زائر 9 | 2:19 ص

      هذه معلومة غائبة عنا هل الجيش مكانه الشان الداخلي او الخارجي

      لاشك أن أردوغان أفسح المجال لإصلاحات اقتصادية وتمكن من تحديد صلاحيات الجيش ومنعه من التدخل في الشئون الداخلية، وأن يبقى الجيش في الثكنات فقط، كما هو حال وضع الجيش في أي بلاد متحضرة.

    • زائر 8 | 2:03 ص

      كانت سياسته ناجحة ولكنه عوج ديله بسبب الأموال

      رئيس وزراء تركيا كانت له سياسة ناجحة ولكن عندما وقف المواقف المشرّفة في بدايات الربيع العربي كان لزاما على بعض الدول لجم لسانه وبأي طريقة يلجم هذا اللسان بل بأي طريقة يمكن شراء المواقف؟ الأموال نعم هي الاموال لا غيرها
      جعلت من اردوغان ينقلب 180 درجة.
      ولكن كما انقلب هو على ضميره وتصريحاته انقلب عليه شعبه ليذوق وبالا اذاقه دولا اخرى وساعد في قمع دولا ثالثة

    • زائر 7 | 1:59 ص

      من الرموز الى بن لادن

      تخوض مع الخائضين ونوبات وصرع جن وجنون ما يندره له بدايه والله بستر على عباده. يعني كونداليسا رايس قالت ولاده متعسره وغيرها قال ربيع ربيعي اليوم ربيع تركي بكره أو بعده شتاء إسباني متى سيكون مخاض وولادة للربيع وفي أي مستشفى ولاده ستكون هذه الولاده المنشوده وقد أخربة الخدمات الصحيه المقدمه للمقيمين سكان المدن كما القرى باتت ومبيته مع مشعوذين وسحره ومحضرين جنانوه من أصول ولد مرجانه حبشيه نجرانيه مكرانيه وجيزانيه ومخلط عطور ومخلط بخور وعاد ظاهرة التجاره بالعبيد وأظهرت دراسات أن بن لادن من قوم تبع

    • زائر 6 | 1:58 ص

      ضيق

      لقد ضاق الاتراك بسياسة اردوغان التي جعلت تركيا بلدا محاطا بالاعداء فقد استعدى السوريون والعراقيون واليونانيون والقبارصة والروس والارمن والايرانيون وخسر استثماراته في ليبيا التى اصبخت بلدا مفككا وخسر الكثير في العراق كما انه استعدى الشغب التركي نفسه بوقوفه ضد قيم العلمانية والتحرر

    • زائر 5 | 1:33 ص

      دائما العرب ومثقفيهم يستنبطون الاوهام من تجارب الاخرين ليسقطوها على واقعهم

      لدينا القران والعترة الطاهرة ما ان تمسكنا بهما فاننا نعيش الخلد فى الحياة ودوامها للاخرة ولكن العرب بصفة خاصة يستنبطون الافكار والايدلوجيات وليس اخرها ما سمي بالوسطية واتباع الغنوشي الذين باول امتحان سقطوا بتونس لفرض افكارهم على الجميع عنوة وتبخرت وسطيتهم وماالمقال الا تذكرة لمن لايعتبر بانتهاج تجارب اخرين ليسقطها ليس على نفسه بل على عامة الناس وهذا عين الخطأ فلنري شعوب القارة الجنوب اسيوية بنو مجدهم من استخلاص معانتهم واكتسبوا تجربة قيمهم القائمة على الاعتماد على الذات وخصوصيتها

    • زائر 3 | 12:37 ص

      اذا الشعب يوما أراد الحياة

      هذا التركي المغرور سوف يدس راسه في التراب على أفعاله ضد فئات من المسلمين .. انحاز مع ناس معينين ولانه يمثل أمريكا والصهيونية فانه سوف يرحل عاجلا ام آجلا

    • زائر 2 | 10:53 م

      تكاتفوو

      اتركووو كل شي وركزووو في قضابا الوطن الاهمممم
      بخصوض موضوع المزاااد العلني لقاسم حسين
      وموضوع هاني فردان
      تكاتفو يا صحاااااااااااااااااافه

    • زائر 4 زائر 2 | 12:43 ص

      اخي العزيز

      اقرا المقال جيدا ففيه (اليك اعني وافهمي ياجارة)

    • زائر 17 زائر 2 | 5:09 ص

      عبالك اهني تويتر

      لو يسوون هاش تاق أحسن بعد!! شرايك , الله يساعدك أخويي

    • زائر 1 | 10:41 م

      لازم

      عندما تكون الاحتجاجات موجهه مثل الذي حصل في البحرين فيجب التعامل معها هكذا و اكثر....

    • زائر 16 زائر 1 | 5:07 ص

      لازم تشغل الشي اللي في راسك لا يخترب

      تقرير بسيوني والامم المتحده وفي جنيف كلهم قالوا أن الإحتجاجات في البحرين لم تكن تدار من الخارج ولم يكن لإيران ولا أمريكا ولا أي دوله في العالم دخل في ما حصل في البحرين.. وأنت يا فطحل زمانك يا ريموت كنترول تقول الإحتجاجات موجهه!! والله تكسرون الخاطر على المخ النتن اللي في راسكم.

اقرأ ايضاً