العدد 3932 - الأربعاء 12 يونيو 2013م الموافق 03 شعبان 1434هـ

من خالد سعيد إلى خديجة سعيد

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

خالد سعيد شاب مصري، لم يكن يعرفه أحد، ولكنه أصبح أحد أيقونات الربيع العربي، الذي أفرز كل هذا الحراك.

الخميس الماضي، احتفل شباب مصر بالذكرى الثالثة لمقتله على يد شرطيين، جراء التعذيب الشديد. وتسبب انتشار صورته إلى إثارة موجةٍ عارمةٍ من الغضب على ممارسات أجهزة الأمن المصرية وتجاوزاتها وانتهاكاتها لحقوق الانسان.

بعد مقتل الشاب الاسكندري البالغ 28 عاماً، أنشئت صفحة على موقع «الفيسبوك»، باسم «كلنا خالد سعيد»، وكانت أحد العناصر التي أدّت إلى إشعال ثورة جذوة ثورة 25 يناير في مصر. فمن هذه الصفحة انطلقت الدعوة للتظاهر ضد النظام المصري تزامناً مع عيد الشرطة. وقد عادت قضيته إلى السطح لتثير المزيد من الغضب، بعد تبرئة الشرطيين وإطلاق سراحهما، في ظل قضاء غير منصف.

هذه الحركة التاريخية الكبرى التي عرفت بـ «الربيع العربي»، أبرزت الكثير من الأسماء التي كانت في الظل، لأنها حركة شعوب تسعى للحرية والعدالة والكرامة الانسانية والعيش الكريم. وقد شهدنا صعود أسماء جديدة من سياسيين وحقوقيين ومهنيين، نساءً ورجالاً، شابات وشباناً.

هذه الحركة الشعبية الواسعة، أبرزت الكثير من الأسماء، محامين ومعلمين وعمالاً وأطباءً وموظفين، ومن كل القطاعات. الحركات السابقة كانت حركات نخبة، أما حركات اليوم فنزلت إلى الشارع والميادين، فكان طبيعياً أن تكون الضحايا من مختلف طبقات الشعب.

هذا الأسبوع، صُدم الشارع البحريني بخبر الحكم بالحبس 6 أشهر بحق المعلّمة خديجة سعيد (51 عاماً)، وهي زوجةٌ وأمٌ لأربعة أبناء، وبتهم تندرج تحت حرية الرأي والتعبير. والمؤكد أن الخبر سيثير استغراب كلّ من يقرأ تفاصيله، سواءً في العالم العربي أو الغربي، فمن الصعب أن يقتنع المرء بإدانة شخص بتهمة «الذهاب إلى الدوّار» (دوّار اللؤلؤة)، أو سجن شخص بتهمة المشاركة في مسيرة للمعلمين (أو غير المعلمين)، وهو أمرٌ يبيحه الدستور والقانون البحريني. أما «التحريض على كراهية النظام» فهي تهمةٌ مستهلكةٌ كثيراً وأصبحت من الماضي بحيث لم تعد متداولةً بعد الربيع العربي.

السيدة خديجة سعيد اعتقلت في مارس/ آذار 2011، ضمن الحملات التي استهدفت الطواقم الطبية والتعليمية، وتعرّضت للتعذيب لعشرة أيام متواصلة حسبما سجّلت قضيتها المنظمات الحقوقية، (مع أن التعذيب أمرٌ تنكره وزارة الداخلية وتنفي وجوده وزارة حقوق الانسان بالمرة). أما من الناحية الواقعية فإن آثار التعذيب النفسية والجسدية تبقى محفورةً في ذاكرة الضحايا لسنوات طوال. ومن قرأ سيرة المعتقلين، من جواهر لال نهرو ونلسون مانديلا إلى حسنين هيكل وصنع الله ابراهيم والمغربية مليكة أوفقير وأمها فاطمة... يدرك ذلك جيداً.

الغريب في أمرنا، أن السيدة خديجة سعيد، التي عملت لأكثر من ربع قرن في خدمة وزارة التربية والتعليم، معلّمةً ومشرفةً اجتماعية، وخرّجت أجيالاً من الطالبات، انتهت إلى هذه المعاملة السيئة، التي لا تليق بدولة الانسان. فبالإضافة إلى تجربة الاعتقال المريرة، والإهانات النفسية والتعذيب الجسدي، حكم عليها أولاً بالحبس ثلاث سنوات، خُفّضت إلى ستة أشهر. وإذا كان هناك من يبرّر ذلك بتوقيت صدور الحكم، في فترة السلامة الوطنية، حيث بلغ الاحتقان السياسي أشده، فإن الإصرار على سجنها بعد هذه الفترة التي تشهد جولات حوار وطني، لا يبدو متسقاً مع المنطق وطبيعة الحياة.

من المؤكّد أننا نسير في اتجاه مظلم، حين نصرّ على سجن سيدة مربيّة وأم لأربعة أولاد اعتقلناها من حرم المدرسة، وعذبناها لعشرة أيام، وحاكمناها بتهمٍ تندرج أصلاً في نطاق «حرية التعبير»، التي طالب بإسقاطها محمود شريف بسيوني في تقريره الشهير. وهي سابقةٌ تاريخيةٌ غير مشرّفة، لا نحسبها حدثت في أيٍّ من البلدان العربية في التاريخ الحديث.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3932 - الأربعاء 12 يونيو 2013م الموافق 03 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 2:20 م

      تقرير بس يوني وتطبيق لا تيوني

      قرأنا وسمعنا الكثير عن تقرير السيد بسيوني ولكن تطبيقه على أرض الواقع كأنه يقول آنه قلت لكم " لا تيوني " أي بمعنى لا تأتوني. الرجل أصدر تقريره وابتلش, حتى صار شماعة لجميع القضايا. نتمنى أن تحل جميع الملفات وإنهاء الأزمة سواء في ظل تقرير بسيوني أو بدونه. محرقي/حايكي)

    • زائر 27 | 10:36 ص

      شريحة المعارضة تتسع.. فلتحذروا!!

      الظلم يزداد والتهم تكال بالمجان والوشاة والمحرضين نقول لهم وعد الله ينتظرهم فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا

    • زائر 24 | 9:15 ص

      الرجال صناديق كما صناديد ورجال عن إرجال تفرق

      بيوت وبيت الشعر كما بيوت الحكم فأين بيت المال رحل؟ واحد حساوي يسأل. يعني بنوك سلفيه لا ليها علاقه بالمال والاعمال بس تصرف وتسرف وتدعم التسلح مو إرهاب والمال ليس ملوث والجو ربيع عربي. قالوا قبل الرجال عند كلمته. واحد قال الدوله دستوريه، لكن إنقلب الوضع وصار أمن دوله، أما الآخر فقال مملكه دستوريه ودولة قانون لكن النسوان اليوم ينسجنون ليش مو كلام رجاجيل، أو مثل ماقالة بتهم مو رياييل. حتى الجمي قلبت الى ياء. ليش حاكم أو محكوك بقطاس شامي. ويش مو عدل ينقال أنصاف رياييل أو نص ونص وراحة عليهم؟

    • زائر 23 | 8:22 ص

      حسبي الله

      ما نقدر نتكلم لان اهني ما في تعذيب ولا ممارسات لاانسانية الا وسووها حتى ابليس ما يقدر يتوصل لها على مر الدهور

    • زائر 22 | 5:51 ص

      وهل رأيت قوات جلها أجانب تقمع المواطنين في أيٍّ من البلدان العربية أو الأجنبية في التاريخ الحديث أو حتى القديم؟

      أننا نسير في اتجاه مظلم، حين نصرّ على سجن سيدة مربيّة وأم لأربعة أولاد اعتقلناها من حرم المدرسة، وعذبناها لعشرة أيام، وحاكمناها بتهمٍ تندرج أصلاً في نطاق «حرية التعبير».
      وهي سابقةٌ تاريخيةٌ غير مشرّفة، لا نحسبها حدثت في أيٍّ من البلدان العربية في التاريخ الحديث.

    • زائر 21 | 5:23 ص

      هنا نعلن موت الضمير

      هذا اذا وجد ضمير من الاساس

    • زائر 19 | 4:24 ص

      عجايب الزمن

      لماذا استهدفت النساء فى الحراك الشعبي , وبالذات فى البحرين , لأن السلطات تريد أن تضغط على المعارضة بأى أسلوب وحتى لو تعرضت المرأة للأعتقال أو الأهانة أو التحرش وحتى الأغتصاب , وكل هذا حدث فى دولة تدعى الاسلام , خديجة سعيد ,زهراء الشيخ , ريحانة الموسوي, فضيلة المبارك,أشواق المقابي, ايات القرمزي, جليلة السلمان, رولا الصفار , الخ , السؤال الذى يطرح نفسة من تلك الفتيات كانت تعمل فى مجال الأرهاب , غير انهم عبروا عن رأيهم فى ظل دولة تدعى الديمقراطية ..

    • زائر 17 | 4:07 ص

      انتهاكات مستمرة لحقوق الناس

      الإنتهاكات لم تتوقف قبل وبعد بسيوني، إنكارها والتغطية عليها لا يمحيها، سيأتي الوقت الذي يقول الشعب كلمته ويوقف هذا الإجرام، ولكننا نأمل أن ينتبه كل أطياف هذا الشعب ويتحركوا قبل انت تتفجر الأوضاع في إتجاه لا يمكن بعدها العودة عنه.

    • زائر 15 | 3:42 ص

      هذهي دولة القانون

      أن لم تستحي افعل ماتشا وهذه حياتنا في هذا البلد.

    • زائر 13 | 3:36 ص

      منذ متى

      متى كانت الامور متسقة في البحرين وكيف لها ان تتسق اذا دعاة الفتنة والتكفير ولآكلي الاكباد يسرحون ويمرحون بحماية النظام قل لي كيف ؟

    • زائر 11 | 2:02 ص

      حكمة36422

      فويل ثم ويل ثم ويل لقاضي الارض من قاضي السماء
      فويل ثم ويل ثم ويل لقاضي الارض من قاضي السماء
      فويل ثم ويل ثم ويل لقاضي الارض من قاضي السماء

    • زائر 10 | 2:00 ص

      اذا انتهك الامن المصري فهو مصري

      فيتأثر و يثور الامن و يعصي الاوامر لأنه يعذب اهله و جيرانه و اصدقائه و اهل قريته اما في البحرين غير

    • زائر 8 | 1:21 ص

      حرام على القاضي

      هذا الحكم وياويله من حكم رب العالمين ياويله الله يمهل ولا يهمل حرتم عليكم كفايه والله كفايه ماتشبعون من تعذيب وسجن وفصل الناس عيب والله عيب ما اقول الا اتق دعوة المظلوم لأنها ليس بينها وبين الله حجاب هالكلام ينقال لأناس عندها ضمير مو اللي ضميرها مات واندفن من زمان

    • زائر 7 | 1:16 ص

      سجن النساء بدعة وكل بدعة ضلالة

      ما فيه دولة عربية تسجن النساء بتهم سياسية غير البحرين. حقد زايد.

    • زائر 2 | 11:21 م

      و لا عندنا احكام جور يا علي سلمان

      و لا في تعذيب و لا سجون اصلا

    • زائر 1 | 11:13 م

      خالد بكيناه وتألمنا له لانه إنسان ليس إلا

      اما الاستاذه خديجه فهي محسوبة على فئة المغضوب عليهم

اقرأ ايضاً