ماتَ الفتى عمّا يريدُ...

وزائر في وجهه صفة الغريب...

عليه آثار السؤال وعزة التأجيل...

تأجيل السؤال إذا استطاعت روحه لمس الهواء وعجْنه...

قبل الغياب مشى رهيفاً كالكمنجة بين مذبحتين...

مرّ مُسلّماً، والناس مشغولون في إحصاء موتاهم

ويتلون السلام على الشواهد...

عذبةٌ تلك الشواهد من دم ودموع أحباب

نسوا أن يستقيموا في العذاب فغادروا...

مات الفتى...

لم يدْرِ أن فوارق التوقيت تعني أن تعيد الدائريّ لأصله...

وتصوغ من هذا الغياب قطيفةً لتموت أحلى...

***

‏يا حبُّ لا تحزنْ على ما فاتَ

كن عذْباً كماء النيل في جريانه

كن كالحمَام يطير بالمعنى

ولكن كي يحطّ مسلّماً في وردة التنهيد

كن هذا الهواء مصافحاً ذاك الغريب

ولم يقل: ما اسم الإله وشكله يا أنتَ

لم يسأل: أمِن هذي البلاد؟

أفِقْ قليلاً كي نعيد إلى الجَمَال صلاته في السرّ

لا تحزنْ ولا تفرحْ على ما فات...