العدد 3943 - الأحد 23 يونيو 2013م الموافق 14 شعبان 1434هـ

بعد أوباما... برلين تكرم كندي الذي قال جملته الشهيرة «أنا برليني»

بعد بضعة أيام من استقبالها بحفاوة باراك أوباما، تستعد برلين لإحياء الذكرى الخمسين للخطاب التاريخي الذي ألقاه جون كندي واختتمه بجملته الشهيرة «إنني برليني» (إيش بين إين برلينر).

وقد أرسى نداء كندي المدوي إلى التضامن مع القسم الشرقي من برلين الذي كان يخضع لنظام ألمانيا الديمقراطية الشيوعي، أسس علاقات متينة بين الولايات المتحدة وألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية التي تحولت إلى قوة اقتصادية أوروبية.

ونظم أكثر من خمسين نشاطاً (زيارات ومحاضرات ومعارض فنية ومعارض كتب ونشر...) في العاصمة، ستبلغ ذروتها الأربعاء في مقر بلدية شونبرغ المقاطعة الجنوبية الغربية لما أصبح اليوم عاصمة ألمانيا الموحدة وحيث وجه الرئيس الأميركي خطابه إلى سكان برلين في 26 يونيو/ حزيران 1963.

وقد جرت زيارة كندي التي لم تتجاوز ثماني ساعات خلال إحدى الفترات الأكثر توتراً في الحرب الباردة إذ إن سكان برلين الغربية كانوا حينها يخشون أن تقتحم الدبابات السوفياتية الشوارع في أية لحظة.

وقبل سنة من ذلك كادت أزمة صواريخ كوبا أن تزج بالولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في حرب مفتوحة وذلك بعد سنة على إقامة النظام الشيوعي في الشرق جدار برلين لتطويق منطقة الاحتلال الغربي.

ولم ترد واشنطن حينها عندما تشتتت عائلات بأكملها.

لكن في عشر دقائق من خطاب ملتهب طمأن كندي البرلينيين عندما أدان بوضوح الجدار ووعد بأن الغرب سيظل إلى جانبهم.

وقال الرئيس رافضاً أي تعاطف مع المعسكر الشيوعي إن «الحرية تطرح العديد من الصعوبات والديمقراطية ليست مثالية لكننا لم نحتج أبداً إلى بناء جدار لتطويق شعبنا ومنعه من مغادرتنا».

واختتم خطابه بتلك الكلمات التي بقيت مشهورة إن «كل الناس أحرار أينما عاشوا، إنهم مواطنو برلين ولذلك بصفتي إنسان حر، أنا فخور بأن أقول (إيش بين إين برلينر) أنا برليني».

وصفق الذين حضروا إلى الساحة وكان عددهم 450 ألفاً كثيراً لتلك الكلمات.

واستذكر باراك أوباما الذي ألقى الأربعاء خطاباً أمام بوابة براندبورغ، كندي مراراً وكرر تلك الجملة بنفس اللهجة الأميركية.

وأثناء مأدبة عشاء أعدتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي نشأت تحت النظام الشيوعي في ألمانيا الديمقراطية، قالت إن كندي كان في أعلى مستوى يصعب على أي رئيس أميركي آخر أن يتجاوزه على الأرجح.

لكن بينما تأثر كندي كثيراً بما أثاره خطابه من ردود، أعرب مستشاره ماك جورج باندي وعمدة برلين ويلي براندت عن تخوفات من أن يؤجج ذلك الخطاب التوتر.

ويبدو أن باندي قال له «سيدي الرئيس أظن أنكم ذهبتم بعيداً جداً».

ويتذكر أولريش ماك (80 سنة) الذي كان حينها مصوراً صحافياً أن الناس كانوا يتسلقون أعمدة مصابيح الشوارع وإشارات المرور والأشجار ليتمكنوا من رؤية الزائر المرموق ولو لفترة وجيزة.

وروى المصور لـ «فرانس برس»: «كانت ببساطة موجة حماسة رائعة وكأننا سكارى - من الصورة والوضع - كان ذلك رائعاً».

وأضاف «كان لا يصدق أن نرى ذلك الرجل المتشكك الذي احتفظ بشيء من العداوة تجاه الألمان، يتحول فجأة إلى الليونة وكيف كان يصافح الناس، لقد وقع في عشق برلين وسكانها».

وأقرت كونستانز ستيلزنمولر من معهد صندوق مرشال الألماني للولايات المتحدة المكلف النهوض بالعلاقات عبر الأطلسي أنه من السهل نسيان الرهانات التي كانت كبيرة جداً عندما اعتلى كندي المنصة.

وقالت إن بعد سقوط الجدار «وجدنا في ألمانيا الديمقراطية سابقاً الكثير من العلامات والإشارات التي تحمل أسماء لم تستعمل وذلك يدل على أن ألمانيا الديمقراطية كانت دائماً تستعد لاجتياح» الغرب.

واعتبرت أنه كان لا مفر من قليل من الخيبة أمام خطاب أوباما الأسبوع الماضي الذي aوأضافت «من النادر اليوم أن يكون لرئيس فرصة الإدلاء بتصريحات بهذا البعد التاريخي القوي لأن الأمور أصبحت أقل دراماتيكية وأقل وجودية».

العدد 3943 - الأحد 23 يونيو 2013م الموافق 14 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً