العدد 3955 - الجمعة 05 يوليو 2013م الموافق 26 شعبان 1434هـ

فهد حسين يرصد المشهد الثقافي في البحرين ويوقع «في اتساع الأفق»

في ندوة استضافها مركز جدحفص الثقافي

استضاف مركز جدحفص الثفافي الناقد الأدبي فهد حسين ليحاضر في ندوة لـقراءة «المشهد الثقافي في البحرين»، تمت بحضور مجموعة من المثقفين والأدباء وأصدقاء المركز.

خلال الندوة استعرض حسين رصده للفعاليات والمنجز الثقافي في البحرين خلال العشر سنوات الأخيرة عبر كتابه الأخير «في اتساع الأفق: المشهد الثقافي البحريني 2000-2010م» والذي وقعه في نهاية الندوة، بالإضافة إلى نسخ من كتبه السابقة.

تحدّث حسين في الندوة، كما في كتابه، عن أهم المؤسسات الثقافية، مثل جمعية تاريخ وآثار البحرين، وأسرة الأدباء والكتاب، وغيرهما.

ثم تطرق إلى الحديث عن المسرح في البحرين، وتحدث عن مؤسسات الفنون التشكيلية مثل جمعية البحرين للفن المعاصر، وجمعية البحرين للفنون التشكيلية، وجمعية خزافي البحرين، وغاليريهات الرواق والبارح ونقش.

بعدها تحدث عن وسائل الاتصال بالشبكة العالمية (الإنترنت) ودورها في المشهد الثقافي وأفرد فيها الكلام عن موقع جهة الشعر، وجمعية البحرين للإنترنت، وموقع سينماتك، وموقع متكأ الثقافي، وتحدث عن المطبوعات والإصدارات، من كتب، ورسائل وأطروحات جامعية، مجلات ودوريات، وصحافة ثقافية.

بعد ذلك أشار إلى الإبداع الشعري، والسردي، خاتماً برصده للكتابة النقدية وهمومها، مشيراً، إلى أن هذ الرصد كان عبارة عن ورقة نقدية قدمت إلى بعض الملتقيات تم تطويرها لتصدر ككتاب مستقل عن المشهد الثقافي في البحرين بتكليف من شركة عبدالرحمن كانو.

مداخلات في طبيعة المشهد الثقافي

اختتمت الندوة بمداخلات وأسئلة دارت حول أهمية جهد المؤلف في تجديد رسم المشهد الثقافي، وطبيعة العلاقة بين المؤسسات الثقافية، وأثر ذلك على الحالة الثقافية البحرينية، ووعي المثقف البحريني في اللحظة الراهنة بموقعيته، وأهمية تجذير جهوده بالحضور والاحتفاء بمنجزه وتكريس دوره الثقافي. بالإضافة إلى أهمية الإشارة إلى الصيغة القانونية في تعاملها مع المثقف بشكل عام، وطبيعة الأدب في كل مرحلة، ووعي النقد بالبُنى الداخلية للمنجز الأدبي قبل تصنيفه والحكم له أو عليه، وحاجة المبدع إلى توثيق جهوده والانتباه له وتداوله أدبيّاً ونقديّاً، وهذا جهد كرسه وقام به سابقون ساهموا في رسم المشهد الثقافي في البحرين، بجهود نقدية حثيثة ومشاريع منهجية وأكاديمية متراكمة.

أين النقد الأدبي؟

وفي مجال الرد على المداخلات؛ أشار حسين إلى أن النقد الأدبي في البحرين يعاني مشكلة كبيرة، متسائلاً: مَن هم النقاد الذين يكتبون نقداً أدبيّاً في البحرين بعد إبراهيم غلوم في الكتابة النقدية عن السرد، وعلوي الهاشمي في مجال الشعر؟.

وأضاف أن منَ كتب بعدهما اعتمد على الخبرة في الكتابة، ومنهم جعفر حسن الذي له أكثر من كتاب، ولكنه لم يعتمد المنحى المنهجي أو الأكاديمي في الكتابات النقدية، وكتب عبدالله جناحي في النقد الأدبي أيضاً لكن أخذته السياسة إلى منحى آخر، مشيراً فهد إلى أنه يعول كثيراً على صديقه الشاعر والأكاديمي حسين السماهيجي في الكتابة النقدية عن التجربة البحرينية الإبداعية.

وأضاف «سألت علوي لماذا لا تكتب عن الشباب فأجاب، ولماذا لا يكتب الشباب عن أنفسهم».

وعتب حسين على بعض الأكاديميين الشباب في المجال الأدبي الذين كان همهم الوحيد الحصول على وظيفة أستاذ في الجامعة ولم يدخلوا في المشهد الأدبي ولا الثقافي.

وأردف أن الكل يعرف أهمية المشهد البحريني الثقافي في منطقة الخليج؛ كونها رائدة في التعليم والثقافة، وهنا أكد أنه لا بد أن يكون هناك عمل مؤسسي يعمل على تشجيع الإبداع ودعمه بالتوثيق والتحليل والدراسة والنقد.

أما عن كونه لم يتتبع مجال الكتابة في التاريخ، أو التراث الشعبي، أو الموسيقى؛ فأشار إلى أن هناك كثرة ممن كتبوا في هذه المجالات، وهناك جهود لجمعية آثار وتاريخ البحرين، وكثير من الدراسات في التراث الموسيقي لجاسم الحربان ووحيد الخان وإبراهيم راشد الدوسري ويوسف النشابة في التراث الشعبي.

أين الرؤية الإبداعية؟

وتحدث عن أهمية امتلاك المؤسسات الثقافية للرؤية التي تسهم في إنجاز برامج نوعية، متسائلاً: ما الإشكال الذي تعاني منه المؤسسات الثقافية بالإضافة إلى موازنات مهلهلة، يجعلها لا تستطيع أن تمنح حتى جائزة واحدة.

وأضاف: بشكل صريح أقول حتى الكتابة الإبداعية تنقصها الحساسية التي تكشف عن رؤية الكاتب، وعلى مستوى السرد عند الشباب، تساءل: «كيف يتعامل المبدع مع الزمان والمكان خارج حدوده الجغرافية، وهذه مشكلة كبيرة، بينما أنت تقرأ تجارب خليجية أخرى أو عملاً سرديّاً تحديداً يخرج بك من حدودك الجغرافية البسيطة إلى خارجها، وكأنه عاشها اجتماعيّاً وثقافيّاً، والتحدي هو كيف يحول السارد هذا المكان المحلي إلى خارج الحدود الجغرافية».

وعن دور النشر في البحرين نوَّه حسين بدار فراديس ودار الدوسري ودار مسعى، وأهمية الطباعة ودور وزارة الثقافة في مشروع النشر المشترك ومبادرتها على رغم أن الكتاب يبقى سنة أو اثنتين في الانتظار حتى يرى النور، وكذلك أسرة الأدباء في مشروع طباعة عشرة كتب، بالإضافة إلى مركز كانو الذي تكفل بطباعة هذا الكتاب.

في حضور نقد النقد

وعن حضور مفهوم «نقد النقد» أكد فهد أهمية أن يحظى النقد نفسه بالمتابعة والقراءة، وأن النقد ليس سلباً فقط، مضيفاً: ماذا سيصنع ناقد يجلس في بيته بعيداً عن الحضور والتواصل مع الحالة الثقافية. وعن جدوى النقد؛ قال ليس لدي تعليق سوى أن الناقد المبدع حين يكتب عن الآخر فإنه يكتب لذاته أيضاً، وأن الذات حين تكتب ليست خارج النص، مشيداً، بمن اتجه للكتابة في النقد الثقافي، وتجربة مجموعة من الشباب منهم نادر كاظم، وضياء الكعبي، وعلي الديري، ومحمد البنكي في نقد مشروع النقد الثقافي في برنامج امتد ثلاثة أيام ونتج عن ذلك كتاب تم إصداره لاحقاً، بالإضافة إلى جهودهم في مجال النقد الثقافي.

وأشاد فهد بكتابات بعض الأصدقاء مثل عبدالإله رضي الذي يستطيع أن يستنطق النص النقدي ليكتب عنه، لكن أين عبدالإله، وأين كتابات زكريا رضي، وكتابات حبيب حيدر، مخاطباً إياهم «أنتم تكتبون وتركنون ولا تطبعون».

وفي مجال نقد الفن التشكيلي أشار فهد إلى أنه رصد جهد الفنان عبدالكريم العريض، وعباس يوسف، وأحمد سرحان في الخط.

وختم «لا أدعي أنني أرسم المشهد الثقافي، لكن أتمنى أن نعي تماماً أن المشهد الثقافي في البحرين مريض بجوانب مختلفة، وأتمنى من المثقف البحريني أن يقوم بتطبيب هذا المريض».

العدد 3955 - الجمعة 05 يوليو 2013م الموافق 26 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً