العدد 3955 - الجمعة 05 يوليو 2013م الموافق 26 شعبان 1434هـ

مخاضات المنطقة لاتزال في بداياتها

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

مصر دخلت في مخاض آخر مع إصرار جماعة الإخوان المسلمين يوم أمس على التمسك برئاسة محمد مرسي، وذلك بعد الاستماع لخطاب مرشد الجماعة محمد بديع، الذي ظهر بصورة مفاجئة أمام حشد كبير في «رابعة العدوية».

مع الأسف، فإن مصر تمرُّ بأحداث مأساوية، ومن المؤسف أيضاً أن القوات المسلحة المصرية اعتقلت قيادات الإخوان، وأغلقت وسائل إعلامية، وهذه جميعها خطوات لا تتناسب مع خروج الجماهير للمطالبة بتصحيح مسار ثورة 25 يناير.

من جانبه، أعلن «الاتحاد الإفريقي» تعليق عضوية مصر، وذلك التزاماً بمبدأ عدم مناصرة أي انقلاب عسكري يأتي بعد انتخابات حرة، وهو ما حدث في مصر. فإفريقيا تسعى إلى التخلص من ثقافة الانقلابات مهما تكن مسبباتها، وهذا يوضح الإشكالية التي تمرُّ بها مصر حاليّاً.

الأمل معقود على حكمة المصريين في الخروج بتسوية للأزمة، وتصحيح الأخطاء التي ارتكبت أثناء عام واحد من حكم مرسي، وتصحيح الأخطاء التي ترتكب حاليّاً بعد إزالته. الإخوان المسلمون كانوا ولايزالون وسيبقون جزءاً من الحراك السياسي، ومن الخطأ اعتبارهم خارج اللعبة الديمقراطية، كما أن من الخطأ تسليم الأمور إلى العسكر لفترة قد تطول إذا لم تتوضح الخطوات العملية التي ستنقل مصر إلى حكم مدني منتخب على أساس دستوري متفق عليه بين القوى الفاعلة حاليّاً.

ما يجري في مصر يلقي بظلاله مرة أخرى على جميع البلدان العربية، وكما أدى الاحتشاد في ميدان التحرير في العام 2011 إلى الاحتشاد في ميادين عديدة في بلدان أخرى، فإن هناك من يسعى إلى تقليد طريقة إزالة مرسي عبر حركة تمرد. والمشكلة أن الإسقاطات لها آثارها المختلفة، نظراً إلى اختلاف البيئة والمحيط والتعقيدات.

على الجانب العام، فإن المنطقة جميعها مأسورة حاليّاً للأحداث في مصر، وكلما طالت الفترة الانتقالية في مصر زادت خطورة انتشار الانقسام المجتمعي في أكثر من بلد. هذا الانقسام قد يبدأ لأسباب حقيقية أو متوهمة، لكنه في المحصلة يجرُّ معه كوارث عديدة.

المخاض الكبير الذي بدأ في 2011 من المحتمل جدّاً أن يستمر، ولاسيما أن هناك أوضاعاً هشة في عدة بلدان، فهناك الصراع الدموي الدائر في سورية، والتفجيرات الطائفية في العراق، إضافة الى ما يجري في عدة بلدان في الجوار العربي، جميعها تؤشر إلى أن مخاضات العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين لاتزال في بداياتها.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3955 - الجمعة 05 يوليو 2013م الموافق 26 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 6:54 ص

      لا أسف عليكم..

      ولماذا كل هذا الحزن على الإخوان ؟ لماذا لم نر منكم هذه الحمية حين أزاح الطنطاوي حكم مبارك، وحكم فعليا بمجلس عسكري ،ولم تسم واشنطن ذلك إنقلابا ولا أنتم يا دكتور؟ هل لأن أمريكا حينها كانت هي حاضنة التغيير المخابراتي الذي أسمي نيابة عنا ب(الربيع العربي)،وهل لأنها كانت ترسم مع (الإخوان) وتركيا وقطر وفرنسا(لأخونة)العالم العربي؟ ثم إن إغلاق القنوات تم بسبب تحريضها على كراهية الجيش المصري وتكفير المعارضة في الميادين.

    • زائر 10 | 5:54 ص

      #

      علينا احترام ارادة الشعب المصري .. وعلينا ايضا عدم التدخل في شئوونه .. وجدلية اعتقال الاخوان صائبة او غير صائبة ... اقول اهل مكة ادرى بشيعابها .. وعلينا التركيز على قضيتنا في البحرين ...

    • زائر 9 | 3:33 ص

      إلى زائر7

      من الواضح أنك تقراء الاشياء بالمقلوب القاعدة ..صناعة أجنبية بأمتياز ...ا

    • زائر 8 | 3:04 ص

      الشعب فقط,,,,

      الشعب هو سيد السلطات ,,,,,
      و سيد الموقف ,,,,,
      لا العسكر,,,,,
      و لا الحكومة "المنتخبة",,,,,,
      و لا المنظمات الاقليمية و الدولية,,,,,
      و هذه أول قاعدة يضعها "معلمنا الكبير" ,,,,,شعب مصر,,,,,

    • زائر 7 | 3:04 ص

      ما أراهُ حسب المعطيات، والله أعلم..

      إن ما يجري في مصر هو تطبيق حرفي لما تريده الادارة الأمريكية، الفترة الحالية عي فترة القضاء على الاخوان و القاعدة، فالتخلص من هذان التياران يشكل هدفا استراتيجيا للادارة الامريكية لانها تسعى الى (علمنة) المنطقة بشكل كامل، وهذا ما سيحصل في مصر، اذا أُجريت انتخابات قادمة فإن تقدم الاخوان لن يصلوا، وان تقدم الحزب الوطني (الذي ينتمي إليه مبارك) لن يصل أيضاً لانه فقد الثقة من الشعب المصري، من يبقى.؟ الحزب الليبرالي وهو المطلوب عند الادارة الامريكية.

    • زائر 6 | 3:04 ص

      البحرين

      اهم مخاض ما يجري في البحرين من تخبط سياسي

    • زائر 5 | 2:40 ص

      تصحيح المعادلة

      الديمقراطية ليست صناديق الاقتراع ، كما أن الفوز في الانتخابات ليس حق مطلق للفائز بل تفويض مؤقت للقيام بتنفيذ مطالب المواطنين وينطبق ذلك أيضاً على المرشح الفائز والمقرر أن يستقيل من حزبه ليمثل الشعب حق تمثيل لا تحويل وقولبة مؤسسات الوطن إلى أجهزة تابعة للحزب لا أحد يملك أبسط مقومات المعرفة والفهم السياسي يقبل بهذه المهزلة من عملية إدارة الحكم والتمهيد للعودة إلى حكم الاستبداد ، أما الموقف الأفريقي فأنه يهدف إلى ضمان العودة للمسار الديمقراطي..مع التحية

    • زائر 4 | 1:52 ص

      الشعوب المضطهدة تحاول الخروج من الاضطهاد بتقليد من يسبقها

      ربما يكون تقليدا وهذا ليس عيب وربما يكون البناء على ما وصل اليه الآخرون فهذه طبيعة بني البشر في حالة التطور والارتقاء. والامة الفطنة هي التي تنظر الى ما وصل اليه من سبقها فتأخذ بايجابياته ومن ثم تبني طريقها على تلك الايجابيات افضل من البدء من الاساس.
      لا عيب في التقليد والاقتفاء في امور التطور والارتقاء

    • زائر 3 | 1:25 ص

      لماذا تمرد في مناطق لن تكون فاعلة

      الجيش المصري وكذا الجيش التونسي لعب دورا حاسما في تغيير المعادلة في بلديهما و استنساخ التجارب دون مراعاة للظروف قد يكون الفشل مصيرها

    • زائر 1 | 1:07 ص

      ولكن لماذا دولٌ أخرى سارعت بمباركة التغيير في مصر؟ هل خوفاً (من عدوى التغيير) أم كرهاً (للإخوان) أم حباً (للعسكر)؟

      أعلن «الاتحاد الإفريقي» تعليق عضوية مصر، وذلك التزاماً بمبدأ عدم مناصرة أي انقلاب عسكري يأتي بعد انتخابات حرة، وهو ما حدث في مصر. فإفريقيا تسعى إلى التخلص من ثقافة الانقلابات مهما تكن مسبباتها، وهذا يوضح الإشكالية التي تمرُّ بها مصر حاليّاً.

اقرأ ايضاً