الوسط – يونس منصور

مشوار حافل وتاريخ طويل سطره نجم منتخبنا الوطني السابق ومديره في أفضل حقبة زمنية في تاريخ الكرة البحرينية، عبدالرزاق محمد غني عن التعريف يملك سجلا بارزا منذ بدأ مشواره مع الكرة البحرينية وناديه الأهلي مطلع الثمانينيات من القرن الماضي.

«الوسط الرياضي» يستضيف عبدالرزاق خلال الشهر الفضيل من أجل رصد مسيرته وتاريخه الرياضي وإلقاء الضوء على مشواره مع الكرة منذ التحق بصفوف ناديه الأم النادي الأهلي مرورا بكل المحطات التي يراها أنها شكلت منعطفا مهما في تاريخه.

في الحلقة الأولى لمشوار نجمنا الدولي السابق كانت عن بداياته وانضمامه للأهلي وتحديدا في فرق الفئات العمرية، وفي هذه الحلقة نسلط الضوء على وصوله للفريق الأول، وهي قصة مازال يتذكرها ضيفنا جيداً.

يقول رزاق «قرب منزلي من النادي جعلني أكون متواجدا فيه بصورة كبيرة من أجل اللعب مع الأصدقاء مع زملائي، وكنت ألعب كرة السلة، وكنت أعشق هذه اللعبة جداً، وفي تلك الفترة كان النادي زعيم الكرة السلة البحرينية والكل كان يعشق هذه اللعبة بفضل البطولات التي كان يحققها النادي، وصادف في أحد الأيام تواجد الكابتن القدير عدنان أيوب في النادي وكان مدرباً للفريق الأول، وكان معه كابتن الفريق خضير عبدالنبي، وكنت في تلك الأثناء مندمجاً باللعب، وإذا بالكابتن خضير يناديني ويقول لي إن عدنان أيوب يريد محادثتي، فذهبت إليهما وجلسنا في أحد الأطراف داخل النادي».

وأضاف «بدأ أيوب يكلمني عن كرة القدم وذكر لي بعض أسماء اللاعبين البارزين في الأندية في تلك الفترة، وكان يسرد لي بداياتهم وكيف وصلوا للفريق الأول بأنديتهم، وكان الارتباك واضحا على تصرفاتي وشعرت بأن هناك شيئاً سيأتي في نهاية هذا الكلام، وأذكر بأنه طلب لي بعض المأكولات من أجل التخفيف من ارتباكي»، مؤكدا أن نهاية الحديث جاء كالصاعقة عليه «رزاق» عندما قال أيوب «عليك بالانضمام للفريق الأول مباشرة من فريق الناشئين».

ارتباك وخجل

وكشف رزاق عن تصرفه عندما أنهى الكابتن أيوب حديثه بقوله «تلعثمت ولم أستطع الرد عليه بأي شيء، وتركتهما وأنا في ذهول من أمري لم أعرف بأن سماعي لهذا الكلام يفترض مني أن أفرح، وأن أمنيتي سوف تتحقق، أم أخاف من وقع المسئولية التي تنتظرني، نظراً للاسم الكبير الذي يحمله النادي، واللاعبين الكبار الذين مثلوا هذا الصرح الرياضي العريق».

وواصل «رزاق» حديثه بقوله «التحقت بتدريبات الفريق وكان ذلك العام 1985، وكان هناك أسماء كبيرة من اللاعبين المعروفين بالفريق منهم خضير عبدالنبي، حسن حسين، علي مهدي، علي حسن، عدنان إبراهيم، رياض صالح، عبدالجليل عبدالله، وحيد خلف، جميل أميري، نوري العبار، أحمد العلوي، محمد الساهي، عبدعلي السكري، محمود المختار، جعفر عبدالله، علي شبيب، سمير الحمادي. ولكن الذي خفف علي وجودي بين هذه الأسماء الكبيرة هو وجود شقيقي ورفيق دربي جاسم محمد معي في الفريق، وكان وجوده يعطيني الإحساس بالأمان والحرية في إظهار مواهبي ومحاولة إثبات وجودي بينهم».

اللحظة الحاسمة

وبشأن انطباعاته وأهدافه التي وضعها في تلك الفترة عندما تواجد مع نجوم ولاعبين كبار أكد «رزاق» أنه وضع نصب عينيه أن يحجز له مكانا في التشكيلة، مشيرا إلى أنه وضع خياره الأول أن يتخصص في مركز الظهير الأيسر على رغم تواجد أكثر من لاعب يشغل هذا المركز منهم علي مهدي، علي شبيب، حميد هيات، وأحياناً رياض صالح، جعفر عبدالله ومحمد الساهي.

وجاءت اللحظة الحاسمة في أول ظهور له بقميص «النسر الأصفر» وفي أول مباراة رسمية له مع الفريق وكانت أولى مبارياته أمام نادي القادسية وكانت على ملعب نادي المحرق، عندما لعب في الشوط الثاني بديلاً للاعب عبدالجليل عبدالله، ومن يومها صار «رزاق» أحد الأعمدة الرئيسية بالفريق ولم يغب عن التشكيلة طيلة الـ15 سنة التي لعب فيها بالفريق الأول إلا لأسباب طارئة كالعمل أو الإصابة لحين اعتزاله رسمياً.

النسر يحلق

ويتذكر نجمنا جيدا أنه منذ أن مثل الفريق الأهلاوي بدأ الفريق يستعيد عافيته ويحصد البطولات وكانت أول بطولة له مع الفريق العام 1985 وهي بطولة كأس المشترك «كأس الاتحاد»وفي السنة التالية 1986 جاء الفوز بكأس الأمير سابقا أمام الوحدة، وأوضح رزاق «منذ 1986 بدأت مشاركاتي مع المنتخبات الوطنية بعد أن ذاع صيتي وتنبأ لي المراقبون بمستقبل زاهر في كرة القدم، وبعد ذلك تمكنت من فرض اسمي على مستوى الكرة البحرينية والخليجية لمدة 12 سنة متتالية، وبذلك استطعت تحقيق الأهداف التي كنت رسمتها لنفسي منذ بداية لعبي مع فريق الأشبال بالنادي».