العدد 3970 - السبت 20 يوليو 2013م الموافق 11 رمضان 1434هـ

يحدث في الخليج

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نقلت وكالة (أ ف ب) خبراً يوم الخميس الماضي، عن توقيف مواطن إماراتي ضرب سائقاً هندياً، ورجلٍ قام بتصوير الحادثة وبثها على شبكة الانترنت.

الحادثة أثارت الكثير من التفاعل والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، بما يعكس الحالة الفكرية التي تمر بها مجتمعات الخليج، بين نزوعٍ لقيم العصر، وتمسّكٍ بممارساتٍ باليةٍ تنم عن أمراض الحقبة النفطية التي ابتلينا بها جرّاء التخمة والشبع.

قبل أيام، تلقيت من صديق رسالةً على «الواتس آب»، كاتبها مجهول، لكن كان واضحاً أنه من الشقيقة السعودية، فهو ينبّه مواطنيه وينبّهنا جميعاً، من مظاهر الإسراف، خصوصاً في أيام رمضان المبارك. وينقل عن كبار السن أنهم كانوا في بداية القرن، يسافرون للعمل في الصومال، وكان حينها مزدهراً بالثروات والخيرات، ولكنهم لم يحسنوا شكر النعم فزالت وتحوّل الصومال إلى بلدِ فقرٍ ومجاعة.

القرن الأفريقي كان منطقةً مزدهرةً، وحتى المناضل الوطني الكبير عبدالرحمن الباكر كان يتاجر مع تلك المنطقة ويعود منها بربح وافر، كما في مذكراته «من البحرين إلى المنفى»، قبل أن ينتقل للعمل السياسي منتصف الخمسينيات. الصورة التي وعاها جيلنا خلال الثلاثين عاماً، أنه قرن الحروب والمجاعات.

والسؤال: ما الذي يميّزنا نحن أهل الخليج؟ أيّ إسهامٍ لنا في البناء اليوم؟ كيف كنا وكيف أصبحنا؟ وهل سيدوم الحال؟ وماذا لو توقف تصدير النفط؟

مئات الدراسات نُشرت، وآلاف المقالات كتبت، عن ضرورة الالتفات إلى بناء الإنسان. لقد فاتتنا الثورة الصناعية، وعشنا مستهلكين متطفلين على منتجات الحضارة المادية. نتنافس على شراء آخر ما تنتجه لنا المصانع الغربية والآسيوية من وسائل ترف وترفيه وتسلية. وبمقدار ما نغرق في النزعة الاستهلاكية، بقدر ما نبتعد عن العلم والإنتاج، وتفلت من أيدينا آخر فرصةٍ للحاق بعصر المعرفة.

العالم كله تغيّر، إلا نحن نعود القهقرى إلى زمن تخلفنا، ونمارس استعلاءنا العنصري على الفقراء المهاجرين طلباً للقمة العيش، خدماً أو عمالاً فقراء. نستقدمهم بعشرات الآلاف، لتربية أطفالنا وغسل ملابسنا وتنظيف غرفنا، وتشييد منازلنا في ظروف عمل شاقة، وتثور ثائرة بعضنا احتجاجاً على اشتراطات وزارة العمل بوقف العمل مدة ساعتين في عزّ الظهيرة. فهؤلاء مجرد آلات للعمل، وليسوا بشراً يؤذيهم الحرّ، ويسلخ جلدهم العرق حين يختلط بذرات الرمل وغبار الاسمنت.

في تراثنا المجيد، كلنا قرأ في المدرسة قصة ابن عمرو بن العاص - يوم كان والياً على مصر- حين ضرب قبطياً أثناء السباق، فشكاه أبوه إلى عمر بن الخطاب (رض)، فاستدعاه إلى المدينة وأقام عليه الحد، وضربه وهو يخاطبه قائلاً: «خذ يابن الأكرمين». هذا هو التاريخ الذي بدأ معه صعود العرب على سلّم الحضارة، وأصبحوا قوماً لهم منزلة تهابها الأمم. أما اليوم فأصبحنا نصدّر قصص الإرهاب والتفجيرات، ونفجّر ونقتل بعضنا بعضاً، ونهدم مساجدنا بأيدينا بما لم يفعله الفرنجة من قبل.

الإعلام العالمي لم يتوقف كثيراً عند حادثة اعتداء المواطن الخليجي على العامل الهندي وضربه بعقاله ولكمه في بطنه، فهي قصة خبرية معتادة في أجواء الخليج، لكن ما أثاره كثيراً هو القبض على الرجل الذي صوّر الحادثة ونشرها على الانترنت، بدعوى أنه شوّه سمعة واحدٍ من «أبناء الأكرمين»!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3970 - السبت 20 يوليو 2013م الموافق 11 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 5:34 م

      كلنا

      كلنا أغنياء ولكن من جهلنا وجحودنا بنعم الله سبحانه وتعالى وتبذيرنا أصبحنا فقراء .. فكل مظاهر النعم علينا لا يملكها فقير .. ولكن .. الطمع عدو صاحبه فما بالكم لو كان الطمع عدو مجتمع بأسره !!!!!

    • زائر 23 | 9:10 ص

      النفاق مشكلتنا

      وأولها النفاق وضرب المثل في أشياء الكاتب لا يؤمن بها. والفاهم يفهم

    • زائر 24 زائر 23 | 10:41 ص

      هل هذه اخلاق المسلمين؟

      وهل شققت عن قلب الكاتب لتحكم على الكاتب أو غيره من الناس بالنفاق؟ الناس مامورون بتقييم الناس بما يقولون. هل أنت صائم؟ هل هذا أخلاف المسلمين الصائمين؟

    • زائر 25 زائر 23 | 2:10 م

      المشكلة فيك

      اذا كان هو لا يؤمن بها فهل تؤمن بها انت و ان كان الجواب نعم. فما هو الدليل

    • زائر 26 زائر 23 | 4:43 م

      اللهم إني صائم

      اللهم إني صائم

    • زائر 21 | 7:57 ص

      بالجرم مشهود عليه ويدعي أنه معتدى عليه

      يمكن بالامس كانت الحيوانات من الدواب او من ما أشير اليها في القرآن أمم أمثالكم. لا يشبهون الناس لكنهم أمثال من الأمم. للبشر إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق .. اليوم لا مدنية ولا حضارية ولا إنسانية فأين الاخلاق؟ صحيح الأمم من ما من دابة على الارض كالخيول أخلاقها راقيه وتحمل الناس وتستحمل أذيتهم. إلا ان من الناس من لا تكون عنده أخلاق الخيل. يعني إنما الامم الأخلاق .. أي أمم أمثالكم أو أشباه شبه منحرفين عن ألأمم أو عن الناس؟؟

    • زائر 20 | 7:49 ص

      غرور أو غارتنهم الحياة الدنيا وبذخ وإسراف ويقولون إقتصاد

      تراجع أو تخلف أو قد تكون عبقريه خليجيه من دواهي وبراثن الجاهليه فيها اسراف وتبذير مع أن الله لا يحب المسرفين ولا المبذرين. وين عجل الاقتصاد؟ هذا أول شيئ مقلوب معنى العيش السليم فقد قال الله لا تسرفوا! ويش يعني حتى القراءة ما يعرفون أو ما يفهمون ما يقرءون!! ثم إن الله لا يحب المعتدين وما مثال إعتداء المواطن المشار له في المقال على سائق يوضح جزء من ثقافة يعض أفراد المجتمع من من يرى في نفسه أنه أفضل من بلال الحبشي أو سلمان الفارسي مع أن الاثنان كانوا عبيد الا أنهم بفضل الاسلام رفعوا.

    • زائر 19 | 6:43 ص

      "من يشتري ثمانين بمائة!"

      حدث في احدى الدول "الاسلامية" في بداية العصور الاسلامية ان سئم والي المدينة من كثرة جلب احدهم "من ابناء الاكارم" سكرانا واقامة الحد عليه. فاستشار معاونيه فأشار عليه بعض "البطانة الصالحة" بأنه حينما يأتي به احدهم سكرانا فيقيم عليه الحد وهو ثمانين جلدة . وان يعزر من يجلبه فيجلده مائة جلدة ! فقام "ابن الاكرمين"بكل بجاحة يصرخ في الاسواق وهو سكران :"من يشتري ثمانين بمائة؟!"

    • زائر 18 | 5:21 ص

      ولكن المضح المبكي هو العكس تماما مما يحصل في البحرين ولكن هنا فقط يشكل رسمي

      ان يكون الاجنبي من اسيوي وعربي هو المعتدي بالضرب المبرح والتعدييب على المواطن في الشارع وفي البيت وفي العمل وفي المعتقلات والسجون وحتى في حجرة النوم ولكن هنا الاجنبي يرتدي الملابس الرسمية والحماية القانونية للقيام لكل ما يقوم به من انتهاكات كل هذا يحصل للمواطن البحريني ولازال النفط يصدر وبقيم واسعار كبيرة ، فلماذا ياسيدي الاستغراب من حادثة فردية عرضية يمكن ان تحدث في اي مكان في العالم بعكس ما يحدث في البحرين الذي لايمكن ان يحدثفي اى مكان في العالم

    • زائر 17 | 3:21 ص

      المصلي

      يحدث في الخليج نعم يحدث في الخليج هذا وأعظم ياسيد هذا التجاوز على حقوق الغير صور وظهر للعلن ولكن ما خفي كان أعظم يالله أهكذا تعامل الأنسانية أين ذهب اسلامنا ومروئتنا لقد أنسلخ وتجرد هذا البشر من أنسانيته وغرته الدنيا بغرورها وزخرفها وبهرجها ونال من هذا الرجل المستضعف وهو لايعلم بأن الله له ولأمثاله بالمرصاد وما الله بغافل عم يعمل الظالمون وسينال العقاب أنشاء الله تبارك وتعالى في الدنيا والآخرة قال مولانا أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب ع [ الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ]

    • زائر 16 | 2:46 ص

      يوجد سر

      احنا احسن منهم الآجنبي يضرب المواطن واذا قدمت عليه بلاغ ياويلك بتكون انت الغلطان

    • زائر 15 | 2:15 ص

      ليس لأنه عربي

      هذه طبيعة بشرية ما لم يعصم منها عاصم، "ومنهم من لو أغناه الله لأبطره الغنى" " كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى" أنا وأنت وهو وهي نقع تحت نفس الطبيعة، فأكثرنا بل جلنا إلا من رحم الله سيتصرف كمثل ذلك الشيخ الطاغي لو كان في مثل حاله ومقامه، وهذا هو أس الشر، فما نحن إلا من طينته لو علمنا

    • زائر 14 | 1:48 ص

      شعوب التخمه

      شعوب الخليج في نعمه وذلك بسبب النفط ولله الحمد لكن زيادة الثروه تصبح نقمه الشعوب الخليجيه شعوب مدلعه جدا ما عدا عمان والبحرين بدرجه اخف من باقي الدول الخليجيه.

    • زائر 13 | 1:23 ص

      إلى أين وصلت الصفعة المشهورة....؟؟؟؟؟!

      فلينتبه من صور ذاك يعل يمينه تنشل اللي صفع الشاب اللي حامل بنته ...وإلى أين وصلت وما مدى صداها وويش صار للصافع صفعته الدنيا على أعز ما عنده...؟؟؟!!!
      فلينتبه المصور في البحرين ما يعتقلون في البحرين يقتلونه ومصور سلماباد الشهيد السعيد واضح ..

    • زائر 12 | 1:17 ص

      عجب

      نعم تم اعتقال المصور لانه صور المعتدي من غير اذن، يعني تشهير، مع الاسف القوانين في الدول العربيه مهزله.

    • زائر 11 | 1:04 ص

      شوّه سمعة واحدٍ من «أبناء الأكرمين»!

      اعجب مافي الخبر !!!!!!!

    • زائر 10 | 12:56 ص

      حاله من الذهول !!!

      إذا صح خبر إعتقال المصور فهذه مصيبه من مصائب الدهر!!! ما في شي ينكتب او ينقال لان عندنا وعندهم خير!!!! اللهم إني صائم

    • زائر 9 | 12:52 ص

      نعاب والعيب فينا

      نحن قوم همنا ان نطلقالسلبيات على الامم الاخرىفقط ونضحك ولكن افقر الدول في العالم كالهند وبنغلادش وايران لها مخترعين ومنتجين وصناع وصادرات ودائما للعلم نقرء من اين صنع هذا المنتج نفرح اذا من البحرين

    • زائر 8 | 12:42 ص

      سنابسيون

      حتى هني يا سيد ما يقبضون على الضارب لا يقبضون على اللي صور الحادثه خصوصا لو كان من قوات الأمن فهم مرفوع عنهم القلم خصوصا بعد ما سمعنا وشفنا من يقول لهم انتو فوق المساءلة هذا حالنا يا سيد يالله بالفرج يا سيد يالله بالفرج

    • زائر 7 | 12:35 ص

      الكل صار من الأكرمين

      سيدنا ما هذا الذي نعيش إلا ناتج عن مركبات النقص التي يحسها الناس ورغبتهم جميعا في أن يكونوا "من الأكرمين" و لو بالوقوف بالسيارات أمام المحلات التجارية التي تدار بالعمالة الآسيوية و النداء ببوق السيارة للعامل لكي يأتي بعلبة سجائر، أو خبز و حليب، أو حتى أخذ الملابس للغسيل، و هذا يفعله الكل صغير أو كبير، إمرأة أو رجل

    • زائر 6 | 12:04 ص

      لو يتأمل الإنسان فقط في هذه العبرة لكفى..

      من الشقيقة السعودية، كبار السن كانوا في بداية القرن، يسافرون للعمل في الصومال، وكان حينها مزدهراً بالثروات والخيرات، ولكنهم لم يحسنوا شكر النعم فزالت وتحوّل الصومال إلى بلدِ فقرٍ ومجاعة ..

    • زائر 5 | 10:31 م

      بحريني

      مشكله هادي الطبقه من الناس تعلمو ان مافي الارض و الجو و البحار و من يعمل فيهم. هم ملك لهم وورث من اجدادهم. ومن يتبعهم يرمون عليه كيس من الدنانير ومن يعارضهم هو تابع الي اجنده خارجيه.

    • زائر 4 | 10:19 م

      الجهل ثم الجهل

      قال علي " لا داء اعيا من الجهل" مجتمعات اغتنت و هي جاهلة فاصبحت مصرة على عاداتها الجاهلة كميزة اجتماعية تميزها عمن هو دونها ماديا فصارت في دورة مفرغة مركزة و مركوسة الى الاسفل من الجهل المدعوم بالمال

    • زائر 3 | 10:13 م

      سقوط حتمى

      منذ عقود و جميع الإقتصاديين والإجتماعيين و المؤرخين يتنبؤون بسقوط دول الخليج فى الحضيض و تشريد مواطنيها فى بقاع الأرض لأجل كسب القوت. لكن لا يتعظ أحد. مر الإسبان فى نفس الظروف بعد وصولهم الى إمريكا الجنوبية و إستيلائهم على ثروات و ذهب تصوروها غير ناضبة. لكن ليس هناك أى تخطيط لدرأ الأزمة القادمة فى الخليج مع العلم بأن الظروف المناخية و المائية للمنطقة غير مساعدة لتأسيس أى حياة و درجات الحرارة فى صعود.

    • زائر 2 | 10:07 م

      هكذا يتربى الأكرمون

      موضوع جميل ولكن الطبقية نخرت في مجتمعنا المترف لدرجة أنه لاعلاج لهذا الورم إلا ببتر التخمة التي تعاني منها بعض شعوب الخليج جعلتهم يتعالون ويستكبرون وينسون الله ولكن في انتظارهم ضربة القانون الالهي التي لاتفرق بين الناس لأنها نابعة من العدل الذي لايجور

    • زائر 1 | 9:44 م

      اقول

      حسبي الله و نعم الوكيل .

اقرأ ايضاً