العدد 3973 - الثلثاء 23 يوليو 2013م الموافق 14 رمضان 1434هـ

عالم افتراضي وحكومة في العسل

عبدالنبي العكري comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي

يطلق تعبير عالم افتراضي (Virtual alnld) على أنه عالم غير موجود في الواقع أو غير حقيقي، رغم أنه كما في عالم الكمبيوتر والتدريب على الطيران (Simulator) يحاكي الواقع. أما إخوتنا المصريون الظرفاء فقد أطلقوا تعبير «نايم في العسل» على من يعيش في غفلةٍ، غير مدرك لما يدور حوله.

والواقع أن حكومتنا الرشيدة وأتباعها يعيشون في عالم افتراضي.

إن مراجعة سريعة لتصريحاتهم الرسمية والمرسلة سواءً في اجتماعات عامة أو في المجالس الرمضانية، أو اجتماعات التحشيد أو منابر المساجد، أو أعمدة الصحف أو في الإذاعات والراديوهات والتلفزيونات والفضائيات، تؤكّد أنهم منفصلون تماماً عن الواقع.

كيف نفهم أنه بعد عامين ونصف من خروج اكثرية من المواطنين من بيوتها والمرابطة في الساحات والمظاهرات والاحتجاجات بعشرات الآلاف، وهي موثقة صوتاً وصورة، وتقديمهم لأعلى نسبة من التضحيات قياساً بتعداد الشعب (550 ألفاً) من الشهداء الذين تجاوزوا 140 شهيداً، واستعداد هؤلاء بأن يعتقلوا، والتعرض للتعذيب حيث قضى 5 شهداء على الأقل، وتحمّل الإصابات ودخول السجون بالآلاف، والتسريح وفقدان لقمة العيش والحرمان من أبسط الحقوق مثل العلاج والدراسة والبعثات والعمل والسفر، أي استعدادهم لتقديم كافة التضحيات بطيب خاطر، ومن دون أوامر، وبوسائل سلمية ومثابرة عجيبة، ما أثار إعجاب العالم كله، عدا الجهات والتيارات النفعية وأتباعها.

كيف بعد كل ما جرى، ذلك الإصرار العجيب من الجهات الرسمية وحوارييها على أن الوضع عال العال، استقرار ورفاه وديمقراطية وحريات تنمية، و«شرطة في خدمة الشعب»، و«السجون مدارس إصلاح» و«التنمية مستدامة» وعلاقات حميمية ما بين مختلف الأطراف، ووحدة وطنية رائعة، وعلاقات ممتازة الجوار، بحيث أضحت مملكة البحرين نموذجاً يحتذى به في كل شيء: حقوق الإنسان، والتنمية البشرية والمساواة، والمواطنة، والديمقراطية، والحريات العامة... إلى آخر المعزوفة.

كله عال العال، لولا ثلة بسيطة من الحاقدين، والموتورين والعملاء الصفويين والمرضى النفسانيين، ورغم ذلك فنحن نعالجهم ونعاملهم بالحسنى.

كله عال العال، لولا تآمر بعض الدول الجارة والدول العظمى علينا، لأنها تغار من إنجازاتنا التي تشكّل حرجاً لها، ومنزعجة لتمسكنا بنهجنا المستقل القديم وإفشالنا لمؤامراتهم التي نجحت في بلدان كبرى مثل العراق ومصر.

كله عال العال، لولا ثلة من المنظمات الحقوقية الدولية المغرضة، التي تضم عناصر صفوية وصهيونية واشتراكية هي أدوات لدولها العظمى والصهيونية العالمية والصفوية الدولية!

ختم الله على قلوبهم...

أعتقد أنه ينطبق القول على هؤلاء انهم صم بكم عمي فهم لا يهتدون. فأقترح أن يرمى هؤلاء النائمون في نهر متجمد ليشكّل ذلك صدمةً لهم تفيقهم من العالم الافتراضي، وإخراجهم من نوم العسل إلى الواقع المعاش.

إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"

العدد 3973 - الثلثاء 23 يوليو 2013م الموافق 14 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 7:31 ص

      نعم

      (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم )

    • زائر 13 | 6:08 ص

      راس اسو

      قريبا بتفرج انشاء الله ، سيقطع ابرالارهاب ومن يحرض عليه ! ابشر يا تارك الصلاه

    • زائر 12 | 4:28 ص

      لا وأمس طالعين لنا بإحصائية لا ندري من قام بها وين قام بها

      طالعين لنا امس بإحصائية ان 52% من الشعب البحريني راض عن طريقة حياته ما ندري من وين طالعين لنا بهالكذبة السخيفة وين حاصلين على الارقام

    • زائر 11 | 4:26 ص

      هم يتمنون ذلك

      الللانسان الذي يتمنى شيئ يوهم نفسه باحلام ورديه فضعهم في احلامهم الورديه قيلا!

    • زائر 10 | 4:16 ص

      ليسوا نيام ؟!

      انها سياسة الارض المحروقة , الم تسمع ان احد صناع القرار قد قال مقولته المشهورة ( سأحرق البلاد ) قالها ولم يكون نائما قالها فى وعيه وفى وضح النهار . كنا نتمنى ان يكونوا نيام ويصحوا لتصحيح الخطأ المكارثى , ولكن للاسف انهم ليسوا نيام .كل هذه الانتهاكات والمكارثية ويأـى من يقول لك اعتذر !!

    • زائر 9 | 3:50 ص

      أحسنت لا فض فوك وخاصة في آخر آية استشهدت بها(ختم الله على قلوبهم)

      ماذا يعني الختم على القلوب؟ قال الله تعالى (لهم قلوب لا يفقهون بها) وقال ايضا (لهم قلوب لا يعقلون بها) وكل الآيات السابقة تدلل على تعجب واستفهام إلهي
      لبعض الناس الذين يرون الحقيقة ولكنهم يغمضون عنها ويحاولون تكذيبها ولو كانت ساطعة كالشمس وهنا تكون الطامة الكبرى حين يتنكر بني البشر لواقع معاش
      بفتلكات وفبركات تحاول تغيير الواقع وتعكس صورة مخالفة له، ولكن كما يقول المثل في النهاية ما يصح الا الصحيح والكلام طويل عن هؤلاء

    • زائر 7 | 2:59 ص

      كلام جميل

      وفي تصوري يكون الهدف منه منح فرصة للمواطن أن يضيف يوما بعد يوم ثقافة على ثقافته

    • زائر 5 | 2:40 ص

      صح لسانك

      "كيف نفهم أنه بعد عامين ونصف من خروج اكثرية المواطنين من بيوتها والمرابطة في الساحات والمظاهرات والاحتجاجات بعشرات الآلاف، ولازالو وهي موثقة صوتاً وصورة، وتقديمهم 140 شهيداً، "مع التصرف.
      نحن لا نفهم لإلا الواقع اليومي الذي يؤكد ان حجم الانتهاكات ليس عالماً افتراضياً نستنشق الغازات السامة ليلاياًونقدم الشهداء والجراحى كل ساعة.

    • زائر 4 | 1:02 ص

      كلام راقي

      كلام في منتهى الحقيقة حفظ الله الكاتب وجعله قلم اصلاح بحق محمد وآل محمد

    • زائر 3 | 10:21 م

      سنابسيون

      اعذرهم اخي الكريم فهم بعيدون عنا ولهذا لا يعلمون ما يحدث انهم يعيشون في بلد مترامي الاطراف ومن كبر البحرين مايدرون ويش يصير فيها يعني انت لو عايش في عرر تعرف حال اللي عايش في جيزان؟؟؟بالله عليك قوليي شلون تبيهم يعرفون وهم بعيدين كل هالمسافه!!!

اقرأ ايضاً