العدد 3981 - الأربعاء 31 يوليو 2013م الموافق 22 رمضان 1434هـ

اللعنة الإلهية تلاحق دعاة الفتنة الطائفية ولمن يوقظها!

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

إن الشعب الذي جبل على التدين وحسن الخلق واحترام الإنسانية بكل مكوناتها العرقية والدينية والطائفية والمذهبية، والذي أثبت قولاً وفعلاً وممارسةً، أنه شعب كريم مسالم، يطالب دائماً بتحقيق العدل والمساواة والإنصاف بين الجميع دون تمييز.

وقد عرف في المحافل الصحية، الأقليمية والعربية والعالمية، بإنسانيته التي فاقت كل التصورات، من خلال تبرعه بدمه في 36 حملة للتبرع بالدم، تحمل عناوين إنسانية سامية، لينقذ حياة المئات من المواطنين والمقيمين في كل عام من دون أن يطلب أجراً أو ثناءً من أحد. وكان همّه رضا الله تعالى، من خلال تجسيده للقيم الإنسانية النبيلة للإسلام، والتي توارثها من الأجداد والآباء.

إن الشعب الذي ينبذ ممارسة العنف بكل مسمياته ومستوياته ضد الإنسان ومقدساته الدينية، ويستنكر هدم 38 مسجداً، وإصراره على إعمارها بالصلاة وإعادة تشييدها من جديد... مثل هذا الشعب لا يمكن أن يتجه إلى تأييد الأعمال غير المشروعة قانونياً وحقوقياً وشرعياً، ولن يقبل الاعتداء على حقوق الآخرين في كل الأحوال ومهما كانت الظروف.

إن بعض كتّاب المقالات والأعمدة الذين يتهمون إنسان هذا البلد بشتى التهم التي ما أنزل الله بها من السلطان، وهم يعلمون أكثر من غيرهم أنهم يتجنون عليه، ويعلمون أنهم يذهبون بالناس بعيداً عن الحقيقة في كتاباتهم الظالمة، لكي يضمنوا لأنفسهم الحصول على قيمتها المادية... حتى لو كانت كلماتها فاقدةً لأبسط القيم الأخلاقية والوطنية والإنسانية.

هؤلاء الذين يتعمدون في تغليف أي حدث بأغلفة غير واقعية لإبعاد الرأي العام عن الاقتراب إلى الحقيقة، لم يخطر ببالهم أن إنسان هذا الوطن الذي يتمتع بالوعي الكافي ولله الحمد، لا تنطلي عليه خزعبلاتهم وترهاتهم التي يسخر منها العقلاء، وأن ما ينسبونه له ليس من ثقافته الوطنية والإنسانية والأخلاقية. ولن يقبل أن تكون من ثقافته في يوم من الأيام، مادام يعتقد أن انتهاك حقوق الإنسان والاعتداء على مقدساته ومعتقداته الدينية ومتعلقاته الشخصية جرم كبير في حق الإنسانية. ولن يستطيع أحدٌ جره إلى الفتنة الطائفية، لعلمه أن من يدعو إلى الفتنة بين أبناء الوطن، إنّما يدعو إلى تدمير البلد إنسانياً واجتماعياً، ووطنياً واقتصادياً، وسياسياً وأمنياً. ولهذا كان هذا الشعب ومايزال، السد المنيع ضد كل الدعوات الطائفية الشاذة، وكان له الدور الأكبر في إفشالها وتقهقرها، رغم امتلاكها كل سبل النجاح من مال ومنابر وإعلام محرّض، ولكن بإرادته الوطنية استطاع صدها وإرجاعها إلى قمقمها. وسيبقى شعب البحرين بكل مكوناته وتياراته الوطنية والمذهبية يرفض كل دعاة الفتنة الطائفية، الذين يستهدفون وحدة كيانه الوطني والإنساني، وسيقف في وجه كل من يصر على بثها في أوساطه، حتى يعود إلى رشده ويرجع عن غيه ودعواته البغيضة.

هذا الشعب لن يساوم على تلاحمه الإنساني ووحدته الوطنية مهما عظمت المشاكل والضغوط والقضايا التي تحيط به. وهو مبدأٌ رسّخه الأجداد والآباء في نفوس الأبناء لا يمكن لأحد تغييره، والكلّ يعلم أن سلامة الوطن لا تأتي إلا بقوة تلاحمه الوطني، وأن من يحاول استخدام مختلف العناوين الطائفية لضرب تلاحمه الوطني والإنساني، فإنه يقصد بذلك ضرب مرتكزات الوطن.

التحية والتقدير لكل إنسان ينبذ الطائفية ويجرّم التمييز والفساد، ويطلب الحق لكل الناس على هذه الأرض الطيبة.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 3981 - الأربعاء 31 يوليو 2013م الموافق 22 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:35 ص

      اخوان السنة و شيعة هذا الوطن ما نبيعه لماذ تغضب البعض

      لماذا يزمجر غاضبا حين يرفع شعار يطالب بالاخوة في الدين و المواطنة ! لماذا هؤلاء يريدون الاستئثار بالرب و الثروة والحياة

اقرأ ايضاً