العدد 3985 - الأحد 04 أغسطس 2013م الموافق 26 رمضان 1434هـ

هل تتحمَّل الحكومة تسريح 10 آلاف موظف بحريني؟

عباس المغني abbas.almughanni [at] alwasatnews.com

هل تستطيع حكومة البحرين أن تتحمَّل فاتورة لتنفيذ خطط تسريح 10 آلاف موظف بحريني، وخفض الرواتب بنسب تصل إلى 30 في المئة، وإزالة الدعم الحكومي، ورفع أسعار البنزين والكهرباء والمواد الغذائية كاللحوم والدواجن والطحين، إلى جانب وقف برنامج وزارة الإسكان في توفير السكن للمواطنين؟

فإذا كان الجواب لا، وأنها لا تستطيع أن تتحمل هذه الفاتورة، فلماذا المجازفة بالاقتراض ومضاعفة الديون الخارجية المقومة بعملة خاضعة لدولة أخرى كالعملة الأميركية (الدولار)، أو العملة الأوروبية (اليورو).

ما حدث في اليونان وقبرص بسبب تراكم الديون بعملة ليست خاضعة للدولة، جعلها تدفع فاتورة باهظة بتسريح عشرات الآلاف من الموظفين والعمال، والتقشف في الميزانية، وخفض المصروفات، وزيادة الضرائب وغيرها... ما جعل مواطنيها يعيشون أوضاعاً قاسية جداً.

وعلى حكومة البحرين أن تعيد النظر في سياسة الاقتراض بعملة غير العملة الوطنية، لأن هذه السياسة في المستقبل ستعرض سيادة الدولة للخطر، وتجعلها تحت وصاية الدائنين، كما حدث لليونان وقبرص بخضوعهما إلى وصاية الدول الأوروبية.

هل يوجد مبرر للاقتراض بعملة غير العملة الوطنية، ما هي هذه المبررات؟

من المفترض أن تكون هناك شفافية في مثل هذه الأمور، وعدم اتخاذ القرارات التي تؤثر سلباً على الدولة ككيان، وعلى المواطنين. وتبرير الاقتراض بعملة غير العملة الوطنية بسد العجز في الميزانية، هي حيلة العاجز الذي يريد أن يخدع نفسه بالحلول الترقيعية، وقد تكون الأمور أكثر فداحة إذا ما تم صرف هذه الديون على مصروفات متكررة غير إنتاجية.

البحرين دولة نفطية، وتعتمد الحكومة بنسبة تصل إلى 90 في المئة على إيرادات النفط، وفي هذه السنوات أسعار النفط وصلت إلى مستويات قياسية فوق 100 دولار، ومع هذه الأسعار المرتفعة يوجد عجز كبير في الميزانية.

وأسعار النفط لن تستمر إلى الأبد في الارتفاع، فلو انخفضت أسعار النفط عند 70 دولاراً للبرميل، لمدة سنتين متتاليتين، ماذا سيحدث للبلد، كيف سيتم تسديد الديون التي اقترضت بعملة الدولار؟

إذا عجز البلد عن تسديد القروض بالدولار، فإنه سيخضع لوصايا الدائنين، كما حدث لليونان وقبرص.

لا نذهب بعيداً، لدينا تجارب محلية، مؤسسات مالية حققت نجاحات باهرة، واستمرت في الاقتراض، وعندما تراكمت الديون، فجأةً عجزت عن تسديدها، وبالتالي خضعت لوصايا الدائنين، وأصبحت هذه المؤسسات المصرفية التي كان يشار إليها بالبنان، إلى مؤسسات هزيلة، لا يعلم إن كان القدر سيكتب لها الاستمرار في الحياة أو تموت في منتصف الطريق بتصفيتها. وعلى الحكومة الابتعاد قدر الإمكان عن الديون والقروض، خصوصاً أن الفوائد التي تدفعها الحكومة للبنوك قد تصل إلى 180 مليون دينار حسب الموازنة العامة المنشورة على موقع وزارة المالية، كما أن حجم هذه الفوائد يمكن بها بناء 4500 وحدة سكنية، فأيهما أفضل: بناء وحدات سكنية لحل مشكلة إسكانية بهذا المبلغ، أو دفعها كفوائد للبنوك؟

لا نتمنى أن تستمر الديون الحكومية في التراكم، لأنها تحمل في أحشائها فاتورة باهظة الثمن، ستكلف البلد الكثير من استقراره السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

إقرأ أيضا لـ "عباس المغني"

العدد 3985 - الأحد 04 أغسطس 2013م الموافق 26 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 4:16 م

      وهن قارب أو شارف على .. الافلاس أو إعلانه علناً

      لا تتحمل حكومة مسؤولية تسريح 10 الآلاف من مواطنينها من أعمالهم وحتى تأمين تعطلهم ما راح تعطيهم منه شيئ وهذه من بديهيات ما توصل اليها جحا بعد أحداث 11 سبتمبر وتلتها 14 فبراير. فتدمير البرجين الحق بالمؤسسة الماليه ليس أرباححا وإنما خسائر فادحه لا تقدر الميزانية الامريكية أن تغطيها، لذ تحاول اللجوء السياسي الى فرضه البحرين

    • زائر 9 | 9:14 ص

      من أجل الكرامة تثور الشعوب. ..............................

      شكرا جزيلا للكاتب على هذا المقال الصريح للشعب الجريح ممن في المآتم أو في التراويح لمن يحمل هم وطنه لا من يستوردونهم مع كل ريح. .... وإذا شئت أن تعرف سبب انتكاسة الوطن الاقتصادية التي تطورت لاجتماعية وحقوقية ثم سياسية ،، فاسأل العادين في بنوك سويسرا والغرب وسينبؤنك بالعجب العجاب عما وراء الحجاب.

    • زائر 8 | 9:08 ص

      غرقانه

      لو تم التحقيق في ملفات الفساد وسرقات الاراضي جان ما احتاجت الحكومة للاقتراض اصلا

    • زائر 7 | 2:50 ص

      أفضل حل

      المجنسون المستوردون من بقاع الارض يرجعونهم بلدتهم وبتنحل المشكلة

    • زائر 11 زائر 7 | 4:57 م

      احلى تعليق

      سلمت يمناك اخي الكريم هذا هو الحل الجوهري

    • زائر 4 | 2:31 ص

      البصري

      ومشكله الديون قد تطال الدعم الحكومي في شتى القطاعات العمرانيه والسكنيه والخدميه ، وقد تلجأ الى التعويض عن ذلك بالخصصه وتصبح البلد منقاده للمدينين .
      في الازمه الاقتصاديه التي حلت بالعالم استطاعه بعض الدول التعويض عنها بضخ ملايين الدولارات في مصارفها وبشكل مطرد وبالفعل استطاعت الخروج من الازمه لانها دول دائنه وليس مديونه , وديون البحرين في ازدياد مطرد . اللهم احفظ البحرين من كل شر ونسأل الله ان تنتهي ازمتها السياسيه انشاء الله .

    • زائر 3 | 2:14 ص

      البصري

      حلول تلجأ اليها الدوله لمعالجه الديون ليس بتسريح الموظفين وأنما بزياده الضرائب اساسا هناك ضرائب غير مستوفاه من الشعب البحريني مثل الكهراباء والماء ، ثانيا :الضرائب الأخرى الجمركيه مثلا الصحيه والبلديه وغيرها مما يزيد العبئ على الشعب الكادح في القطاع الخاص ، بينما لن يتأثر القطاع العام وذلك للزيادات المتوقعه التي تغطي الضرائب وهذا قد يزيد الفجوه الطبقيه بين افراد الشعب والادهى من ذلك أن بعض الوزارات ميزيانيتها اكبر من ميزانيه وزاره الصحه والتربه والبلدين مجتمعه.

اقرأ ايضاً