تظاهر أنصار الرئيس الإسلامي المخلوع محمد مرسي أمس الإثنين (12 أغسطس/ آب 2013) في مصر في استعراض جديد للقوة مع انتشار أنباء عن استعداد قوات الأمن للتدخل لفض اعتصاماتهم وفي الوقت الذي قرر فيه القضاء تمديد حبس مرسي 15 يوماً أخرى.

وذكر مصدر قضائي أن المستشار حسن سمير، قاضي التحقيق المنتدب من محكمة استئناف القاهرة، قرر حبس الرئيس المعزول لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات في اتهامه بـ «السعي والتخابر مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، للقيام بأعمال عدائية في البلاد، والهجوم على المنشآت الشرطية واقتحام السجون المصرية».

وهذه العمليات التي نسبت إلى «حماس» واقتحام السجون المصرية جرت خلال ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك في 11 فبراير/ شباط

وتخشى الأسرة الدولية التي حاولت مؤخراً القيام بوساطات عدة بدون جدوى، حمام دم جديد بعد أن أوقعت الصدامات بين أنصار مرسي وبين معارضيه أو قوات الأمن عن سقوط أكثر من 250 قتيلاً منذ نهاية يونيو/ حزيران الماضي.

وفي تحد سافر لتهديد الحكومة الجديدة تظاهر المئات من أنصار الرئيس المخلوع في وسط القاهرة رافعين أعلام مصر وصور مرسي الذي يطالبون بعودته إلى السلطة.

وكانت الشرطة أعلنت مساء الأحد بعد انتهاء إجازة عيد الفطر عن عملية وشيكة لفض الاعتصام «تدريجياً» يمكن أن تمتد على «يومين أو ثلاثة».

وقال مسئول كبير في الشرطة وضابط في وزارة الداخلية رفضا كشف هويتهما لوكالة «فرانس برس» الأحد أن قوات الأمن ستقوم في البداية بـ «تطويق» منطقتي رابعة العدوية والنهضة حتى «تفسح في المجال لمن يرغب في المغادرة ومنع دخول أحد».

وقال الضابط الملحق بوزارة الداخلية لـ «فرانس برس»: «ستكون هناك مجموعة من التحركات التدريجية التي سنعلنها تباعاً».

وأضاف المسئول الكبير في قوات الأمن «عندما تبدأ عملية التطويق ستحاصر الشرطة في البداية المتظاهرين وتوجه إليهم تحذيرات لمغادرة الميدانين ولن يسمح لأحد بالانضمام إلى التجمع».

وأوضح أن «هذا الأمر سيستمر يومين أو ثلاثة أيام قبل أن تتحرك قوات الأمن لتفريق المتظاهرين» لكنهما لم يحددا موعداً لبدء العملية.

ويبدو أن السلطات تريد إقناع بعض المتظاهرين المتحصنين في منطقة رابعة العدوية مع نساء وأطفال بإخلاء المكان سلمياً قبل أن تهاجم الأكثر تشدداً.

وفي منطقة رابعة العدوية التي أصبحت أشبه بحصن للمتظاهرين المعتصمين تجمع عشرات الرجال الذين يرتدون خوذات والمسلحين بالعصي بعد صلاة الفجر أمام حواجز الحجارة وأكياس الرمل التي تسد المداخل الرئيسية لهذه المنطقة التي أصبحت قرية خيام صغيرة حول مسجد. وتأتي هذه التظاهرات الجديدة في الوقت الذي بدأ فيه الأزهر اتصالات جديدة مع مختلف الأطراف لمحاولة تحقيق المصالحة وإنهاء حالة الاستقطاب السياسي.