العدد 3993 - الإثنين 12 أغسطس 2013م الموافق 05 شوال 1434هـ

الأهداف السياسية لإلغاء «بلدي العاصمة»

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الاتجاه الرسمي نحو إلغاء مجلس بلدي العاصمة والاستعاضة عنه بأمانة عامّة من عشرة أعضاء يعينون من قبل جلالة الملك، لا يمكن إلا ربطه بسلسلة محاربة المؤسسات والجمعيات الأهلية والمنتخبة، والتي كان لها دور مهم وموقف من الأحداث التي جرت على الساحة البحرينية.

لقد بدأ هذا المسلسل بحل جمعية الممرضين البحرينية واعتقال قياداتها وحل مجلس إدارتها وتعيين مجلس إدارة من قبل وزارة التنمية الاجتماعية، كما تم حل جمعية المعلمين البحرينية واعتقال رئيسها ونائب الرئيس، وتم بعد ذلك حل مجلس إدارة جمعية الأطباء البحرينية وتزوير انتخاباتها بشكل متعمد من خلال مخالفة النظام الأساسي للجمعية والسماح للأطباء الأجانب بالتصويت في انتخابات مجلس الإدارة وذلك ما كان يخالف النظام الأساسي، كما حوربت جمعية المحامين البحرينية وتم حل مجلس إدارتها وتعيين مجلس إدارة آخر.

وفي الإطار نفسه تمّ فصل خمسة أعضاء بلديين منتخبين، كما تمّ خلق بديل للاتحاد العام لعمال البحرين.

لقد تفاجأت السلطة من موقف السواد الأعظم من مؤسسات المجتمع المدني خلال فترة الأحداث وانحيازها الكامل للمطالب الشعبية المشروعة، ما أحرجها ليس على المستوى الداخلي فقط وإنما أمام جميع دول العالم، فغالباً ما ينظر العالم المتحضر إلى مؤسسات المجتمع المدني على أنها الرديف ولمؤسسات الدولة الرسمية والأكثر تمثيلاً لفئات الشعب المختلفة، حيث أن هذه المؤسسات إنما خرجت عبر الإرادة الشعبية الحرة وهي بالتالي تمثل هذه الإرادة.

ولذلك فإن الإجراءات الانتقامية التي مورست ضد هذه المؤسسات عبر تفتيتها ومحاربتها وإيجاد بدائل لها لم تنتهِ لحد الآن، وكل ذلك لهدف واحد محدد هو تحويل جميع المؤسسات الأهلية إلى جمعيات موالية.

التوجه نحو حل مجلس بلدي العاصمة يأتي على خلفية مقترح نيابي قدمته كتلة المستقلين النيابة تضمن تعديل قانون البلديات بإلغاء المجلس البلدي في العاصمة واستبداله بأمانة عامة منتخبة من قبل مؤسسات المجتمع المدني، من أجل إبعاد العاصمة عن التجاذبات السياسية، ويرجع النواب المستقلون سبب المقترح إلى أن «العاصمة يجب أن تكون بمنأى عن أجندات الجمعيات السياسية وخاصة أن التجربة أثبتت أن بعض المجالس البلدية انحرفت عن مسارها الطبيعي الذي أنشئت من أجله وهو تقديم الخدمات العامة للمواطنين، وأصبحت للأسف الشديد تعمل في السياسة».

وليس من المستبعد أن يكون هذا المقترح جاء بإيعاز من الحكومة، كما كان فصل الأعضاء البلديين الخمسة قد جاء أيضاً بإيعاز من الحكومة كما صرح أحد الأعضاء البلديين بمجلس المحرق البلدي، ولذلك نرى أن وزير شئون البلديات والزراعة جمعة الكعبي يعلن دعمه للمقترح النيابي دون تحفظ ويصفه بالمقترح «الجيد لما تتمتع به العاصمة كمركز مالي وتجاري بأمسّ الحاجة إلى مجلس خبراء متنوع، وأن طبيعة العاصمة تختلف عن بقية المحافظات».

لا أحد ينكر خصوصية محافظة العاصمة عن باقي المحافظات ولكن ذلك لا يبرر إلغاء المجلس البلدي؛ ما ينتهك نصاً دستورياً ويلغي حق المواطنين في محافظة العاصمة من اختيار ممثليهم البلديين؛ فإذا ما أريدَ التطوير في العمل فإن ذلك يمكن من خلال إعطاء المحافظ المزيد من الصلاحيات والواجبات، كما يمكن للمحافَظة والتي هي جزء أساسي من المؤسسات الرسمية أن تلعب دوراً أكبر وأهم من مجرد القيام بنشاطات وفعاليات اجتماعية وترفيهية صرفة.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3993 - الإثنين 12 أغسطس 2013م الموافق 05 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 10:30 ص

      بذمتك

      اصلا وجوده وعدمه نفس الشي .. بل أن عدمه افضل من وجوده .. فماذا انجزت المجالس البلديه غير استنزاف الميزانيات علي الفاضي

    • زائر 13 | 4:48 ص

      إيران هي السبب

      إيران هي السبب
      إيران هي السبب
      إيران هي السبب

    • زائر 12 | 3:34 ص

      ديمقراطيه بدون نقابات أو إسلام بدون جوارح مشكله

      ديمقراطيه متداخله وتعينات وعقد إتفاقيات وأعمال ومشتركة وهياكل تطلع وأخرى تختفي من وزارت وللجان منها تقصي حقائق ومنها ما إقصاء بس تتجسس وتخبر .. مع أن الله يقول لا تجسسوا من الحدود أو القواعد لأن هذا الفعل كأنه إعتداء على شخص أو قاعد تسترق النظر والسمع وتشوه سمعته وتخرب من صورته عند بعض الناس .

    • زائر 11 | 3:25 ص

      أهداف ما دشت مرمى ولا مسكها الحارس – يعني بدون أقوال!

      بينما قالوا سياسه مو سياسة أحزاب وجماعات بس يكون مجتمع واحد وكل بعمله أو حسب علمه رغم وجود الفروقات الفرديه من العطاء. لكن مو واحد يأخذ ماله ومال غيره وبحجة أنه جاء أول أو وصل قبل ويمكن سلب أو نهب من يد غيره بس الناس اليوم ما تدري ما أين لك هذا؟ واحد يقول هذا من فضل ربي.. بس جحا قال يعني من الناس عندهم رب ...أين السياسه وأين السلم الأهلي؟ وأين العيش المشترك الآمن؟ وأين الثروه المشتركة؟ وأين بيت المال مال المسلمين؟ اليست البحرين مسلمه ودينها اسلام

    • زائر 10 | 2:43 ص

      ارجاع البلد الى ايام قانون امن الدولة

    • زائر 9 | 2:32 ص

      هكذا يريدون حلحلة الوضع وهل سيكون ذلك حلا؟

      انهم يريدون الحلول عن طريق سلب الشعب كل مكتسباته وهذا بحد ذاته يكرّس القناعة للجميع بمواصلة النضال الوطني فالتعدي على كل حق مكتسب يخلق
      قناعة لدى كل فئات المجتمع بثقافة النضال والحراك من اجل ان لا يسرق ما حصل
      عليه الشعب بالدماء.
      هذه المحاولات ستجر اطرافا كثيرة من الشعب الى الانخراط في قافلة ..
      وهذا يؤسس لتعقيد الوضع اكثر واكثر واكثر

    • زائر 8 | 2:21 ص

      الحمدلله

      والاستبدال يكون باشخاص موالين للسلطه وعاشت دولة الموءسسات والقانون.

    • زائر 7 | 12:31 ص

      فارس الغربية

      أنسيت أخي الكريم هذه النقطة "إستبدال شعب بشعب آخر"؟؟

    • زائر 6 | 12:17 ص

      وتستمر الإنجازات، في المشروع الإ ....!!

      1- حل جمعية الممرضين البحرينية
      2- حل جمعية المعلمين البحرينية
      3- حل مجلس إدارة جمعية الأطباء البحرينية وتزوير انتخاباتها
      4- حوربت جمعية المحامين البحرينية وتم حل مجلس إدارتها وتعيين مجلس إدارة آخر.
      5- فصل خمسة أعضاء بلديين منتخبين،
      6- خلق بديل للاتحاد العام لعمال البحرين
      7- التوجه الآن نحو حل مجلس بلدي العاصمة
      8-
      9-
      10-

    • زائر 4 | 12:12 ص

      بارك الله فيك

      كل هذه الاموار يريدونا عدم كشف الفساد والتلاعب
      باملاك الشعب
      واللي يحطونهم طرطير بس مسمى وظيفي يشغل

    • زائر 3 | 11:32 م

      ًجهة نظر

      وجهة نظرك ! لكن هناك وجهة نظر أخرى تعتبر من تسميهم بخونه

اقرأ ايضاً