العدد 3993 - الإثنين 12 أغسطس 2013م الموافق 05 شوال 1434هـ

وعادت الوشاية

مريم أبو إدريس comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تبدو الوشاية إحدى هوايات البعض العلنية، ورغم كونها صفة ذميمة إلا أن البعض أصبح يتفاخر لكونه واشياً وخاصة مع التغير الذي أحدثته التطورات لتصبح الوشاية إحدى علامات المواطنة لدى شريحة من الشعب.

لقد أعادت دعوة وزير الدولة لشئون الاتصالات بشأن الابلاغ عن المواقع والحسابات لبعض هواة الوشاية بريق متعة ممارستها وخاصة لأولئك الذين يتحينون الفرص للانتقام وتصفية حساباتهم مع الآخرين.

منذ أيام نشطت بعض الحسابات عبر موقع التواصل الاجتماعي الشهير «تويتر»، وارتفعت نبرة التهديد والوعيد، وأعيد نشر بعض صور المواطنين الذي شاركوا في مسيرات فبراير/ شباط 2011 لتُرسم حول وجوههم الدوائر من جديد مع تعليق يتوعد اصحاب الصور بالويل والثبور.

إعادة إحياء فترة الوشاية لن يصب عاجلاً أو آجلاً في مصلحة أحد، وخيار العقل يجب أن يتقدم على جميع الخيارات الاخرى التي مازالت تسيطر على المشهد المحلي، لقد اختبر البحرينيون وقع الوشاية في 2011 ورغم فصل كل من تم التعرف عليهم من خلال دوائر الانتقام التي رُسمت على وجوههم ونُشرت عبر مواقع التواصل وشاشة التلفاز الا ان غالبية أولئك عادوا للعمل بعد فترة وجيزة وبضغوطات خارجية وداخلية شتى، انتهت تلك الفترة لكن من مارَس الوشاية خلق بينه وبين ضحاياه حاجزاً لا يمكن تخطيه لسنوات طويلة قادمة، وما أكثر الواشين في ذلك الوقت.

خلاصة القول ان كل افرازات الفترة الأمنية وما يعقبها من ضرر آيلٌ إلى انتهاء طال أمد ذلك أم قصر، ما سيبقى قائماً هو الشرخ الذي سيطال العلاقات التي تجمع بين مكونات الشعب البحريني والتي لا يمكن اعادة بنائها بدعوة رسمية كما هو الحال بهدمها.

لا يمكن أثناء حديثنا عن ذلك تقديم الامر من منظور المنطق، فما وقع ويقع وسيقع يخلو من المنطق والعقل، وما الدعوة لتكوين ميليشيات شعبية تواجه مكونا شعبيا آخر الا خلو من المنطق الذي غاب عن مشهد الحدث السياسي والشعبي منذ قرابة الثلاثة أعوام.

الحل لن يكون عبر كل تلك التوصيات والدعوات التي تصب في خانة التأزيم، بل عبر الاستماع للصوت المختلف وإن بدا غاضباً ومقيتاً بالنسبة لاصحاب القرار غير أن ذلك هو اول الطريق للحل، قدر البحرينيين أن يعيشوا معاً، رضوا بذلك أم رفضوه، لا طاقة لاحد على طرد الاخر أو اخراجه من ارضه، وعلى الجميع تغليب لغة العقل واخلاص النية للتوصل لحل يرضي الجميع ويكون بمصلحة الجميع، لا الوشاية ستحقق أمناً، ولا المليشيات ستمنع الآخرين عن المطالبة بحقوقهم، وعلى العدل أن يتمثل أساساً للحكم بين الناس، في التساوي أمام القانون، في الاحتكام للعدالة عند الخصومة، أن يكون للجميع ذات الصوت ولتختفي صور المحاباة والتفاوت، ولنعيد أبطال الانتهازية ومهرجي الضغينة ومن يعيش على عذابات الاخرين إلى جحره.

إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"

العدد 3993 - الإثنين 12 أغسطس 2013م الموافق 05 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 3:25 ص

      ملذا جنو

      اريد ان اعرف ماذا جنى الواشون هل نالو شيئا هل زادت رواتبهم ؟ هل حصلو على بيت اسكان ؟ هل تمة ترقيتهم لمناصب عليا ؟ ...ان هذا الشرخ الذي حصل كشرخ الزجاجة صعب ان يلتئم
      وكما قال ابو الحسن عليه السلام
      ان القلوب اذا تنافر ودها شبه الزجاجة كسرها لايشعب

    • زائر 11 زائر 10 | 5:58 ص

      اي نعم، تسلقوا رقاب البشر

      هناك العديد من الوزارات والشركات الخاصة وتلك التي تمتلك الحكومة نسبة فيها ممن نشط فيها المتملقين والواشين لإبعاد أصحاب الكفاءات عن طريقهم لكي يتمكنوا من التسلق إلى مناصب أعلى فقط لأنها الطريقة الأسرع والاسهل بدل أن يطورون من أنفسهم لاستحقاق تلك المناصب عن جدارة.

    • زائر 15 زائر 10 | 2:07 ص

      حوبة

      أكثر الواشين الله ابتلاهم بالأمراض حتى أهلهم يعانون وياهم، والحين يتعالجون الله لا يشفيهم.

    • زائر 9 | 2:50 ص

      لا أبالي لا ابالي من دمائكم اقوت عيالي ولا ابالي

      هذا لسان حال البعض يقول لا ابالي وان كانت دماؤكم هي قوتي وقوق عيالي
      وان ادخلت النار في جوفي لا ابالي . نعم لقد مارس البعض الوشاية وهو يعلم او لا يعلم انه انما يقتات من دماء الابرياء ومن دماء الاخوة وكما قال الله عزّ وجلّ عن من
      يأكلون اموال اليتامى بالباطل(انما يأكلون في بطونهم نارا) كيف؟ هم يرتزقون اموالا ولكن حقيقة هذه الاموال والأكل حقيقتها نار في يوم القيامة ولو اضطلعوا على ذلك لهربوا خوفا من ذلك ولكن عميت الابصار والقلوب

    • زائر 8 | 2:45 ص

      وشايه أو تصرفات لا تليق بعبد أو بحر والحر تكفيه الإشاره

      ليس بسر أن اليوم الجواسيس أكثر خوفا من غيرهم. وهذا لسبب بديهية أن الجاسوس حسب القانون يسترق السمع – يعني مو حرامي لكن سرق وبلغ بالوشاية وقال زور وفي من صدقه وأخذ بكلامة أو وشايته. فالذب أو الجرم مركب. تجسس فيه خيانة والله لا يحب الغائنين كما لا يحب المعتدين . والاعتداء والعداوة والبغضاء منتشره بسبب الفتنه – أليست الفتنة أشد من القتل.. فما حكم قاضي تها على جواسيس مخبرين سريين وناشري الفتن. ليش ما يسجنوا أو يحبسوا لأنهم أذوا خلق الله؟ أوواليس أصل التشريع في دستور المملكة الدستوريه كلام الله؟

    • زائر 7 | 2:36 ص

      اسلوب عقيم وسخيف يجعل البعض يعتاش من دماء وآلام اخوته في الوطن

      ما أسوأ ان يكون قوت الشخص وقوت عياله من المال الحرام وخاصة اذا بلغ الى مسألة ان يكون القوت من دماء الاخوة في الوطن بحيث ان يحصل الشخص على
      مزيد من المزايا والمنافع فقط لأنه يشي بأخيه ويدخله السجن او يقطع رزقه او ربما يتسبب في فقدان حياته ومن اجل ماذا؟ حفنة من المال؟
      الكل سيعيش ولم يفتح الله فما الا وقسم له رزقا حلالا ولكن البعض يختار اللقمة المغموسة بالدم بدل من اللقمة الحلال التي قسمها الله له
      هؤلاء تعودوا ان يعيشوا على آلام غيرهم وهم في التصنيف يقعون في خانة
      المجتعات الساقطة

    • زائر 6 | 2:34 ص

      الوشايه والإشاعات وطرق ليست للتسليه لكنها للإلهاء

      يقال من راقب الناس مات هماً لكن جحا يقول المخبرين والجواسيس ليش الهم ما جاهم أو ملك الموت ما بوصلهم يعني من الأسرار في الحروب أن يشغلون الناس بأي شيء ليس للتسليه ولكن في طبخات مو في المطابخ لكن هكذا التعاسه أو السياسة الإلهائيه أو الاغوائيه أو إشغال الناس مخصوص لإشغالهم ببعضهم بعض أو كما يقولون keep them bussy ليش ؟ قال حتى لا يلتفتوا لما أخفي عنهم أو ويش في الخفاء يسترونه عنهم..هذا جحا جن إيدور علي حكيم في زمن أغبر وكيف ضاعت البقره عند ما إتكل فلان على علان وحش وعكره في بعضهم بعض على ويش؟

    • زائر 5 | 1:54 ص

      فارس الغربية

      سمعت أحدهم يقول بأن عدد ممن قام بالوشاية على المواطنين البحرينيين "انهم كانوا في سكرة" و انهم لم يصدقوا انهم يفعلون هذا بزملاء العمل.. الله يهديهم.

    • زائر 4 | 1:50 ص

      الله ينتقم

      مازلت حائرا من فعل زميلتي في العمل التي وشت بي وتسببت في فصلي لأني اختلفت معها في وجهة النظر، كنا زملاء في نفس القسم لعدة سنوات لم أسيء لها في يوم من الأيام، بل قدمت لها ولغيرها من موظفي القسم عدة خدمات بدون أي مقابل، وإذا بي أحصل على جزاء سنمّار.

    • زائر 2 | 12:20 ص

      قد اسمعت لو ناديت حيا

      البعض وشى ظنا منه انه سيشفي غليله و اذا بغليله يزداد يوما بعد يوم و الخر وشى ظنا منه انه سيحصل على امتيازات و ان من وشى بهم سينتهون من التاريخ و تفاجأ بعودة من وشى بهم الى اعمالهم و انه استخدم كأداة لتلبية امنيات غيره و لما انتهى دور الاداة ركنت على رف لحين الحاجة اليها و ها هي تعود الحاجة من جديد فهل يعون الدرس؟

    • زائر 3 زائر 2 | 1:18 ص

      لا يعون الدرس

      هؤلاء ختم الله على قلوبهم انهم يحملون لنا كل حقد انهم كالافعى تحمل السم بداخلها الله ينتقم لنا منهم عاجل وليس آجل يا منتقم انتقم لنا ممن ظلمنا وآذانا

اقرأ ايضاً