العدد 3996 - الخميس 15 أغسطس 2013م الموافق 08 شوال 1434هـ

حياة معقّدة!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

حياة تبدأ بدون تعقيد، ومن ثمّ تبدأ التعقيدات مع أوّل قرار خاطئ في حياتك، كنتَ في شبابك مفتول العضلات قوي البنية، ومستعدّاً لمواجهة الحياة والقرارات الصعبة، ولكن يوماً بيوم وشيئاً فشيئاً تبدأ في التخبّط ولا تستطيع الرجوع الى تلك النقطة الجميلة في حياتك!

قد تقرّر يوماً الزواج، لكنّك بعد الزواج تكتشف أنّ هذه الخطوة خطأ، ولا تستطيع التراجع عنها، وقد ترجع من سفر دام سنين طوالاً، وما أن تحط القدم في موطنك حتى تعلم بأنّ الحياة ستتعقّد كثيراً! وقد تتوجّه الى البنك وتملأ أوراق القرض، وعندما تخرج تجد شيئاً مَّا في قلبك يتساءل لماذا أقدمت على هذه الخطوة؟!

ماذا تعمل يا من تصنع قرارات خطأ في حياتك؟! هل يجب أن ترجع إلى الوراء، أم أنّ من المستحيل الرجوع؟! هل تتحسّر على هذا القرار، أم تفضي نفسك إلى الأحزان والآهات؟! هل تقول ما فات مات وسأعدّل الحال، أم أنّك تستسلم الى تردّي الحال؟!

وجدنا البعض يُصاب بحالات انهيار، والبعض الآخر يُصاب بحالات اكتئاب، وبعضهم يستسلم وبعضهم يبكي وبعضهم (يُهستر)، أمّا بعضهم فيتوكّل على الله لأنه حسبه، ويبدأ من الصفر مرّة أخرى.

لكن ماذا لو كانت الصحّة لا تساعد بالمستوى المطلوب، وماذا لو كانت هي العائق من أجل العمل؟! هذه كانت إحدى القضايا التي مرّت علينا، قصّة ذلك الشاب الذي تعرّض لأزمة قلبية وهو في مقتبل العمر، وأصبح قلبه لا يساعده على العمل، وغرق الشاب في الديون، ماذا يصنع والى أين يتّجه؟! فهو يشعر بأنّه عبء على المجتمع بدل أن يكون مواطناً حراً مستقلاً، يبني بيتاً كسائر النَّاس، وتكون لديه عائلته من حوله!

قصّة هذا الشاب وغيره من الشباب، وقصّة ذلك الرجل وغيره من الرجال، وقصّة هذه المرأة وغيرها من النساء، وسواء كان القضاء متحكّماً في قدرهم أم أتت الأحوال سيئة بسبب قراراتهم، فإنّ أوّل خطوات النجاح هي الأخذ بالأولويات وجمع المشكلات في مشكلة واحدة، والتركيز عليها من أجل حلّها، وعدم التراجع عن هذا، ففي عدم حلِّها تراكم ومن ثمّ غرق لا تستطيع النجاة منه.

حياة معقّدة بكل ما في الكلمة من معنى، ندرس فنعمل ونتزوج وننجب ونبني بيتاً، وقد نخسر من أوّل خطوة بسبب قرارات نتّخذها وتؤثّر في حياتنا، ناهيك عن الحياة الأخرى من مطالبات وحقوق وسياسة، فانتبهوا عندما تتّخذون قراراً في حياتكم. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3996 - الخميس 15 أغسطس 2013م الموافق 08 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 4:16 م

      الله يحفظه لك وتراه سعيدا في الدنيا

      الحمد الله اولا على نعمته ونشكره على جميع فضائله هو العالم بكل شئ وقادر على كل شئ ياأخي في الاسلام ادعو الله العلي القدير ان يمن على ابنك بالصحتي والعافية وتراه سعيدا في الدنيا

    • زائر 15 | 4:10 م

      احسنتي اختي فمقاليج في قمة الروعة

      مقال في قمة الروعة بالفعل كلمات تحتاج الى التاني في الحياة فاحيانا كثرة الديوان وتراكمها تجعل الانسان مصاب بالهستريه فالانسان الناجح هو الذي يستطيع ان يحل مشاكلة بحكمة وان ينظر الى الحياة بانها دار فناء

    • زائر 14 | 12:18 م

      قبل أيام فقط

      تقدمنا لطلب يد كريمة إحدى العائلات البحرينية ا لإبني. تقدمنا و أنا غير مقتنع بما سمعته من ولدي عن المهر و توابعه، و لكن رغبة إبني وأخلاق البنت العالية دفعاني لطلب يد البنت على الرغم من عدم قناعتي من طلبات أهلها حيث المهر المبالغ فيه و مصرف تجهيز العروس والمبالغ فيه ايضاَ، و كذلك المصاريف الكبيرة التي أثقلوا بها كاهل إبني وهو موظف بسيط من أسرة غير ميسورة، بالإضافة للمهر و المبلغ الإضافية طلبوا حفلتين بدل حفلة و وليمة للنساء و أخرى للرجال!!!
      ماذا جرى للمسلمين؟ أين تعاليم الإسلام و النبي(ص)

    • زائر 10 | 3:06 ص

      صلوا على البدر التمام وشوفو أو قولو عيد سعيد أو مبارك

      يقال وليس من العقد أو المعقود فيه شيء أن من الأعياد يوم الجمعه. كان الناس يجتمعون لرؤيه النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. أو يمكن كانوا يجتمعون على كلمة سواء بينهم وبين بعض – كلمة الحق أو لأن إسبوعيا كانوا يلتقون للصلاة على محمد وآل محمد؟ ليش الجمعه عيد جحا يتسائل؟ وجمعه مباركه من باركها بركة من السماء أو جماعه إختلفوا وإتفقوا على أحاديث ونسوا ما أمر الله وما نهى عنه.. يعني صار أمرهم شورى في أيادي البعض وفتاوي وبلاوي متتاليه ومتتابعه؟ تبارك الذي بيده الملك .. من بارك الجمعه للمسلمين عيد

    • زائر 9 | 3:04 ص

      من البساطة والسداجه الى العقد بين المرآه والمنظره

      يقولون واحد معقد معقد غيره وآخر غير معقد أو متعقد من نفسه ولا من غيره – عايش في حال سبيله يعني. هنا أشباه الرجال وأشباه النساء ليسوا سواء. فالمرأة مثلا نظر لنفسها في المرآه وتطالع إمرأة أخرى غيرها بينما تناظر الرجل لكونها نظيرة له بينما المرأة تحسبها ند لها وليست ضدها في الواقع. تنظر لها من منظور الأنثى للأنثى بينما تنظر للذكر من منظور آخر فتطالع وتبواع وقد تحسدها و..و.. وقد تأخذها الحسره ليش متزوجه من فلان مو من علان.. ويش حسد أوغيره من العقد؟

    • زائر 8 | 2:29 ص

      عجيب المقاااال جدا

      سلمت يداك يا بنت الشروقي مقال رائع فعلا اتخاذ القرار امر صعب لان سوف يترتب عليه امور كثيرة

    • زائر 7 | 2:26 ص

      كم انت جميلة با مريم

      مواضيع تستحق القراءة واخذ الدروس منها والعبر ، شكرا لك يا مريم

    • زائر 6 | 2:08 ص

      مقال جميل

      شكرا أستاذة زينب على هذا المقال الجميل والمميز . لأنه يلامس جوانب مهمة في عقل وقلب الانسان .

    • زائر 5 | 1:43 ص

      من أسس النظام على الكرة الأرضية؟

      جميع القوانين التى تنظم حياة البشر على كل الكرة الأرضية، هى قوانين فرعونية أساسا و لم تتغير كثيرا منذ الأزل. هذه القوانين بمجملها لصالح الحاكم و تخدم مصالحه المؤقته. كل الأصول الإقتصادية و الاجتماعية التى تسير عليها هذه الكرة فاقدة للعدالة و لا تشيع السعادة. البشر جيلا بعد جيل يتبعون نفس الأصول كالقطيع و ليس هناك شخصا واحدا يقف و يسأل لماذا نسير بهذه الصورة؟

    • زائر 4 | 1:05 ص

      الحياه

      الحياه ليست معقده لكن الناس معقدين لماذا لا ناخذ المشاكل برحابة صدر لماذا نعيش الحياه وكانها فريسه نلتهم كل شي فيها الديره اصبحت طبقات وزيجات لايمكن التعايش مع هذا وذاك حتى نسينا صلة الرحم اصبحت الحياة بلا طعم نتمنى الجيل القادم يعوض ما فقدناه

    • زائر 3 | 12:24 ص

      اه دقتي على جرحي يا اختي العزيزة مريم

      انا شاب كثر قروضي تزوجتو بصعوبه وفتحتو بيت و رزقني الله في طفل الحمد لله مريض التوحد ذهبتو الى الكويت وثمه مصر وثمه الى الاردن لا ارى طفلي يتحسن ولو قليل اصابنا الانهيار لقلت المال و الراتب لعباد في البلاد وكان الامل نحصل زيادة في الرواتب تبخر طرحتو امري الى كل الصحف وناشدتو لم ارى رد ولا صوت مثل انسان يعيش لوحدة في العالم لنا الله وحدة الله يساعد كل اب وام لهم طفل مريض التوحد الذي بدأ الانتشار بكثرة في العالم التعامل مع الطفل التوحدي مثل التعامل مع خمس5 اطفال طبيعين و قال احد مثل التعامل مع فيل

    • زائر 2 | 11:51 م

      @

      سببه اختي الفاضله غياب العدل والانصاف سببه عدم المساواة سببه الظلم والاجحاف فجعل انسان هذا الوطن طولة هذه القررون يتخبط .. في اتخاذ القرارات .. لا يعرف من اين يبدأ ومن اين ينتهي .. نتمنى اليوم الذي تشرق فيه شمس الحرية على الجميع ..

    • زائر 1 | 9:54 م

      في الصميم

      فعلا تغيب عن ذهن معظم الانسان امور عند اتخاذ القرارات، و ربما يكون حافزا للتفكر و اخذ العبرة فيتعلم من اخطائه أو يستسلم للأمر الواقع. و نصيحتي أن يتوكل على الله في أموره فمن يتوكل على الله فهو حسبه. جمعة مباركة و الله يحفظ البحرين و أهلها من كل سوء.

اقرأ ايضاً