العدد 4001 - الثلثاء 20 أغسطس 2013م الموافق 13 شوال 1434هـ

أبناء وطني عرفوا إنسانياً بسجاياهم الراقية

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

منذ الأزل عُرف ابن البحرين بسجاياه الإنسانية الراقية، تجده بفطرته السليمة لا يقبل أن يرى إنساناً مظلوماً أو محروماً من أبسط حقوقه الإنسانية من دون أن يقف معه، فالجزء الأكبر من العالم الإنساني يشهد له أنه في جميع المواقف الإنسانية كان في المقدمة، ما يقال عنه حقيقة وليس فيه مبالغة، في المحافل الصحية العالمية أشيد بإنسانيته الراقية التي يجسدها في كل عام في 36 حملة تبرع بالدم، يقدم من خلالها دمه لإنقاذ حياة مئات المواطنين والمقيمين من دون أن يطلب ثمناً ولا شكراً ولا ثناءً من أحد، كل هدفه أن يرى البسمة ترتسم على وجوه الإنسانية جمعاء، السمعة الطيبة والثقافة الواسعة والوعي الكبير ودماثة أخلاقه كلها سمات تميز بها طوال تاريخه الإنساني وأصبحت راسخة في ذاكرة العالم، ولا غرابة إذا ما وجدنا قاموسه الإنساني خالياً من البغض والحقد والكراهية، فكله حب وود لبني الإنسان.

في السنوات البعيدة والقريبة وفي وقتنا الحاضر كان ومازال حاضناً بنفسيته الإنسانية لمختلف الجنسيات العربية والآسيوية والأوروبية من دون أن يمس واحداً منهم بأذى، ولا يقبل أن يمسهم أحد بأذى، فكان مسالماً وودواً مع الجميع، كل أمله أن يعم الأمن والخير على كل البش، من دون تمييز طائفي أو مذهبي أو عرقي، وتراه ينبذ العنف والإرهاب الذي يمارس ضد الإنسان والحيوان والنبات بكل مسمياته وأشكاله، ومواقفه الإنسانية التي لا تعد ولا تحصى تشهد له بأنه راقٍ في أخلاقه ووطنيته وإنسانيته، فلا أحد يستطيع نفيها أو إنكارها لكثرتها ووضوحها الجلي في كل موقع ومكان في هذا الوطن، ما من إنسان معوز يطلب العون والمساعدة المادية أو المعنوية، إلا ويهب له آلاف من أبناء الوطن من كل حدب وصوب لمساعدته ورفع العوز عنه، لا يقصدون من وراء عملهم الخير إلا الأجر والثواب من الله تعالى.

فلهذا تجده يرفض رفضاً قاطعاً كل ثقافة أو ايديولوجية تدعو إلى الحقد والكراهية بين بني البشر، ويعتبرها وسائل هدم للكيان الإنساني الذي خلقه الله ليعمر البلدان والنفوس الإنسانية بالعدل والمساواة والإنصاف، وباحترام حقوق الإنسان في الحياة والعمل والأمن والدراسة، ويجد أن بخس الحقوق والتمييز بين الناس الذي يمارس على أسس طائفية أو مذهبية أو عرقية جريمة كبرى في حق الإنسانية، ويجد أن الفساد بكل مسمياته الأخلاقية والمالية والإدارية آفة خطيرة تؤدي إلى إضعاف مرتكزات الوطن الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ويجد أن الإنسان رأس ماله في الدنيا عزته وكرامته، ويعتقد أن الإنسان الفاقد للكرامة يكون كلاً على وطنه، ويكون غير قادر أن يعطي لبلده العزة والكرامة في كل المجالات والميادين.

في ثقافته أن الوطن يكتسب كرامته وعزته من كرامة وعزة المواطن، فكلما كانت جرعات العزة والكرامة التي يعطيها الوطن للمواطن أكبر، يكون وأقصد الوطن في الأوساط العالمية وضعه الحقوقي والإنساني والسياسي والاقتصادي أفضل بكثير من غيره من الأوطان، هذه حقيقة إنسانية ثابتة لا تقبل النقاش والجدال، ولا يختلف عليها أحد من العقلاء، ويمكن لكل فرد أن يراها في نفسه، فإن اختار لنفسه أن يسير مع الحقيقة الإنسانية العادلة، سيجد نفسه إيجابياً في أقواله وأفعاله ومواقفه الإنسانية وممارساته الحياتية، وإن اختار لنفسه أن يسير في الاتجاه المعاكس لها سيجد نفسه سلبياً في ممارساته مع الآخرين، وسيحاول دائماً الخربشة على الصورة الحقيقية حتى لا تظهر حقيقته السلبية.

التقييم الذاتي الحقيقي يجعل الإنسان يتجه إلى الطريق الإنساني الصحيح الذي يبني الأوطان على أسس أخلاقية قوية، التي لا تتأثر سلبياً في جميع الأحوال والظروف، وسيتوقف عن تعميم الخلافات في وجهات النظر السياسية على كل مناحي الحياة الاقتصادية والإنسانية والاجتماعية والوطنية، ويعمل على حصر الخلاف في زاويته السياسية، وعدم الذهاب به بعيداً عن حقيقته ونعته بالخلاف المذهبي أو الطائفي، فالإنسان الواعي الباحث عن الحقيقة، لا يقبل لنفسه إذا ما بانت له الحقائق بكل وضوح أن يخالف عقله ووعيه، من يطلب الحق يجده في كل زاوية ومكان، ومن يعادي الحقيقة يراها مزعجة وغير مريحة إليه، فإذا قدم أي إنسان مصالحه الشخصية على المبادئ الإنسانية والوطنية، ستكون الحاجز السميك الذي يمنعه من الاقتراب إلى الحقيقة والاعتراف بها، بهذا الاختلال الخطير في ميزان النفس الإنسانية تنقلب الصور الحقيقية، وتصبح كل حقيقة سراباً وكل سراب حقيقة والعياذ بالله، نسأل المولى جلت عظمته أن يقينا من انقلاب الصورة ويجعلنا نراها دائماً على حقيقتها لكي لا تلتبس علينا الحقائق الجلية.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 4001 - الثلثاء 20 أغسطس 2013م الموافق 13 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:13 ص

      نحن اصحاب تاريخ مجيد ولكن البعض يحاول سلب كل شيء من هذا الشعب

      سلبوا الجنسية ووزعوها يمينا وشمالا والآن يحاولون سلب صفات هذا الشعب المؤمن المسالم والصاق تهم الارهاب والعنف التي هي بعيدة كل البعد عن هذا الشعب والله لو ان ما يحصل لنا كشعب بحراني حصل لغيرنا من الشعوب لرأوا كيف ردات الفعل ولكن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل ولا بد ان يأتي يوم يندمون على
      لعبهم بهذه النعمة وهي نعمة الشعب الطيب الذي يريدون الصاق تهمة الارهاب فيه

اقرأ ايضاً