العدد 4007 - الإثنين 26 أغسطس 2013م الموافق 19 شوال 1434هـ

اتصالات غربية مكثفة لبحث التدخل عسكرياً في سورية... والأسد يحذّر

خبراء الأسلحة الكيماوية في مستشفى حيث يعالج الجرحى في ضاحية دمشق - REUTERS
خبراء الأسلحة الكيماوية في مستشفى حيث يعالج الجرحى في ضاحية دمشق - REUTERS

كثفت عدة دول على رأسها أميركا وبريطانيا وفرنسا اتصالاتها لبحث التدخل عسكرياً في سورية للرد على الهجوم المفترض بأسلحة كيماوية، في ما حذرت موسكو من أن التدخل بدون موافقة الأمم المتحدة سيشكل «انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي».

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في تصريح صحافي: «إن أسلحة كيماوية استُخدمت في سورية، وهذا الأمر أكيد».

واستهجن الرئيس السوري بشار الأسد الاتهامات الغربية الموجهة إلى نظامه بشن هجوم بالأسلحة الكيماوية معتبراً أنها «تخالف العقل والمنطق» محذراً الولايات المتحدة الأميركية من أي تدخل عسكري في سورية. وقال إن الولايات المتحدة «ستصطدم بما اصطدمت به بكل حروبها من فيتنام حتى الآن، بالفشل».

يأتي ذلك في ما تفقد مفتشو الأمم المتحدة منطقة قرب دمشق للتحقيق في احتمال تعرضها للقصف بأسلحة كيماوية.


اتصالات غربية مكثفة للبحث في التدخل... وبريطانيا: التحرك ممكن دون «إجماع دولي»

«الأمم المتحدة» تحقق في موقع الهجوم الكيماوي... والأسد يحذر من أي تدخل عسكري

دمشق - أ ف ب

تفقد مفتشو الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيماوية أمس الإثنين (26 أغسطس/ آب 2013) منطقة قرب دمشق للتحقيق في احتمال تعرضها للقصف بأسلحة كيماوية الأسبوع الماضي، في حين تواصلت الاتصالات المكثفة بين الدول الغربية للبحث في تدخل محتمل يواجه بمعارضة روسية شديدة.

وأفاد ناشطون وكالة «فرانس برس» أن المفتشين تفقدوا موقع الهجوم المفترض رغم تعرضهم لإطلاق نار من قناصة، وقالت المعارضة إن القوات السورية هي التي أطلقت النار باتجاه المراقبين بهدف «تخويفهم».

وعاد المفتشون إلى دمشق بعد الظهر كما أفادت صحافية وكالة «فرانس برس».

ولم يصب أي من المفتشين بأذى، إلا أنهم اضطروا للعودة إلى حاجز للقوات النظامية واستبدال سيارة مصابة قبل متابعة طريقهم، بحسب الأمم المتحدة. واتهمت دمشق مقاتلي المعارضة بالوقوف خلف الاعتداء.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون إن المفتشين الدوليين تمكنوا أمس (الإثنين) من التحدث إلى ضحايا الهجوم المفترض بأسلحة كيماوية في سورية رغم تعرض قافلتهم لإطلاق نار قناصة. وصرح بان كي مون في بيان عبر الفيديو من سيئول أن الأمم المتحدة تقدمت بـ «شكوى قوية» إلى الحكومة السورية والمعارضين السوريين بشأن هجوم القناصة.

وأضاف أنه رغم «الظروف الخطيرة للغاية» التي واجهها المحققون إلا أنهم «زاروا مستشفيين وقابلوا شهود عيان وناجين وأطباء، كما جمعوا بعض العينات».

وطبقاً لمسئولين في الأمم المتحدة فإن المستشفيات التي زارها المفتشون هي في معضمية الشام قرب دمشق.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق إن محققي الأمم المتحدة «يعتزمون مواصلة عملهم الثلثاء» موضحاً أن الفريق «عاد إلى قاعدته لتقييم العناصر التي جمعها أمس الإثنين». ورفض كشف وجهة الخبراء اليوم (الثلثاء).

وفيما تدرس واشنطن ولندن وباريس الخيارات العسكرية للرد على الهجوم المفترض بأسلحة كيماوية، حذرت موسكو من أن التدخل بدون موافقة الأمم المتحدة سيشكل «انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي».

وذكر مكتب رئيس الحكومة البريطانية، ديفيد كاميرون أن الأخير تحادث هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الملف السوري فأكد الرئيس الروسي أنه «لا توجد أدلة على أن هجوماً بأسلحة كيماوية قد وقع، أو من هو المسئول عنه».

كما اعتبرت إيران الحديث عن عمل عسكري «خطراً» فيما أعلن العراق معارضته استخدام أجوائه في أي عمل عسكري ضد سورية.

واستهجن الرئيس السوري الاتهامات الغربية الموجهة إلى نظامه بشن هجوم بالأسلحة الكيماوية معتبراً أنها «تخالف العقل والمنطق».

وقال في مقابلة أجرتها معه صحيفة «أزفستيا» الروسية أن هذه الاتهامات «تخالف العقل والمنطق، لذلك فإن هذه الاتهامات هي اتهامات مسيسة بالمطلق» موضحاً أنه «ليس هناك جهة في العالم فما بالك بدولة عظمى، تطلق اتهاماً ثم تقوم بجمع الأدلة عليه».

من جانب آخر، حذر الأسد الولايات المتحدة من أي تدخل عسكري في سورية. وقال إن الولايات المتحدة «ستصطدم بما اصطدمت به بكل حروبها من فيتنام حتى الآن، بالفشل».

ولفت إلى «الحصاد المر والنتائج السلبية لما جرى في ليبيا ومصر» مشيراً إلى أن الغربيين «يمكنهم بدء أي حرب لكن لا يمكن لهم أن يعرفوا إلى أين ستمتد أو كيف لها أن تنتهي».

وقد جرت مشاورات مكثفة على مستوى رفيع في الأيام الماضية بين العواصم الغربية لتحضير «رد جدي» فيما أكد الجيش الأميركي أنه يحضر خياراته.

وأكد مسئول أميركي كبير طلب عدم الكشف عن هويته الإثنين أن الولايات المتحدة تزداد اقتناعاً بأن النظام السوري يقف وراء هجوم بسلاح كيماوي مفترض الأسبوع الماضي قرب دمشق، مشيراً إلى أن واشنطن تفكر في احتمال القيام بعمل عسكري.

وقال المسئول الأميركي للصحافيين الذين يرافقون وزير الدفاع تشاك هاغل «توجد مؤشرات قوية تدل على استخدام أسلحة كيماوية» من قبل النظام السوري.

واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أنه «من الممكن» الرد على استخدام أسلحة كيماوية في سورية «بدون إجماع كامل في مجلس الأمن الدولي» لكنه رفض إطلاق «تكهنات» حول سبل التحرك التي يدرسها الغربيون.

كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس أن رداً غربياً «سيحسم في الأيام المقبلة» على استخدام أسلحة كيماوية في سورية في 21 أغسطس، مؤكداً أنه لم «يتم بعد اتخاذ» أي قرار.

وأكد وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي أمس أن بلاده ستوافق على «تحرك» محتمل للأسرة الدولية في سورية في حال ثبت استخدام الأسلحة الكيماوية في هذا البلد.

من جهته حذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف من أن التدخل العسكري في سورية من دون موافقة مجلس الأمن الدولي، كما تدعو إلى ذلك كل من لندن وباريس، سيكون «خطراً» وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي».

وقال لافروف في مؤتمر صحافي «أنا قلق إثر تصريحات صادرة من باريس ولندن تفيد بأن الحلف الأطلسي يمكن أن يتدخل لتدمير أسلحة كيماوية في سورية من دون موافقة مجلس الأمن».

وأبدت تركيا استعدادها للانضمام إلى ائتلاف دولي ضد سورية حتى في غياب إجماع في الأمم المتحدة، وفق ما أعلن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو.

في المقابل، رأت إيران أن الحديث عن احتمال تدخل عسكري في سورية «خطر».

كما أعربت الحكومة العراقية أمس (الإثنين) عن معارضتها لاستخدام أجوائها أو أراضيها لشن أي هجوم ضد سورية.

كما ناشدت السعودية المجتمع الدولي الاضطلاع بمسئولياته تجاه ما تشهده سورية من «مجازر مروعة يرتكبها النظام».

ورداً على التلويح الغربي بضربة عسكرية ضد دمشق، هددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد باستهداف مصالح أي طرف يشارك في «العدوان» على سورية.

وبدأ أمس (الإثنين) في الأردن اجتماع يضم رؤساء هيئات الأركان لجيوش عدة دول منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لبحث أمن المنطقة وتداعيات النزاع السوري.

ميدانياً، قطع مقاتلو المعارضة السورية طريق الإمداد الوحيدة للقوات النظامية إلى محافظة حلب في شمال البلاد، بسيطرتهم أمس على بلدة خناصر الاستراتيجية شرق حلب، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتبنت جبهة النصرة الإسلامية المتطرفة التي تقاتل النظام السوري اغتيال محافظ حماة مؤكدة أنها نفذت العملية انتقاماً للهجوم المفترض بأسلحة كيماوية.

العدد 4007 - الإثنين 26 أغسطس 2013م الموافق 19 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 11:29 ص

      مدمر الباطل

      الله مع الجش السوي باذنه سوف تحارب مع الجش قوة الله وجبروته اين انتم من قوة الخالق سبحانه جله وعلى

    • زائر 8 | 7:52 ص

      اللهم احفظ السيد حسن نصر الله من الارهابيين والحاقدين

      ولو لا السيد حسن لسحقتكم اسرائيل سحق ( اين عقولكم يا ... )

    • زائر 11 زائر 8 | 11:30 ص

      وطني للعظم

      الله يحمي سوريا وقائدها وجيشها من أعداء العروبة والاسلام

    • زائر 7 | 7:32 ص

      الله واكبر

      يارب نشوف بشار الاسد وحسن نصر الله بالمشنقة عما قريب بساحة العباسين بدمشق كما حصل لصدام حسين بالعراق

    • زائر 9 زائر 7 | 9:05 ص

      زائر 7

      هههههه انتة تحلم اقول صدام انشنق وفي الدرك الاسفل من جهنم بيكون

    • زائر 6 | 7:15 ص

      يا حب هذه الدول للتدخل

      ماصدقت تحصل حجة ( فرصتها ) اللهم احفظ سوريا من كل شر وعم الامن في بلاد المسلمين
      س ع

    • زائر 5 | 6:04 ص

      حسبنا الله ونعم الوكيل

      على اعداء الاسلام اللذين يحلون اراقة دماء المسلمين والابرياء والله يعين السوريين مساكين يلاقونها من وين ولا وين اسال الله الفرج لهم والله يكون لا عداء الاسلام بالمرصاد ويسلط عليهم سوط عذاب

    • زائر 3 | 2:26 ص

      للأسف الضربة قادمة.

      هذه الضربة ستكون القاضية بالنسبة للجيش السوري والمنشئات العسكرية والمصانع التي تنتج ألأدوية وغيرها وأمريكا لن تنتظر اذن من المجتمع الدولي للتدخل واما روسيا والصين سيكتفون بالتنديد بالرغم وقف الغاز ألأيراني لهم .

اقرأ ايضاً