العدد 4012 - السبت 31 أغسطس 2013م الموافق 24 شوال 1434هـ

المعامير... قرية «متلوثة» وأخرى «تراثية»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

المدخل إلى قرية المعامير ليس سهلاً، وأهالي القرية محاطون بـ 135 مصنعاً وورشة، ومصفاة النفط تحيط بهم، والمياه متلوثة على ما تبقى من ساحل لهم، وترى السمك الصغير الميت يملأ الساحل جنباً إلى جنب مع النفايات التي يرميها مياه البحر من بعيد كما أن المياه تحتبس ولا تتجدد ما يؤدي إلى تعفن المياه وانتشار روائح كريهة بين فترة وأخرى. باختصار، لا تجد حياة بحرية على ساحل المعامير، كما لا تستطيع أن تدخل أو تخرج من القرية بسهولة لأنها محاطة بالورش والمصانع من كل مكان.

القرية تعيش هذه الكارثة البيئية منذ فترة طويلة، وعدد المرضى بسبب التلوث يُعتبر - بحسب الناشطين البيئيين - الأعلى في البحرين، وقد تم تكليف إحدى الشركات الإيطالية المتخصصة بدراسة مدى جودة الهواء ونوعية الروائح والغازات المنتشرة، ونأمل أن يُنشر التقرير مع توصيات إلزامية لمعالجة مشكلة المعامير البيئية، علماً أن الأهالي فقدوا الأمل بسبب كثرة الوعود على مر السنين.

نعلم أن التلوث البيئي تسبب في وفيات وإصابات ودمر محيط القرية وحوّل ما تبقى من ساحلها إلى وضع مؤلم، ولكن أهالي المعامير أبوا أن يفقدوا قدرتهم على العيش، وأبوا أن يسمحوا لهذا الوضع الكارثي أن ينال منهم... فانعدام الثقة بالإجراءات الموعودة لحمايتهم تحوّل إلى ثقة عالية بأنفسهم؛ ولذا فإن القرية أصبحت منطقة لجذب الناشطين البيئيين، وأهلهم انطلقوا في مجالات إبداعية تفتقت مؤخراً في تصميم وإنشاء «قرية تراثية» صغيرة تضم منازل قديمة ودكاناً وخبازاً قديماً، ومكاناً لإعداد القهوة بالطرق التقليدية القديمة، ودكاكين تحوي نماذج للمواد الاستهلاكية التي كانت تُباع في أربعينات القرن الماضي، أو ربما قبل ذلك.

استخدم الفنانون والمَهَرة من أبناء القرية الأخشاب وسعف النخيل وشيّدوا «القرية التراثية» معتمدين في كل ذلك على إمكانياتهم المتواضعة مع تبرعات رمزية من الأهالي أنفسهم... كما أن القائمين على هذا المشروع الأهلي النوعي يُعِدُّون المكان بشكل مناسب لتصوير الأعمال الفنية وتمثيل أوبريت غنائي. ويوم أمس سعدتُ بزيارتي للقرية التراثية والالتقاء بمن فيها من فنانين ومتطوعين وهم يلبسون ثياب أجدادنا في الماضي ويقومون بواجب الضيافة المرتبطة بأخلاق أهل البحرين. فتَحيّة إكبار لأهل هذه القرية الصامدة أمام كل الصعاب، والصاعدة بهممها نحو كل ما هو جميل في هذه الحياة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4012 - السبت 31 أغسطس 2013م الموافق 24 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 12:13 م

      على أهل القرى استنساخ تجربة المعامير

      نتمنى من أهالي القرى أن يحذون حذو شباب المعامير ويقيموا قرى تراثية في مناطقهم ودوركم هو تشجيعم في مثل هذه المشاريع ، فرغم أن هناك قواسم مشتركة بين جميع القرى إلا أنه أيضاً لكل قرية خصوصياتها الذي يعكس أصالة أهلها المرتبط بتاريخ وتراث البحرين .

    • زائر 13 | 7:45 ص

      أين قانون حماية البئة من قانون حماية الانسان المستهلك للبيئة؟

      مسألة من المسائل أو مشكلة من المشاكل متي ما تشابهة وتشكلت وتشاكلت على الناس أن الكثير من الناس تجهل نفسها ولا تقدر بعضها أو غيرها ولا تحترم لا الإنسان ولا الحيوان ولا الطبيعة. يعني ظهور تلوث وقتل الناس أليس برهاناً على غياب العقل ؟ وأن القانون مغطى عليه وغير نافذ وإنما سلطات جائز تسميتها أو لا يجوز تسميتها بالسلطات والقانون مطبق – يعني مغطى ولا أحد يراه؟

    • زائر 11 | 7:04 ص

      التلوث

      نحن نموت ببطئ ، مصانع وغازات سامة، شركة مواشي و روائح كريهة، مسيلات دموع وغازاتها السامة، السيف وروائحه الكريهة

    • زائر 10 | 6:44 ص

      (معاميري) حللت أهلا وسهلا على المعامير الأميرة يادكتور

      لم يتسنى اللقاء بكم ولكن أهل الكرم والطيب والابداع قاموا بالواجب وأكثر ومعاميرنا مفتوحة لكم يادكتورنا العزيز ولغيركم وألف شكر للاخوان الذين استقبلوكم ورحم الله الامهات التي انجبتهم في تلك القرية الملوثة سمائها والنظيفة بقلوب أهاليها ودمتم ودامت الأقلام الحرة الصامدة.

    • زائر 8 | 4:23 ص

      اهلا وسهلا

      شكرا لك يا دكتور وتحية لك ونشكرك على تسليط الضوء على هذه القرية البحرينية التى تعيش وكما تعيش بقية مناطق وقرى البحرينية اهمال من قبل حكومة البحرين من جانب البنية التحتية وغيرها وبارك الله فيك يا عزيزنا ورحم الله والديك ورحمة الله على اب الشعب والقلب الحنون القائد الشيخ عبدالامير الجمري ونتذكر ايضا زيارة الشيخ المتكررة للقرية ..الله يرحمك يا شيخنا الجليل.

    • زائر 7 | 4:06 ص

      انا عاوز اضيف

      بالإضافه للتلوث وسببها المصانع المحيطه بهذه القريه الجميله بأهلها , فإنك في الليل عندما تمر عليها تشاهد الشرطه واقفين عند المدخل ويوزعون السموم على أهلها بإطلاق الغازات السامه الخانقه القاتله بإسم الأمن والأصلاح والديمخراطيه!!

    • زائر 6 | 1:50 ص

      شكرا لكم وشكرا للوسط

      تحية لكم ايها الشريف ابن الشريف المعامير لا تنسى من كان له الفضل في ايصال ملف التلوث للداخل والخارج شكرا لكم

    • زائر 5 | 1:47 ص

      تعمير أو تدمير معامير

      لا يخفى على أحد أن الكثير من حالات المرض التي تعاني منها سكان مناطق مثل المعامير. لذا سأل سائل من أعطى تراخيص أو منح إجازات بمرتبات تدمير بيئة وقتل الناس؟ قد تكون من الإجابات مجموعة من تجار الذهب الأسود ولا تهمهم لا البيئة ولا الإنسان. يعني وين قانون يحمي إنسان أو يحمي البيئة ما دام القانون نصوص .....اليس مسألة ما فيها نظر؟.

    • زائر 3 | 11:57 م

      مالها الا صاحب النقعه

      الكارثة البيئية التى تجثم على صدور المواطنين من الدرجة الثالثه ما لها الا صاحب النقعة فهو الرجل الذى يستطيع ان يحلها كما حصل لنقعة قلالى والرفاع

    • زائر 2 | 11:44 م

      اهلا بك يادكتور

      الف تحية لك يادكتور حللت اهلا وسهلا بين اهلك ومحبيك ولا يمكن ان يتسى المرء موقغك المشارفة فى تبيان ظلمة هذه القرية المنكونة فالاعجب فانت ابن ذلك الشريف الذى اعطى من عمره وبذل من وقته الثمين خدمة لاأبناء هذا الشعب وقضيته العادلة فجزك خيرا وتغمد الله شيخنا الغالى برحمته الواسعة .

    • زائر 1 | 9:54 م

      والمحاطة ايضا بالمدرعات

      لا يكاد يخلو مدخل القريبة من عناصر الداخلية ومصفحاتها وما يحملونه من ادوات الرعب والتلوث ليطلق على الاهالي يوميا

اقرأ ايضاً