العدد 4018 - الجمعة 06 سبتمبر 2013م الموافق 01 ذي القعدة 1434هـ

يسألونكم عن... «الفتنة»!

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

اي والله هي مصيبة... في العالم العربي والإسلامي، هناك «فتنة كبرى»، لكن، لا أحد يعلم من وراء تلك الفتنة! ومن يعلم يتظاهر بأنه لا يعلم، بل حتى رأس الفتنة يدّعي أنه ضد الفتنة! والأشد من ذلك، أن أقطاب أي فتنة وجمهورهم وعبيدهم وجلاوزتهم وشذاذ آفاقهم وعصاباتهم.. أيضاً، يحذّرون من الفتنة التي لعن الله من أيقظها!

إذاً، نحن أمام فتنٍ تملأ كل بقاع الوطن العربي والإسلامي، لكن، ويا للهول، لا أحد قادر، لا حكام ولا محكومين، على معرفة من أولئك الجن والعفاريت والسحرة الذي يحيكون الفتن في الأمة. والمضحك، بل المضحك جداً، أن الناس في كثير من الحالات يصفقون لمن حذّرهم من الفتنة وهم يعلمون أن من صفّقوا له هو قائد الفتنة.

معذرةً أيها الكرام، بحثت عن تحذير من الفتنة بين أوساط الصهاينة، طيلة العامين الماضيين على الأقل، أي مع سطوح صحوة المطالبة بالحقوق العربية، فلم أجد أن الصهاينة حذروا بعضهم من بعض لا من فتنة ولا من تخوين ولا من اتهامات ولا من قتل ولا من سجن ولا من تعذيب ولا من فصل ولا من لجان تقصي حقائق ولا من صدام عنصري وطائفي ولا من إعلام منحط سافل ولا من عبث بالقانون ولا يحزنون. كل تلك الأمور تركوها للفلسطينيين بالمناسبة، حتى وإن فعلها الصهاينة أنفسهم، فإنهم لا يحذرون منها ويتغاضون ويغطّون على بعضهم بعضاً.

بالمقابل، سأقدم للقارئ الكريم بضع نماذج من تصريحات عدد من علماء الدين والسياسيين في بلادنا العربية، من الشام لبغدان، وفي بطنها تكبر كلمة «فتنة»:

* ماذا لو رجعنا إلى خطبة ليوسف القرضاوي يوم الجمعة 14 أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2011 وتأملنا هذه العبارة التي نقلتها الأخبار الصحافية: انتقد رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين القرضاوى الرئيسين السورى بشار الأسد واليمني على عبد الله صالح وطلب منهما الرحيل، فيما حذّر من إشعال نار الفتنة فى مصر»... تأملوا جيّداً!

* حذر الشيخ محمد قبانى، مفتى لبنان، السنة والشيعة من «الانجرار إلى الفتنة نتيجة (التفجيرات المروعة والغادرة)»، قائلاً: «نوجه عناية أبنائنا المسلمين سنةً وشيعةً على السواء، ألا ينجروا إلى الفتنة المذهبية التى تعمل (إسرائيل) وأدواتها على إغراقهم وإغراق لبنان فى بحور دمائها».

* دعا الشيخ عبدالرحمن السديس، إمام الحرم المكي الشريف، إلى عدم الإصغاء لدعاة الفتنة وخفافيش الظلام ومثيري الشغب والفوضى ومروّجي الأفكار الضالة، وممن جعلوا أنفسهم أدوات في أيدي أعدائهم، لا سيما عبر شبكات البث المعلوماتي ووسائل التواصل الاجتماعي، وأن «هؤلاء اللئام قد تطايرت أحلامهم وملأ الحقد صدورهم، فصاروا أطيش من القدوح الأقرح وساءهم كل ما يفرح، فانعكس عليهم الحال وساءت بهم الأفعال، الأمر الذي قضّ مضاجعهم وبثّ الأراجيف الكاذبة والشائعات المغرضة».

* حذّر الأزهر الشريف الأمّة الإسلامية من تكفير الخصوم واتّهامهم في دينهم، ودعاها إلى الوفاق بين أبنائها، ووجّهت مشيخة الأزهر الشّريف في بيان وقّعه الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب تحذيراً شديد اللّهجة للأمّة الإسلامية من الوقوع في الفتنة والعنف وتكفير الخصوم واتّهامهم في دينهم. وأكّد البيان أنّ المعارضة السّلمية لوليّ الأمر الشّرعي «جائزة ومباحة شرعاً»، ولا علاقة لها «بالإيمان والكفر».

* حذّر مرشد الجمهورية آية الله السيد علي الخامنئي من وجود محاولات يقوم بها الأعداء لإيجاد الفرقة والبغضاء بين الشيعة والسنة.

* حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من فتنة «كارثية ماحقة حارقة» تطل برأسها على العراق، داعياً إلى الحوار ورفض كل ما يؤثر على الوحدة من ارتباطات وعلاقات وانتماءات، وأن انتماءنا هو الإسلام وهويتنا العراق الذي يجمعنا، وعلينا أن نحفظهما، وأن فكرة الطائفية البغيضة هو أخطر ما يهدّد وحدة هذه الأمة، وهى الآن تنتعش في هذه الأيام بعد أن تصوّرنا واعتقدنا أننا قضينا على هذه الفتنة.

* دعا الوزير اللبناني أحمد كرامي الطرابلسيين إلى وأد الفتنة، داعياً الدولة إلى القيام بواجباتها وتحمّل المسئولية، مشيداً بالجيش الذي يقوم بواجباته على أكمل وجه.

* دعا وزير شئون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات كافة الفصائل والحركات الفلسطينية الفاعلة إلى وأد الفتنه ونبذ الخلافات، والعمل على جمع الكلمة تحت راية السلطة لتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني بدحر الاحتلال، وقيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

متعبة... نعم، عملية رصد (مفردات الفتنة)، شاقة لأنها لا تنتهي! وهي في غالبها مجرد كلام، لكن بالتأكيد، فإن التحذير من «الفتنة» واجب. وما أردت الإشارة إليه هو: «ألم ننتهي بعد من مراحل التحذير من الفتن، طوال عقود من الزمن، إلى التصدّي للفتن ورؤوسها في أمتنا؟». والجميل، أن هناك رأياً يقول أن الحكومات في العالم العربي والإسلامي هي الحصن من الفتن! يا حبيبي، إذا كانت الحكومات العربية والإسلامية هي رأس الفتن، فلا داعي لجمبزة التحذيرات.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 4018 - الجمعة 06 سبتمبر 2013م الموافق 01 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 9:48 ص

      عبد مناف وعبد المطلب وعبدة المال

      قد يقول البعض أن من البديهيات هيهات منا الذلة لكن من العمومي والخصوصي والشمولي قد لا يشتمل على صواب وخطأ ي آن واحد. فالحر حر قالها الحسين عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين أضل الصلاة والسلام للحر بن يزيد الرياحي. لكن لما قال ذلك للحر؟ هل كان من بيت عبد منام أو كان من بيت عبد كرسي أوعبد للمال؟ فأين الحر وأين العبد؟

    • زائر 6 | 7:26 ص

      انه

      انه اسباب الفتنه بين المسلمين هى امريكا الشيطان الاكبر وحلافائها لاجل مصلحتها تعمل اى شى لتدمير المسلمين وهاده الى حصل لانه بعض الرؤساء طاوعوهم من شدى حلت الفتنه المشتكى الى الله والضحيه هم الشعوب الغلبانه

    • زائر 3 | 4:15 ص

      ابحث عن السبب

      السبب والله هي ايران ، قبل هذه الدولة لم نعش لم نرى اي شئ ، انظر وابحث تجد الملالي وراء كل ذلك

    • زائر 8 زائر 3 | 3:09 م

      عاجزون

      وهل حكومات الخليج جمعية معوقين... بدلا من التفكير في تطوير البلدان وشعوبها يرمون كل شيء على إيران... حقاً إفلاس وخنوع

    • زائر 1 | 11:02 م

      انا مراطن اريد كامل حقوق المواطنة

      مواطن اصيل باصالة النخلة في بلدي شاء القدر انا اكون شيعيا و انا بقدري في غاية الرضا ما اطالب به فقط ان لا يكون في وطني سلم للمواطنة وانا قابع اسفلة كما لا ارضى ان يوضع في درجاته الدنيا سنيا لاسباب اجتماعية هل هذا تأزيما

    • زائر 4 زائر 1 | 4:23 ص

      اترك عنك

      اترك عنك هذه اللغة ، شنو اصيل وشنهو مو اصيل ؟ من وين انت ، هذه اللغة البغيضة هي التي تسبب الفتنه وتدعو للتفرقة ،

اقرأ ايضاً