كشف الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، وحيد القاسم، عن مباحثات تقوم بها مع القطاع الخاص لاستغلال المباني الأفقية وتحويلها إلى مبان خضراء في وقت أصبحت فيه البحرين «غابة أسمنتية» مع اندثار الزراعة فيها واستغلال الأراضي لإقامة مبان بدلاً منها.
وتهدف المبادرة الوطنية إلى زيادة الإنتاج الزراعي، وتأمين نسبي للغذاء، وتشجيع الاستثمار في القطاع الزراعي، ودعم الاستراتيجيات والخطط الزراعية، وتغيير مفهوم المسئولية الاجتماعية لدى القطاع الخاص، واستخدام التقنيات الزراعية الحديثة، وتخضير المملكة، بالإضافة إلى توفير فرص عمل.
وأفاد القاسم، أنه تم تقديم مساندة إلى نحو 13 شركة لمساعدتها في المضي قدماً في الزراعة، بالإضافة إلى 3 معاهد تدريب زراعي، وإقامة حاضنات في المستشفيات؛ وخصوصاً أن الشركة تعمل بمساعدة قوية من بعض الشركات الكبيرة في القطاع الخاص.
كما تحدث عن مسعى لإعادة المياه المستخدمة في المساجد والمآتم القريبة من هذه الأماكن في البحرين، في خطوة تهدف إلى الاستفادة من المياه التي تهدر يومياً.
وأبلغ القاسم «الوسط» خلال لقاء «نحن الآن في نقاش مع القطاع الخاص بشأن الزراعة الأفقية بحيث يحتوي كل طابق على نوع معين من الزراعة لإنشاء بيوت خضراء يمكن أن تلبي احتياجات البحرين من الخضروات والزهور».
وأضاف «من الدراسة التي قمنا بها فإن المردود من القطاع الزراعي يعادل 35 إلى 40 في المئة من قيمة الاستثمارات. نحاول إقناع القطاع الخاص بالمردود الكبير للزراعة».
وقال القاسم إنه «تم تحقيق أهداف ورؤية المبادرة الزراعية الوطنية، ولكن الطموحات أكبر مما تحقق الآن. القصد هو توحيد الجهود وتوعية القطاع الزراعي لأن البحرين أصبحت غابة أسمنتية وكيف أن الزراعة اندثرت».
وأوضح «قمنا بعمل العديد من المشاريع الزراعية الصغيرة، من ضمنها روف غاردن roof garden التي قامت من لا شيء ويملكها شباب بحرينيون ونعمل لربطهم مع المقاولين الكبار حتى يجدوا لهم عملاً ولا تتعثر مشروعاتهم».
وبيّن «ساعدنا نحو 13 شركة بالإضافة إلى 3 معاهد تدريب التي انطلقت للتدريب الزراعي بمساعدة بنك الإبداع، وترغب جامعة البحرين الآن في زيادة المناهج الزراعية. كما نشرنا ذلك في المدارس الخاصة، ودخلنا المستشفيات، فقمنا بعمل حاضنة في مستشفى الطب النفسي ... لأن المريض عند دخوله الحاضنة الزراعية يعتبر علاجاً نفسياً».
وأضاف «ساعدنا 13 شركة للحصول على سجلات تجارية وتقديم استشارات لها. نحن لا ندعم مالياً وإنما تقديم استشارات، وأن القطاع الخاص يمثل العدد الأكبر في المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية للتنمية الزراعية».
وأوضح القاسم أن شركة نفط البحرين (بابكو)، وشركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، وشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك)، هم أعضاء في المجلس الاستشاري، بالإضافة إلى شركة عبدالله ناس ووزيري البلديات والإسكان، والمجلس الأعلى للمرأة، ونادي الحدائق وصندوق العمل (تمكين).
وترأس المجلس الاستشاري قرينة عاهل البلاد، صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بن إبراهيم. وقال القاسم إن المجلس هو الذي يضع الاستراتيجية للمبادرة، بحيث تكون الزراعة هي دخل واكتفاء ذاتي وأمن غذائي، وتساعد المؤسسات الصغيرة.
وأوضح أن من ضمن المهام إعادة استخدام المياه التي يتم تصريفها من الغسيل واستخدامه في الزراعة وسيتم تطبيق التجربة على جميع المساجد والمآتم بحيث يتم استخدام المياه في زراعة المنطقة المحيطة بهذه الأماكن.
وشرح أن من ضمن الخطوات المستقبلية «سنحاول الاعتماد على الذات لتوفير الغذاء في البحرين».
وأضاف «نريد الاكتفاء الذاتي في المواد الغذائية والثروة الحيوانية وزراعة الأسماك، وأن شركة كبيرة سيتم تأسيسها للأسماك، ونتوقع أن تبدأ عملها خلال شهور».
ورداً على سؤال أفاد القاسم بأن من ضمن التحديات هي «ندرة المياه والأراضي، والحرارة المرتفعة، وزيادة عدد السكان، ولكن عن طريق التقنيات الجديدة يمكننا التخلص منها»، وأعطى مثالاً على ذلك مشاريع الجزيرة الخاصة الواقعة بالقرب من قاعدة الشيخ عيسى الجوية في أقصى جنوب شرق المملكة. وأضاف «الآن بالتقنية الجديدة لا تحتاج إلى أراض شاسعة».
كما تحدث عن مسعى من قبل المبادرة الوطنية لإعادة المياه المستخدمة في المساجد والمآتم في ري الحدائق القريبة من هذه الأماكن.
ومن ضمن رؤية المبادرة الوطنية هي توحيد ودعم جهود الجهات المهنية والمعنية بالقطاع الزراعي من أجل الارتقاء به وتمكينه من تحقيق أهدافه الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
أما رسالته فهي العمل على الإسهام في تنمية القطاع الزراعي، وإدخال التقنية الحديثة، واقتراح التشريعات، وتأهيل الكوادر البشرية، وتوفير فرص عمل جديدة، ونشر التوعية.
والبحرين، مثلها مثل معظم دول الخليج العربية، تعتمد اعتماداً شبه كلي على الخارج في توفير الغذاء للسكان البالغ عددهم نحو 1,2 مليون نسمة، نصفهم من الأجانب.
العدد 4020 - الأحد 08 سبتمبر 2013م الموافق 03 ذي القعدة 1434هـ