العدد 4021 - الإثنين 09 سبتمبر 2013م الموافق 04 ذي القعدة 1434هـ

ماذا بعد سورية؟

مريم أبو إدريس comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تسير الأحداث بوتيرة متسارعة، العالم يمسك قلبه خشية ما سيحدث بعد تنفيذ الضربة العسكرية ضد سورية في ظل التحذيرات والتهديدات المتعاظمة من الدول الداعمة والمتحالفة مع سورية. حتّى اللحظة يهول البعض ما سيحدث، ويهوّن آخرون نتائج ذلك، متجاوزين عن وقوع الضربة العسكرية أم لا فإن تداعيات الحدث السوري على المنطقة يمتد لما هو أعمق من ذلك.

وهو أمرٌ ستواجهه دول العالم دون استثناء بعد انتهاء الأزمة السورية تحديداً، فالحديث هنا ليس عن التداعيات الأمنية بجميع جوانبها والاستعداد لكل الاحتمالات الطارئة التي قد تقع في حال التنفيذ، بل عن أولئك المقاتلين الذين سيعودون إلى بلدانهم حال انتهاء الوضع السوري وانتفاء الحاجة لوجودهم في صفوف الجيش الحر أو جبهة النصرة اللتين تقاتلان النظام في سورية بعد أن تضع الحرب أوزارها، ويصبح لزاماً عليهم العودة لاستئناف حياتهم في مرحلة ما بعد سورية، هذا في حال لم يقضوا نحبهم هناك خصوصاً مع توقعات بتوجيه ضربات للنظام السوري والتنظيمات الاسلامية المتطرفة المتدفقة لسورية على حدٍ سواء.

إنَّ خطورة الوضع تكمن في تكرار سيناريو مجاهدي الشيشان وأعضاء تنظيم القاعدة في أفغانستان الذين عادوا بعد انتهاء مهمتهم وصقل قدراتهم لإعدادهم كمقاتلين على الأرض بفنون قتالية عالية في أفغانستان بالأمس، وفي سورية اليوم تحت لواء جبهة النصرة، وهي امتداد لتنظيم القاعدة التي تعتبر الأشرس ممن يقاوم ضد النظام السوري الآن.

لقد فتح إعلان الجهاد في سورية من بعض شيوخ الدين الباب لتدفق الشباب من كل بقاع العالم للقتال في سورية، التي لا يمكن اعتبارها بالنسبة لهذه الجماعات أكثر من مصيدة يتم فيها القضاء عليهم دفعةً واحدة، مرةً بيد النظام نفسه وأخرى بضربات التحالف الدولي.

السؤال الذي يفرض نفسه، كيف تسمح الدولة بتدفق مواطنيها لمحاربة نظام دولة أخرى، أيحقُّ لنا ما لا يحق لغيرنا؟ ألا يُعتبر التغاضي عن توجّه المواطنين من نواب وشباب ورجال دين بصفة شخصية غير رسمية إلى سورية للقتال شخصياً أو جمع أموال تحت مسمى تجهيز غازي أو تسليم تلك الأموال للجهات المختلفة التي تقاتل هناك، تدخلاً سافراً في شئون دولة أخرى؟ ورغم دعوة وزير الداخلية في مايو/ أيار الماضي الشباب للابتعاد عن الدخول في الصراعات الإقليمية والدولية، والتأكيد على أن دعم حق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه، يكون في إطار جهود المجتمع الدولي والقرارات الدولية، محذراً من «الانسياق وراء الجماعات العنيفة والمتطرفة»، وقد جاء هذا التصريح عقب الإعلان عن مقتل الشاب البحريني عبدالرحمن الحمد (19 عاماً) في سورية، وقبل أيام أُعلن عن مقتل شاب آخر هو إبراهيم (22 عاماً) نجل الأمين العام لحركة العدالة محي الدين خان ما يترك الأسئلة ملحةً حول عدد الشباب البحرينيين المتواجدين حالياً للقتال في سورية، وما هي الإجراءات التي تقوم بها الدولة لمنع انزلاقهم في فخّ الموت المجاني هناك، وربما عودتهم بأفكار متطرفة وعنيفة قد يدفع المجتمع ثمنها بالغد.

في السياق ذاته، أبدى مسئولون في الدول الغربية قلقهم من خطر سفر مواطنيهم للقتال في سورية والعودة في يوم ما لشنّ هجمات على أراضي تلك الدول، معتبرين أنها مسألة أمن قومي. وكذلك عليه أن يكون الأمر لدينا، إذ تسير الأوضاع على وجهٍ غير مطمئن مع تزايد التطرّف الديني والتكفير والإقصاء الممارس من بعض الجهات والتنظيمات الإسلامية المتشدّدة، ناهيك عن ممارسة القتل باسم الله وفق الهوية وفي ظلّ محاكم الضمير المنصوبة علناً في الشوارع بين الشام والعراق تحديداً.

إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"

العدد 4021 - الإثنين 09 سبتمبر 2013م الموافق 04 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 6:20 ص

      دوختونا

      الحين بصير هجوم او لا دوختونا يا امريكا. اعتقد بان امريكا سوف تنكسر هيبتها وهي بين نارين

    • زائر 5 | 4:58 ص

      بلقيس

      ماذا بعد سورية؟
      أو
      من بعد سورية؟

    • زائر 4 | 3:46 ص

      طالما يوجد برميلي نفط في المنطقة سوف لن تهدأ

      هكذا حال الدول العربية تبقى عرضة للاطماع من الدول الكبرى تتلاعب بمصيرها
      خاصة اذا وجد حكام لا تهمهم الا كراسيهم وليذهب الوطن العربي كله للجحيم.
      العذر الديمقراطية وحقوق الشعوب ومن على قائمة الحرب على سوريا من اكثر الدول تعديا على حقوق الانسان

    • زائر 3 | 2:01 ص

      اي يا اختي صدقتي

      وكبر دليل امس الي عرضته قناة الجز من جنود ايرانيين بس حلال على ناس ايطبلون لهم وناس تكفيرين ورهابين وووووو الله المستعان

    • زائر 2 | 1:55 ص

      كلام سليم

      ان شراسة مقاتلي جبهة النصرة التابع لتنظيمة القاعدة الدولي الذي يتبنى تيار السلفية الجهادية ويرى ان العدل والعزة للامة الاسلامية لن يوم الا بالجهاد ومحاربة القوى الغربية والانظمة العربية المتحالفة معها فمن المتوقع ان تستدف رؤؤس الدول اللتي تنتمي اليها بعد العودة من سورية

    • زائر 1 | 1:46 ص

      بعد سوريا انتظروا

      ماذا بعد سوريا غير عودة المجاهدين الى بلدانهم ليبدأ الجهاد الاكبر كما حدث بعد افغانستان.

اقرأ ايضاً