التقت استشارية أمراض الغدد الصماء والسكر والدهون بالمركز الطبي الجامعي بالمدينة الملك عبد الله الطبية التابعة لجامعة الخليج العربي نسرين السيد في زيارتها الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية سفيرة مملكة البحرين في واشنطن هـدى نونو، لتطلعها على حقيقة الوضع الحالي لعلاج الأمراض والاضطرابات النادرة في مملكة البحرين، وسير العمل في عيادات المركز الطبي الجامعي التابع لمشروع مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية الذي تشرف على تنفيذه جامعة الخليج العربي.
وأكدت السيد خلال اللقاء الذي تم على هامش مشاركتها في المؤتمر الدولي السادس لمرض قصور الجار دريقية، نجاح عملية تشغيل عيادات مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية التي تتخذ من مركز الجوهرة للطب الجزيئي مقرا مؤقتا ليكون باكورة أولى أعمال مدينة الملك عبدالله بن عبد العزيز الطبية بمملكة البحرين، إذ استقطب المركز نخبة من الأطباء من مختلف الدول الخليجية والعربية ودولية.
وقالت نسرين السيد التي كانت متحدثة رئيسة في المؤتمر الدولي السادس لمرض قصور الجار دريقية الذي عقد أخيرا بمدينة روكفيل بولاية ميريلاند أن الاضطرابات النادرة تعرف علمياً بأنها الأمراض التي يصاب بها اقل من شخص واحد من كل ألف شخص، ولا يعرف سبب معظمها أو طرق علاجها، ويوجد في الوقت الراهن نحو 100 مليون شخص يعانون من الاضطرابات النادرة في دول العالم، إذ تقدر الدراسات أن مليونين ونصف المليون شخص يعانون من الاضطرابات النادرة من أصل 4000 مليون شخص يشكلون سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
كما أن هناك 700 مظهر من مظاهر الاضطراب الوراثي مسجلة في المجتمعات العربية، ويقدر المركز العربي للدراسات الجينية (CAGS) أن العالم العربي يصرف زهاء 30 مليار دولار أمريكي لعلاج مرضى الاضطرابات النادرة سنويا، وان معظم تلك الأمراض هي أمراض وراثية في الأساس، لذا فإن جامعة الخليج العربي ومن منطلق مسؤوليتها تجاه مجتمع الخليج العربي تسعى للتوعية بهذه الاضطرابات والسعي لخلق شبكة عالمية لعلاجها من أجل رفع مستوى الوعي لدى الرأي العام وصناع القرار، والباحثين، وإشراكهم في المساهمة في رفع المعاناة عن هذه الفئات.
إلى ذلك، أشارت السيد خلال مشاركتها في المؤتمر إلى أن الغدد الجار درقية هي أربعة غدد صغيره جدا تقع خلف الغدة الدرقية، إذ يعتبر مرض خمول الغدد الجار الدرقية من الأمراض النادرة جدا و يحدث عاده نتيجة الاستئصال غير مقصود أثناء أجراء عمليات استئصال الغدة الدرقية أو لأسباب نادرة لها علاقة بطبيعة عمل الغدد نفسها أو خلل في الجهاز المناعي الذي يودي بدوره إلى ارتفاع الأجسام المضادة للغدد الجار درقية.
وأوضحت نسرين التي تعتبر أحد أبرز الأطباء في هذا العلاج على مستوى منطقه الشرق الأوسط ان هذه الغدد تعتبر من الغدد الرئيسية للحفاظ على نسبه توازن الكالسيوم في الدم و صحة العظام، وقالت: "عند حدوث نقص في إفراز هرمون هذه الغدد، تتدنى مستويات الكالسيوم في الدم و ينتج عن ذلك الإصابة بتشنجات في الجسم و الأم حادة في العضلات و في الحالات الحادة تودي إلى نوبات الصرع. و يتمثل العلاج في أخذ عقاقير الكالسيوم و الفيتامين (د)، و ذلك لرفع مستوى الكالسيوم إلى المعدلات الطبيعية". مشيرة إلى انه تم في الآونة الأخيرة استعمال علاجا جديدا يتمثل في حقن هرمون الغدد الجار الدرقية عن طريق حقن المريض نفسه بالهرمون كما هو الحال مع حقن الأنسولين في مرضى السكر، و هناك جهات صحية قليله في العالم التي تعطي هذا العلاج و لكنه متوفر في مملكه البحرين في عيادة مدينه الملك عبد الله الطبية حيث يقوم الاستشاريين بالمركز بدراسة الحالة للنظر في إمكانية وصف هذا العلاج.
و قدمت السيد خبرتها وتجاربها في المؤتمر الذي انعقد مؤخراً في الولايات المتحدة والذي شارك فيه نخبه من الأطباء المتميزين في هذا المجال من الولايات المتحدة من الهيئة الوطنية الصحية الأمريكية NIH و Mayo clinic، إذ تطرق المؤتمر إلى أحدث تقنيات العلاج بالهرمون كتقنيه المضخة و الخلايا الجذعية و عمليات زراعه الغدد الجار درقية.
هذا، وبينت السيد إلى أن المركز الطبي الجامعي يحتوي على عيادات طبية في مجالات متخصصة يعمل بها نخبة متميزة من أعضاء هيئة التدريس من كلية الطب في جامعة الخليج العربي إذ يصل عدد الكادر التشغيلي إلى 1600 موظف بين أطباء واستشاريين وإداريين، إضافة إلى خبرات طبية خليجية ودولية، وتجهيزات طبية تقنية متقدمة لتقديم مستوى عال ونوعية متميزة من الخدمات الصحية، كما يحتوي المركز على 51 عيادة طبية في تخصصات مختلفة، ومختبرات طبية وأقسام أشعة مجهزة بأحدث التقنيات الطبية، بالإضافة إلى مركز جراحات اليوم الواحد، كما يحتوي على سعة لما يقارب 300 سرير بمواصفات ومقاييس عالمية، كما أنه يحتوي على عدد من مراكز الأبحاث التي تهتم بدراسة الأمراض الشائعة في دول مجلس التعاون الخليجي.
