العدد 4033 - السبت 21 سبتمبر 2013م الموافق 16 ذي القعدة 1434هـ

ملك المغرب ينهي زيارة لمالي بالتوقيع على إتفاقية لمواجهة التطرف الديني

أنهى الملك المغربي، محمد السادس، زيارة رسمية إلى مالي بالتوقيع على إتفاقية لتعزيز التعاون بين البلدين في مجال نشر التعاليم الفقهية والأخلاقية المتسامحة، وذلك في مسعى لمواجهة ظاهرة الغلو الديني والتكفير التي إنتشرت في مالي وكادت تعصف بوحدتها الجغرافية.

وقالت وكالة الأنباء المغربية الرسمية، إن هذه الإتفاقية التي وقعها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي، أحمد التوفيق، ووزير الإدارة الترابية واللامركزية المالي، موسى سينكو كوليبالي، بحضور الملك محمد السادس، والرئيس المالي المنتخب إبراهيم أبوبكر كيتا، تهتم أساسا بتعزيز التعاون في المجال الديني. وسيقوم المغرب بموجب هذه الإتفاقية بتدريس وتنشئة 500 إمام مالي على مدى عدة سنوات، وذلك في إطار مساهمة المغرب بمساعدة هذا البلد على تكوين رصيد من العلماء والأئمة الملتزمين بالإسلام السني المالكي وبقيم التسامح والإنفتاح على الآخر لمواجهة تهديدات التطرف الديني. وكان ملك المغرب إجتمع خلال زيارته لمالي مع عدد من العلماء والفقهاء، وشخصيات دينية وصوفية، رموز الطريقتين الصوفيتين التيجانية والقادرية، حيث أكد لهم عزم بلاده على إعادة ترميم المخطوطات والأضرحة التي سعت بعض المجموعات المتطرفة على تدميرها. يُشار إلى أن ملك المغرب شارك خلال تواجده في مالي في حفل تنصيب الرئيس المالي المنتخب إبراهيم أبوبكر كيتا،الذي حضره 26 رئيس دولة وحكومة منهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وقد ألقى العاهل المغربي كلمة أكد فيها أن الإسلام في المغرب وفي مالي واحد، ممارسة وتقاليد و هو إسلام متشبع بنفس القيم المبنية على الوسطية والإعتدال، بتعاليم التسامح والإنفتاح على الآخر. يذكر أن مالي تُعاني من بروز ظاهرة التطرف الديني التي إنتشرت بشكل لافت في شمال البلاد، بعد توافد آلاف المقاتلين من تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميط، الذي سعى إلى فصل شمال البلاد عن جنوبها. ويبدو أن تلك التطورات التي تسارعت في مالي منذ الإنقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس أمادو توماني توري في 22 مارس/آذار الماضي، وما تخللها من تدخل عسكري إفريقي وفرنسي حجم دور تنظيم القاعدة،دفعت دول المنطقة إلى دق ناقوس الخطر بالنظر إلى خطورة هذه الظاهرة التي باتت تُهدد دول الساحل والصحراء، ومعها المغرب الذي وجد نفسه معنيا أكثر من غيره بتداعياتها. ولا تُخفي الدول المجاورة لمالي خشيتها من إستمرار هذه الظاهرة في الإنتشار، لذلك كان هذا التحرك لمحاصرتها لاسيما وأن المغرب ومالي يتقاسمان نفس الرصيد الثقافي والروحي منذ قرون، وخاصة الإسلام السني المالكي الذي ينبذ التكفير والغلو في الدين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً