العدد 4039 - الجمعة 27 سبتمبر 2013م الموافق 22 ذي القعدة 1434هـ

النمطية مقابل الموضوعية في وصف أوضاعنا

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الدقة والموضوعية في وصف الأحداث تمثلان حالة من الوعي والرشد، وعكس ذلك، فإن السعي إلى فرض وجهة نظر مسبقة على مجريات الأحداث تنتج عنه تشويهات هيكلية في القصص الخبرية التي سرعان ما تنقلب رأساً على عقب على من يتبع هذا الأسلوب. ولقد رأينا مؤخراً كيف أن جهات دولية أصدرت تصحيحاً لأخبار صدرت من جهات رسمية بحرينية (كما حدث بالنسبة لخبرين من جنيف مؤخراً)، ونرى حالياً كيف انقلبت الأمور بعد خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2013.

أوباما قال في خطابه إن إدارته تؤكد المبادئ التي تتناغم مع المُثل والقيم «سواء كان ذلك يعني مناهضة استخدام العنف كوسيلة لقمع المعارضة، أو مؤازرة المبادئ المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان...»، و «سوف ننخرط في المنطقة على الأمد الطويل، ذلك أن العمل الشاق من أجل نشوء الحرية والديمقراطية هو مهمة جيل بأكمله... وهذا يشمل المساعي الرامية إلى تسوية التوترات الطائفية التي تواصل الظهور في أماكن مثل العراق والبحرين وسورية».

مباشرة بعد هذه التصريحات من الرئيس الأميركي انهالت التصريحات البحرينية الرسمية لتقول إنه لا توجد أي توترات أو اختلافات طائفية وإن ما يجري في البحرين اليوم هو قيام جماعات إرهابية متطرفة، وإن هذه تستهدف فئات محددة، مثل «الأجانب المقيمين». والمشكلة أن نفي «التوترات الطائفية» يخالف التأكيدات الرسمية السابقة بأن ما يحدث في البحرين مجرد أحداث «طائفية»، حتى أنه تمت الاستعانة بجهات وعلماء دين من الخارج، مثل الشيخ يوسف القرضاوي، لتثبيت هذه الصورة النمطية.

هذا كله يوضح حقيقة أن إلصاق صور نمطية بالأحداث من أجل خدمة «وجهة نظر مسبقة» يصطدم مباشرة بفقدان الذاكرة، لأن من يبتعد عن الموضوعية يكون ضحية لما تمليه عليه احتياجاته النفسية الحالية والطارئة، ومع مرور الوقت تضطر الجهة ذاتها إلى إعادة طرح القصة بصورة متضاربة ومتناقضة، وإلى تجميل الإيجابية وحذف الجوانب السلبية للقصة الخبرية بصورة غير موضوعية.

المشكلة تتعقد أكثر، لأن الحديث البديل عن عمليات وجماعات إرهابية تستهدف الأجانب سيجر إلى نتيجة أكثر خطورة. وحالياً هناك من يستنفع من الذهاب في محفل هنا وهناك ليدّعي أنه يمثل الأجانب «المستهدفين من الإرهابيين»، وهذه خطورتها أشد من خطورة الحديث عن «توترات طائفية»، وسنرى عندما تصل الأمور إلى نقطة حرجة أن التصريحات الرسمية ستخرج لتقول إنه لا توجد أي مشكلة مع الأجانب، وإنه لا وجود لجماعات إرهابية تستهدفها.

إن الابتعاد عن النمطية والحديث بدقة وموضوعية عن المشكلات التي نواجهها سيفسح المجال لتسليط الأضواء على الحلول العملية المطلوبة للخروج مما نحن فيه. وشخصياً كنت ومازلت أقول إن مشكلتنا سياسية بحتة، وهي من حيث الجوهر ليست طائفية وليست مع الأجانب وليست مع أي شيء آخر.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4039 - الجمعة 27 سبتمبر 2013م الموافق 22 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 3:54 م

      نسيت يا دكتور منصور ان السلطة الرسمية هي من تكرر القول أن " فئة من الشعب تريد أن تفرض رأيها على الأغلبية " بينما الواقع شىء آخر .

    • زائر 26 | 1:42 م

      طائفية بحته

      لا لف ولا دواران بصراحة أزمة البحرين طائفية لوجو د الجمعيات ذات البعد الطائفي فكم نسبة السنة في جمعية الوفاق وكم نسبة الشعية في جمعية الأصالة او المنبر وكم نسبة الحضور السني في مسيرات الوفاق وكم نسبة الحضور الشيعي في مسيرات المنبر او الأصالة او جماعة المحمود وزمرته

    • زائر 24 | 7:20 ص

      من البدع الأمريكية – مضارب بني عبس وضرب أخماس في أسداس والناتج 11

      من النسبة والنسب وليس إلى الحسب والنسب وإنما من يكون الإنسان. فقد يكون فاقد – مضيع لوعيه أو قد يكون غير مفكر. قال القزويني من بحر لكن ليس من بحرالعلوم وإنما من قزوين يعني سمكة لها سمة ولها زعانف ليش ما تطير؟ لكنها سمكة تسبح في البحر كما تسبح في النهر؟ أهذا تخلف أمروا- صهيوني أو جهودي من الجهاد المشعوذ؟ هنا إقلب السين شين والصاد ضاد والود كره كما المقلوبة والمقروبة أو المضروبة على رأسها.

    • زائر 23 | 5:01 ص

      انته لك خطك الواضح

      الصادقين معروفين والمهرجين معروفين كل يوم لهم كذبة ولهم اتباع لهذه الكذبة ليهرجوا لها

    • زائر 22 | 4:05 ص

      واخيرا !!!

      بغض النظر عن رأينا في لام أوباما ولكنه من الواضح يعتبر المعارضة في البحرين جزءا من الحراك الطائفي وهذا يخالف تصريحات المعارضة بانها حراك وطني !

    • زائر 20 | 3:53 ص

      وزير يتكلم في وضع سوريا ووضع البحرين متأزم

      يقال تعددت الأسباب والموت واحد وقد لا يقال أن اهل البحرين كان منهم العلماء وكان منهم الزراع وكان منهم الصناع أو صنايعية يعني فخار نسيج زراعة وحدادة وقلاليف ونجاجير وبناية يقال لبعضهم أستاذية في البناء. لما تغير الحال؟ هل السبب التجارة أو خرابيط طريق مفبركة أمريكياً؟ أو مواد دستور المملكة الدستورية التي لا تجيز التدخل في شئونها من قبل الأجنبي ولا تسكين أو توطين الأجانب أو الأرانب ليتكاثروا ويسلبوا وينهبوا من جديد ما تبقى؟

    • زائر 16 | 3:20 ص

      الاجانب

      الاجانب الى فى البحرين يعرفون وصرحون انه محد من الشعب يعتدى عليهم واقولون عكس الحكومة هى الى تقمع شعبه لمجرد طالب ابحقه واذكركم الهنود الى استشهدو فى ستره كانو احامون عن نسائنا لان هم اعرفون انه الشعب مظلوم يا حكومة مهما فعلت من قمع لن نتراجع عن مطلبنا

    • زائر 15 | 2:18 ص

      فقدان الذاكرة أو التذاكي الفاقع !

      المشكله المزمنة والتي يجب أن يوجد لها علاج سيكلوجي هي حالة فقدان الذاكرة المصطنع وردات الفعل الفورية الغير دبلوماسية والتي أصبحت ظاهرة ربما كانت تنفع في الزمن القديم وليس الآن في زمن التوثيق الإلكتروني والتسجيل بالصوت والصورة ووسائل الاتصال الاجتماعي العابر للحدود والقارات

    • زائر 14 | 2:17 ص

      فقدان الذاكرة أو التذاكي الفاقع !

      المشكله المزمنة والتي يجب أن يوجد لها علاج سيكلوجي هي حالة فقدان الذاكرة المصطنع وردات الفعل الفورية الغير دبلوماسية والتي أصبحت ظاهرة ربما كانت تنفع في الزمن القديم وليس الآن في زمن التوثيق الإلكتروني والتسجيل بالصوت والصورة ووسائل الاتصال الاجتماعي العابر للحدود والقارات

    • زائر 13 | 1:39 ص

      ابو حسين

      مع الاسف الشديد ان بعض المعليقين المحترمين يعلق على المقال والتعليق يدل على عدم افهم واستعاب المقال الدكتور كان يقول على ان السلطة هي من روجت
      وقالت علي وان مشكلة في البحرين طائفي و ليست مطالب سياسية حقوقية
      وستعانت بالقرضاوي في هذا الموضوع ام نصر الله وعلماء ايران والعراق او السعودية
      كما تقول كانوا يقولون وياكدون على الحراك في في البحرين سياسية وليس طائفيا
      ان شاء الله فهمت معنى المقال

    • زائر 12 | 1:38 ص

      الفرج قريب ياشعب البحرين الشرفاء

      سياسة الكذب والخداع والتضليل الإعلامي أصبحت مكشوفة وواضحة لجميع العالم ولم تعد تنطلي على أحد.وقريباً سوف تجبر الحكومة من الضغوطات الخارجية والداخلية على إعطاء الشعب جميع حقوقة , والتغيرات في المنطقة سوف تحدث سريعاً لا يمكن للكذب والخداع والتضليل إعاقتها ....

    • زائر 11 | 1:21 ص

      بو على

      رد على رقم 9
      ليس فى الرد عيب بل ان الرد يكون صادق غير ملفق و كاذب

    • زائر 10 | 12:46 ص

      نطالب باستفتاء الاجانب اذا تعرض لهم احد بالمضايقة والافضل لو تقوم الوسط بذلك

      رغم قساوة الوضع ويقين الشعب من مشاركة بعض الجنسيات في قمع الشعب الا أنه لم تسجّل حالة واحدة استهدف فيها اي اجنبي من قبل شعب البحرين ومعارضته. لذلك نطالب باستفتاء الاجانب لكي ندحض كلام الوزير وبيان وزارته.

    • زائر 9 | 12:37 ص

      وماذا عن المعارضه !!

      اذا كانت الحكومة استعانت بالقرضاوي فالمعارضه استعانت بنصر الله وشيوخ دين ايرانين وعراقين وسعوديين تكلمو علي لسان المعارضه أكثر مما تكلمت المعارضه نفسها ،

    • زائر 8 | 12:10 ص

      راحت عليك

      الرشاقة ماكو أحسن منها بل الرشاقة في كل شي في الأفكار والصدق ومحاسبة النفس مو يخلي الواحد نفسه بسوس تالي تأكله الطيور.

    • زائر 7 | 12:07 ص

      تسلم دكتور

      الرجل الصحيح في المكان الصحيح ويستحق أكثر..
      ليبقى قلمك حرا....

    • زائر 6 | 11:46 م

      مقال يستحق القراءة

      مقال في الصميم ولكن علهم يستوعبون

    • زائر 4 | 11:22 م

      صدقت يادكتور

      نعم هذه الحقيقة التى لايمكن ان تستر بحجاب فهل من مستمع متعقل يحمل هم هذا الوطن .
      اللهم اجعلنا من من يستمع القول ويتبع احسنه .

    • زائر 3 | 11:20 م

      نعم...

      نعم... نحن أخوة سنة وشيعة وهنيئاً للذين قاوموا التيار الداعي للطائفية.
      نعم ... الأمور قد أصبحت واضحة جداً لمن ليس له قلب أعمى.

اقرأ ايضاً