العدد 4044 - الأربعاء 02 أكتوبر 2013م الموافق 27 ذي القعدة 1434هـ

طرحان وفهمان مختلفان لموضوع «الحوار»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يوم أمس (2 أكتوبر/ تشرين الأول 2013) تم تعليق «حوار التوافق الوطني» حتى 30 أكتوبر 2013، وذلك على أمل الوصول إلى مخرج من الطريق المسدود حالياً، ولاسيما مع استمرار التوتر والانقسام داخل المجتمع، ومع استمرار الإجراءات التي تقيّد الحريات العامة، ومع اعتقال أحد قياديي «الوفاق»، ومع ازدياد التهديدات بالتضييق أكثر على ما تبقى من هامش للحريات العامة.

كان هناك يوم أمس مقترح مقدم من النائب أحمد الساعاتي، وربما أن الهدف منه إيجاد آلية مختلفة للحوار، إذ إن الآلية الحالية ثبت عجزها حتى عن تشجيع بيئة حميمية للإصلاح والمصالحة... بل على العكس، فإن كثيراً من التهديد بالمزيد من الإجراءات المقيِّدة للحريات (أو تأييد التضييق المتصاعد)، تصدر من المشاركين فيما يسمى بـ «حوار التوافق الوطني».

جهات رسمية تلقي اللوم حالياً على المعارضة لأنها شاركت بمتحاورين ليسوا من الصف الأول، والمعارضون يوجهون الاتهام ذاته، ولكن في الاتجاه المعاكس. كما أن الجهات الرسمية التي زعلت من تصريح الرئيس الأميركي باراك أوباما من أن البحرين تعاني من توترات طائفية، هي ذات الجهات التي تقول بأن الحوار ليس بين السلطة والمعارضة (إذ لا يوجد اعتراف رسمي بمصطلح معارضة)، وإنما هو «حوار التوافق الوطني» بين مكونات المجتمع (يعني بين الشيعة والسنة).

المعارضة ترفض وصف الحوار بأنه حوار بين شيعة وسنة، وأرسلت وفداً للحوار الذي بدأ في 10 فبراير/ شباط 2013 يتكون من مختلف الفئات المجتمعية، والمعارضة تعتبر أن الحوار يجب أن يكون بين من لديه السلطة ومن لديه مطالب... وهذا لا يمنع أن تتحاور السلطة مع كل من لديه مطالب، سواء كان من أحزاب المعارضة، أو من الأحزاب المؤيدة للوضع القائم. فأي سلطة في العالم لم تستقل من منصبها لا يمكنها أن تتخلى عن مسئولياتها، وتعلن على الملأ أن الأمور المهمة والخطيرة لا تعنيها، وأن موضوعاً مثل «الحوار» ليس لها علاقة به سوى كونها مجرد «جهة منظمة لاجتماع بين مكونات في المجتمع»، وأنها ستنتظر هذه المكونات لكي تصل إلى «توافق» فيما بينها، وأنها وبعد ذلك ستنفذ التوصيات المتفق عليها من خلال المؤسسات الحالية (المختلف عليها أساساً)، وأن التنفيذ يجب أن يمرر بحسب الترتيبات الحالية (المختلف عليها)، وأن وقت تنفيذها ربما بعد انتخابات 2014... أو لماذا العجلة من الأساس، إذ ربما تتطلب الترتيبات الدستورية الحالية أن تنفذ التوصيات المتوافق عليها بين مكونات المجتمع في برلمان 2018.

أمّا المعارضة فتطرح فهماً آخر، وتقول بأن الحوار السياسي هو تفاوض بين من يمتلك قرار الدولة فعلاً، وبين من لديه مطالب إصلاحية وطنية جامعة، وذلك من أجل التوصل إلى «تسوية» حقيقية تشمل المواطنين بغضّ النظر عن انتمائهم الطائفي، وهذه التسوية لابد أن تكون بحسب ترتيبات مختلفة عن الترتيبات الحالية (المختلف عليها أساساً)، وأن الوصول إليها يجب أن يخضع لجدول زمني لا يرتبط بالترتيبات الدستورية الحالية التي تعتبرها أساساً في المشكلة الحالية التي تسببت في الأزمة.

بين الطرحين فرق شاسع، وهناك حالياً تضييع للوقت تحت غطاء وجود حوار من نوع ما... وحالياً فإن التوصيات الوحيدة التي يتم تنفيذها (بسرعة البرق) هي تلك التي تخنق الحريات العامة أكثر وأكثر.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4044 - الأربعاء 02 أكتوبر 2013م الموافق 27 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 6:19 م

      حوار فاشل

      الحوار هو اختلاف بين طرفين او عدت اطراف في قضية ما يجلسون مع بعضهم البعض لإيجاد حلا مناسبا يرضي جميع الأطراف لكن ما نراه نحن من هذا الحوار الغير متكافئ
      أن هناك موالين ومستقلين ونواب ووزراء ضد طرف واحد وهي المعارضة السياسية التي
      تطالب بالصلاحات سياسية عادلة تلبي طمحات الشعب البحريني فاي حوار هذا سيكتب له النجاح أذا كانت الأطراف الأربعة متحجرة وتريد ان تحتكر مطالب الشعب لوحدها

    • زائر 20 | 8:00 ص

      ابو حسين

      ردا على المواطن المغرد مع كل احتاري وتقريري الى جمعية الرابطة الاسلامية
      يا اخي الكريم الرجاء وضع الامور في مكانها وعدم الضحك القعول متى كان الى
      جمعية الرابطة مطالب حتى تدخل او لا تدخل في وقف تيار الرابطة بكل وقوة ضد
      مطالب الناس وكانوا ويقولون ان الديمقراطية ليست من الاسلام وام دستورد 73
      يقول الاسلام اهم مصادر التشريع يجل ان يكون المصدر الوحيد لتشريع والتيار
      لتيار والميثاق وقبل بالدستور الجديد في نفس المادة ودخلت الجمعية في بكل
      قوة في البرلمان الذي لا يقره الاسلام ولا تخلط الاورق

    • زائر 19 | 6:01 ص

      الحكومة

      الحكومة لاتريد الاصلاح لهادا البلد ولا فى شى يبشر بحل الازمه كله محاكمات واعتقالات ومداهمات وقمع القرى والمدن واختناقات يوميه الحل عند الحكومة فقط القمع لاتريد ان تفهم انه الشعب مصدر السلطات تريد تكوش على كل شى الله ياخد الحق من الشعب المسلوب

    • زائر 18 | 5:56 ص

      مهتم

      عزيزي الدكتور .. القيادي بجمعية الوفاق موقوف .

    • زائر 17 | 4:49 ص

      عجبني مقالك منذ يومين بان ليس في البحرين توتر طائفي ردا علي اوباما ما عندنا الا كم واحد سني وكم واحد شيعي متفاهمين مع بعض لا قتل ولا قتتال مثل ما يحصل في العراق وسوريا خاف ربك يا براك بن حسين بن اوباما.

    • زائر 16 | 4:44 ص

      السلطة تراهن على تضييع الوقت والتملل ؟؟؟

      ول تجاوب حتى واحد في المئة من الايجابية

    • زائر 15 | 3:58 ص

      فانية أو في ثانية تفنى الدنيا ويفنى كل شيء؟

      يقال أكون أو لا أكون لكن من أكون قد أعرف وقد لا يعرف الإنسان نفسه! بينما يقال قيل لهم إطلبوا العلم من المهد الى اللحد لكن بعض الناس يمسك بباب من أبواب العلم ولا يكمله. التجارة ليس فيها علم بينما فيها شطارة – يعني دعاية وإعلان وقروض وهدايا , (...). قال جحا من أي مدخل التجار الى البحرين قال من باب البحرين وشارع التجار. أين العلم من السياسة أو أي باب من العلم هذا الباب؟؟؟ وأي طرح يحرح من المطروح أرضاً؟

    • زائر 14 | 3:30 ص

      الأغطية والأقنعه اليوم زادت وتسببت في أزمات وليس في أزمة واحده فقط!

      مساومة أو مقامة إغراء وإغراق البحرين بالأسواق! هنا يقال بالمساواة بين الناس لا كما التجارة توافق وتوفيق بين راسين بالحلال وليس بالحرام. فيقال من المشاكل زيادة عدد المناصب وتنصيب البعض أو الأقلية وتفضيلها على الأكثريه. هنا يقال كيف أصبح البعض أعلى درجة من البعض الآخر. وهذا منافي ومجافي للدستور كما يبعد عن الشرك كيلومترات مربعة. يعني وقعوا في الفخ المنصوب لهم. قد لا يقال فيه نصب وإحتيال لكنه كذلك. اليس كذلك؟ وأين البحرن من أزمتها الماليه؟ العمرانية؟

    • زائر 13 | 2:29 ص

      عناية يقال كل إنسان يعتني بنفسه كما يعتني بغيره لكن

      قد تكون العناية القصوى أو الفائقة أو مركزة لا مركزية لكنها مرتكزة على السلة أو الذله - رشاوي أو إمتيازات و (...) !! فقد تكون ليست من العلل لكن من القوانين قانون الفوضى كما قانون الزيادة والنقصان. هنا يقال يعني في البحرين بالمحلي الزائد عن حده ينقلب ضده وهنا في البحرين زيادة عدد سكان ليش قال جحا؟ أيعقل أن يكون من أهل البحرين وناقص عقله ويتاجر أو ما يعرف يفكر عدل؟

    • زائر 11 | 1:57 ص

      رحمك الله يا عمر المختار=اذا كان الهدف اضاعة الوقت

      اصبحت لا اشك قيد انملة في ان الهدف من الحوار هو اضاعة الوقت هذا من خلال الجانب الرسمي واكاد اجزم بذلك.
      على ضوء ذلك سوف يدو الجماعة في حلقة مفرغة الى ان يصل الوطن الى الهاوية

    • زائر 10 | 1:26 ص

      مواطن يغرد خارج السرب

      العملية السياسية من جميع جوانبها خطأ هي حقا فوضى هلاكة وقبول ما يسمى بالمعارضة لهذا الحوار وبهذه الشكلية خطأ فهو حقا يعطي انطباع لا لبس فيه بأنه حوار الطرشان بين شيعي وسني وصاحب القرار نصب نفسه فوق هذا الحوار ينتظر التوافق ليفكر في التنفيد من عدمه ، قرار الرابطة الأسلامية بعدم دخول حوار الطرشان صائب فهي رفضت أن تتخلى عن ذاتها واستقلال قرارها وتدوب في بوتقة المعارضة الغير متجانسة بعكس اليسار الذي بقبوله الدوبان أثبت عدم أهليته وجعلنا نترحم مليون مرة على المناضل الشيوعي علي دويغر وجبهة التحرير

    • زائر 9 | 1:17 ص

      بلا خداع

      الحكم لن يتخلى عن اي من سلطاته المطلقة
      المعارضة لن ترجع بخفي حنين ولها تجربة مرة سابقة
      من فرض الحوار على الطرفين لتجميد الوضع حتى تحسم قضايا اقليمية اخرى اذا غير استراتيجيته سيتغير كل شيئ على الواقع وستفتح كل الابواب على جهنم الحمرا بعد ان ترفع الاقلام ويجف الحبر

    • زائر 7 | 12:36 ص

      من فمك ادينك

      اذا كان احد المحسوبين على جبهة الموالاة يصف الحوار بالحمار فماذا نرجوا ممن هم ضد الحوار

    • زائر 6 | 12:30 ص

      30 اكتوبر

      في العنوان الرئيس تم تاجيل الاجتماع حتي 30 اكتوبر وفي مقال الاستاد منصور التاجيل حتي 20 اكتوبر

    • زائر 5 | 12:11 ص

      حقيقة

      مقالك اليوم اكثر من رائع لانة و ببساطة طرح المشكلة القائمة في ما يسمي بلحوار ... واعطي الصورة الحقيقة الية ..... كما طرحت من قبل مسالة المصالحة وهي الحل الاخر ان يعترف احدهم بوجود مطالب و انة خلاف سياسي ... الاعتراف بوجود خلاف سياسي و مطالب هو الحل الذي يستطيع اي شخص الغريب ان بعض الاطراف تتصرف وكان شيئ لم يكن وهي اول من استفاد من التغيرات بسبب انتفاضة التسعينات

    • زائر 4 | 11:54 م

      ا لنتيجة زيرو

      النتيجه زيرو من البدايه

    • زائر 3 | 11:40 م

      لكي ينفي كلام اوباما

      ليكن الحوار بين السلطة والمعارضة لكي يدحض كلام اوباما ولاكني متأكد لن يكون.

    • زائر 1 | 11:27 م

      هل هذه بدعة او عجب

      فى كل العالم والمتعارف عليه ان الحوار لايمكن ان ينتج اى نتيجة مالم يكن مع من يملك القرار الشخص الذى يستطيع ان ينفذ القرارت التى سيتفق عليها والا اصبح ذلك مضيعة للوقت وخسارة للامة فالمعارضة محقة فى مطلبها هذا .

اقرأ ايضاً