العدد 4055 - الأحد 13 أكتوبر 2013م الموافق 08 ذي الحجة 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

الحجّ... وأبعاده (2)

قال تعالى : «إنَّ الصَّفَا وَ المرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أوِ إعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أنْ يَطّوفَ بِهِمَا وَ مَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإنَّ الله شَاكِرٌ عَلِيمٌ» (البقرة :158).

يقول أحد كبار علماء العالم الإسلامي :«الحياة في منهج الحجّ سير دائم بل صيرورة مستمرة نحو الله».

نحن هذه المرة أمام (السير الإلهيّ الدائم) فهذا البعد أهم فصل في منهاج الحجّ الأعظم ، و لابد لنا من التحرك نحوه للوصول إلى ما نصبو إليه من نعم و بركات إلهيّة تملئ قلوبنا و تسمو بحياتنا للأفضل و تجعل كل أفعالنا و أقوالنا مرتبطة أولاً و أخيراً بالإيمان الإلهيّ العظيم ، فالقلب المؤمن هو الذي يقود صاحبه على المنهاج السليم لأداء مناسك الحجّ الأعظم ، أما القلوب الفارغة و التائهة تقود أصحابها إلى المجهول بل إلى الضياع التام و البُعد عن الله سبحانه و تعالى و هذا ليس من منهج الحجّ الأعظم أبداً.

و لكي لا أطيل أكثر لابد لي أولاً من الإشارة لقول أحد كبار علماء العالم الإسلامي (رحمه الله): «ليكن سعيكم بين الصفا و المروة سعي صدقٍ و صفاء بحثاً عن المحبوب، فبالعثور عليه تتقطّع كلّ الصلات بالدنيا، ويختفي كلّ شك و ريب، ويزول كلّ خوف»، إذن (السير الإلهيّ الدائم)إذا لم يكن صادراً من إنسان قلبه مليئ بالصدق و الصفاء تجاه حبيبه و خالقه لا يتحصل على فائدة واحدة من هذا الحجّ الأعظم ، بل يكون متواصلاً بالأمور التافهة الموجودة في حياته الزائلة و تكون هذه الأمور متجسدة أمامه طوال أيام الحجّ الأعظم دون أن تتركه للحظة واحدة ، و لكن لو كان سعيه بين الصفا و المروة سعي صدقٍ و صفاء و كان يرجوا رضا حبيبه و خالقه ، و قلبه مُفعمٌ بالإيمان الصادق به في هذه الحالة يكون سعيه مصداقاً (للسير الإلهيّ الدائم)الذي هو الحياة الأبدية في منهج الحجّ الأعظم ، و مع تحقيق ذلك فقد عرفنا قيمة حجّنا وأشعلنا في قلوبنا شمعة مُضيئة لن تُطفى مادام كان إتجاه سيرنا نحو الله تعالى و هو الحبيب الذي بوجوده يزول كل خوف أو شك ، و مصداقاً لقوله تعالى «يُرِيدُنَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأفْوَاهِهِمْ وَ اللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» (الصف : 8) فبقاء هذه الشمعة المُضيئة في قلب الإنسان المؤمن مرهونٌ (بالسير الإلهيّ الدائم)في السعي بين الصفا و المروة وإلا فمن دون ذلك لا نحصل بعد نهاية مناسكنا على هذه النعمة العظيمة من خالقنا و محبوبنا، وستظل الأهواء والقيود الشيطانيّة ملتفة حولنا و حول قلوبنا، وسنظل عاجزين عن كسرها و التحرر منها مادمنا لم نتوجه للسير على الطريق المستقيم والإستفادة الفعلية للسعي بين الصفا و المروة، فيكون سعينا وقتها حقاً مشكوراً مادام كان في الإتجاه الصحيح، ومع ذلك توجد هناك أبعاد أخرى للحجّ الأعظم ربما نتطرق لها في الأيام القادمة.

حسين علي عاشور


ماذا بعد حادثة الطفل راشد؟

لا شك في أن الأحكام التي ستصدر أو صدرت بحق المتسببين في حادثة الطفل راشد ستكون بحجم الضرر النفسي لمعاناة أسرة الطفل والمجتمع بأسره، ولكن السؤال: هل مدرسة راشد هي الوحيدة المخالفة للتعليمات والضوابط؟

يعلم الجميع أن معظم المدارس الخاصة ورياض الأطفال ودور الحضانة تعتمد منذ تأسيسها، وحتى الآن، على عاملات غير مؤهلات لتأمين التلاميذ والأطفال بالحافلات والمدارس، ولكن شاء القدر أن تكون مدرسة راشد كبش الفداء.

مشكلتنا ليست في إصدار تعليمات وتوجيهات وآليات وضوابط، بل في متابعة الجهة المختصة بمدى تنفيذها والتقيد بها عبر فرق الرصد والمتابعة والبحث والتفتيش، التي يفترض أن قامت بعملها على أتم وجه، وإلا ماذا يعني نسيان طفل آخر لمدة 3 ساعات في المدرسة بعد حادثة الطفل راشد؟

هل هي حالة نادرة لن تتكرر أم أنها ظاهرة تؤكد وجود خلل ما في مكان ما لا يعفي المقصرين فيه بمقدار المدرسة المذكورة؟

أنا لا أشكك بل أجزم بعدم وجود أية استمارات أو كشوف أو وثائق أو قاعدة بيانات لمتابعة التلاميذ والأطفال داخل الحافلات الخاصة والحكومية... فما رأيكم؟

أحمد الذوادي

إداري وتربوي سابق


الخطوة الأولى لنجاح مجتمعاتنا هي جدية نقلها من استهلاكية إلى إنتاجية

كل إنسان عاقل يعلم أن الوصول إلى أي مكان يحتاج إلى الخطوة الأولى، شريطة أن تكون هذه الخطوة في الاتجاه الصحيح ليستطيع الوصول إلى مبتغاه، أما إذا اتخذ الخطوة الأولى على المسار المعوّج دون أن يكتشف ذلك ويصحح مساره، فإنه سيفشل.

ومن الواضح أن الغالبية من دول العالم الثالث غير المنتج لا تزال تتعثر في مسارها، ولهذا لا تزال تقبع في مركزها الثالث.

والسؤال الكبير المطروح، هو هل دول العالم الثالث جادة وتخطط للالتحاق بركب الدول المتقدمة أم أنها لا تزال في نوم عميق راضية بحالها، خاصة الدول النفطية التي لديها المال، تستطيع به استيراد كل احتياجاتها، ولا ينطبق عليها المثل المعروف «الحاجة أم الاختراع»، فهي لا تحتاج إلى البدء بالخطوة الأولى لتصل إلى مبتغاها المتمثلة في السلع الاستهلاكية بل تصل إليها باستخدام بساط الريح «دخل النفط».

إذا استمرت الدول النفطية على هذا المنوال، واستمر الفرد عندنا يحقق الذات عن طريق التفاخر بالاستهلاك بدلاً من الإنتاج، فنحن محلك مراوح أما إذا كان المبتغى الجاد من الخطوة الأولى، هو التحول من مجتمع استهلاكي محض إلى مجتمع إنتاجي فإنه يجب أن يسير على قدميه بكل جدية، ويعمل ويتعلم كما فعلت كوريا الجنوبية، التي أصبح دخل شركة النقال «جالاكسي» يصل إلى المليارات.

فهل سيأتي مثل هذا اليوم عندنا لنتخذ الخطوة الأولى، أم أن النوم العميق يُفضَّل على العمل المُنتج؟

عبدالعزيزعلي حسين


أخطاء طبية... من المسئول؟

سمعنا أخيراً عن الكثير من الأخطاء الطبية التي يقع بها الكادر الطبي، والتي تودي أحياناً بحياة المريض، وأحياناً أخرى تؤدي إلى أضرارٍ جسيمة.

وفي جميع الأحوال فإن الطبيب أو الكادر الطبي أياً كانت وظيفته هو المُلام، حيث يرى الجميع أن ما يحدث لأي مريض ناتج عن تقصير في أداء الموظف.

ولكن لو جئنا لنحلل الأسباب ونبحث في عمق الموضوع سنجد أن الموظف في وزارة الصحة يعاني أيما معاناة، وتُستهلك طاقته بشكل لا يُطاق.

أولاً، لنأخذ في عين الاعتبار أن أغلب موظفي وزارة الصحة وبنسبة تتعدى 90 في المئة، من الإناث، بمعنى آخر زوجات وأمهات.

ثانياً، موظف المراكز الصحية كالصيدلي وفني الأشعة وفني المختبر وفني الأسنان يعملون على نظام المناوبة، أي 42 ساعة بالأسبوع، وهذا يُترجم في المراكز الصحية بالعمل من الأحد إلى الخميس صباحاً، إضافة إلى أنه سيداوم يوماً منها صباحاً ومساءً، على سبيل المثال يداوم يوم الأحد من 7:00 حتى 2:15، ثم يعود للعمل في 4:00 حتى 11:0 أو 12:00 منتصف الليل! أي أنه يقضي على أقل تقدير 14ساعة عمل في الدوام أي أكثر من نصف اليوم!

ثالثاً، يُعطى الموظف ساعات عمل إضافية إجبارياً على مدى الشهر، تقريباً 4 إلى 5 ساعات في اليوم.

هل هذه حياة؟ هل نحن نعمل لكي نعيش أم نعيش لنعمل؟

كيف تستطيع المرأة أن تنسّق بين المنزل والزوج والأبناء والعمل إن كان أغلب وقتها للعمل؟

وهنا أطرح السؤال الأهم: هل يُتوقع من الموظفة التي تعاني من ضغط المنزل والأبناء والعمل بهذا الشكل أن تؤدي عملها على أكمل وجه وتعامل المرضى بشكل لائق؟

تعمل ليلاً نهاراً وهي قلقة على أبنائها، لا تتمكن حتى من مراجعة دروسهم عند عودتها وهي منهكة.

هل هناك مسمى غير «الطوارئ» لحياة موظف الصحة؟ وكأنه يعمل طوال السنة في طوارئ.

تقول إحدى الموظفات: سمعت مسئولتي ذات يوم تتكلم في الهاتف مع مسئولة مركز آخر كنت أعمل فيه أيضاً، حيث كنت أعمل بدوام إضافي في مركزين، فكانت تتحدث باستياء معها وتناقشها في عملي الإضافي وتقول: كيف تختارين لها هذه الأيام للعمل في مركزكم؟ أنا سأضع جدول مركزنا أولاً وأختار الأيام التي أريدها أن تعمل فيها ثم أنتِ ضعي ما تريدين!

تقول الموظفة أحسست وكأنني ألعوبة يتقاذفونها كلاً حسب رغبته، ليس لي الخيار في شيء، مهمشة، لا قيمة لي، ليس عليّ سوى السمع والطاعة حتى و إن لم أشأ أن أعمل بدوام إضافي.

وتقول أخرى أحياناً لا أتمكن حتى من رؤية طفلي، حيث أعود للمنزل وأغادر مرة أخرى للعمل عصراً وهو نائم في هاتين الساعتين ما بين الثانية والرابعة، وعندما أعود للمنزل في منتصف الليل يكون قد نام أيضاً، هل يصح أن يُحرم الطفل من أمه ليومٍ كامل؟

إن كان المسئولون بالصحة يتابعون كل ما يُكتب بالجرائد فإننا نطلب ردًا على هذا المقال، إن لم يكن هناك عدد كافٍ من الموظفين فما الداعي لفتح جميع المراكز عصرًا؟ وإن كان فتحها ضرورياً لمَ لا يتم توظيف عدد أكبر من الموظفين ليكون العمل مناوبة عوضاً عن الدوام لمدة 14 ساعة في اليوم الواحد؟

حسين ناصر


ذا مــوطــنــي

قُـــمْ يـــا فَتـى و افرُشْ بِظلِّكَ مَـوطِنا

وانــقُشْ على حَــبَّاتِ رَمـلكَ مَــسكنا

إن شَـــرَّعَ الـــحُلمُ المُـــغَّـيبُ بَـــابَـــهُ

حَـــلَّتْ تَـــبَاشِـــيرُ الـــتَّـغُيرِ والمُـــنَـى

هِـــيَ ثـَــورةُ الأَيـــتَامِ، دَمـعةُ شَـارِقٍ

مـــا هَـــزَّها جُـــرحُ اللــيالـي والفَنا

مـــا هَـــزَّهـــا أبَـــداً أَنِـــينُ مُـــصَـفَّدٍ

لا والـــذي خَـــلَقَ الـخلائِقَ في الـدُّنا

شَـــعبٌ تَـــساَمى، صَــوتُ حُـرٍّ ما لَهُ

إِخـــفاتةٌ، مـــا حَـــادَ يَـوماً وانـحنى

إشـــراقةُ الـــفَجرِ الـــطَّـويـلِ يَـــزُفُّـها

أَمَـــلُ الـــنفوسِ إذا أَطــلَّ بها الـسَّنا

إنْ طَـــالَ لَـــيـــلُ الـــحَالمينَ فَـــبَـعدهُ

يَـــأتـــي الـــصَّبـــاحُ بِـــحُلَّةٍ مُــتَزَيِّنَا

ذا مـــوطنـي وأنا الأصيلُ وَطِـينَتي

وَجُـــذورُ آبـــائِي وأجـــدادي هُــنا

ذا مـــوطني، وَلــهُ تَـــقرُّ جَــوارِحـي

مـــا بِـــعتُ يَـــوماً حُـــبَّهُ، فَـــأَنا أَنــا

يَـــدهُ تَـــمُدُّ الـــحُـبَّ رِفـــقـــاً، مِـــثلَهُ

كـــالأمِّ تَــحنو تَستَميتُ على الضنى

كَـــسَفِينِ نُـــوحٍ مـــا غَِـــرقنَا لـــو بـهِ

أرواحُـــنا حُـــمِلــتْ وَ سِـــرْنَا كُـــلُّـنا

محمود السابودي

العدد 4055 - الأحد 13 أكتوبر 2013م الموافق 08 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:12 ص

      بين المطرقة والسندان

      الرجاء توفير حل الى جميع الكوادر الصحيه حيث العمل صباحا ومساءا مستحيل ان تتوافر فيه كل الخدمات حيث يعمل الموظف بكل طاقته ولكن بسبب النقص عليه ان يغطيه وازدياد الخدمات الطبيه وتحويل المرضى من المستشفيات الثانويه الى الرعايه الاوليه بدون دراسه سبب هذه ألازمنه لكن يجب على المسئولين النظر هذا ناهيك عن الإحصائيات الأسبوعية المضيعة للوقت وعدم الاستفادة منها

اقرأ ايضاً