الوسط – يونس منصور

لم يكن التعادل الذي خرج به منتخبنا الوطني الأول أمام ماليزيا بهدف لمثله مخيبا أو أنه بحسابات الفوز والخسارة مشكلة وخصوصا أن النقطة منحته صدارة المجموعة الرابعة بتصفيات كأس آسيا 2015 برصيد 7 نقاط وبفارق نقطة عن المنتخب القطري و3 نقاط عن ماليزيا ذاتها، وبإمكان منتخبنا أن يحجز بطاقته لسيدني الاسترالية في الجولة المقبلة عندما يستضيف ماليزيا خلال نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

نعم .. التعادل لم يكن مخيبا ولكن المستوى الفني الأقرب للعشوائية منه إلى معنى كرة القدم هو المشكلة الأساسية التي خرج بها «الأحمر» من موقعة كوالالمبور، إذ طغت السلبيات على الإيجابيات في ظل ما شاهده الجمهور البحريني من مستوى لا يرقى لمنتخب كان في يوم من الأيام يمثل ويشكل مشكلة لكل منتخب يواجهه.

المستوى الفني لمنتخبنا رسم الكثير من علامات الاستياء على شريحة واسعة من الجماهير البحرينية لدرجة جعلتها تهاجم الجميع وتصب جام غضبها على اتحاد الكرة والجهازين الإداري والفني وصولا للاعبين، وشهد منبر منتديات موقع «كووورة» الشهير الكثير من السجالات والمناقشات بين أعضائه، ولعل ما لفت نظرنا هو مداخلة احد أعضاء «فرنسية كيوت» والتي اختصرت الكثير من الجوانب السلبية عندما أشارت إلى معلومة تؤكد وجود مشكلة إدارية.

مداخلة «فرنسية كيوت» أوضحت خلالها أن لاعبي منتخبنا الوطني ذهبوا إلى تايلند وماليزيا للتسوق والسياحة، وزادت بكلماتها «فيه لاعبين كانوا يحطون صور على الانستغرام الساعة الثانية فجرا بتوقيتهم، عايشين عالم ثاني».

الاستياء الجماهيري من أداء ومستوى منتخبنا في الفترة الأخيرة لم يكن وليد الصدفة وبعد مستوى فني مقنع نوعا ما في خليجي20 على رغم مرارة الفشل في تحقيق اللقب الذي طال انتظاره لفترة تزيد عن 40 عاما، لايزال منتخبنا يبحث عن هويته وشخصيته التي فرضها لمدة 10 سنوات تقريبا.

الكثير من الجوانب السلبية بدأت تظهر في أداء ومستوى منتخبنا في مقابل غياب واضح للإيجابيات، ولعل القاسم المشترك في كل ما يحدث ويدور في فلك الكرة البحرينية هو الصمت الإداري المطبق الذي يلف أروقة بيت الكرة البحرينية ومسئوليه، فما نخرج من فشل لهذا المنتخب إلا وندخل في فشل لمنتخب آخر.

الدور الإعلامي

لا نستثني أيضا الدور الإعلامي مما يحدث ويدور في الكرة البحرينية، إذ ساهم سواء بقصد أو بدونه في زيادة التعتيم على الجوانب السلبية، ومن يتذكر ما حدث بعد حصول المنتخب الأولمبي على لقب «لا يودي ولا يجيب» قامت الدنيا ولم تقعد، في حين يمر فشل وإخفاق منتخبي الناشئين والشباب في العبور للنهائيات الآسيوية مرور الكرام على رغم أن مشاركتهما فيها يعتبر بوابة لمزيد من الاحتكاك والخبرة للاعبين يمثلون مستقبلا للكرة البحرينية في قادم السنوات.

وتداول الإعلام الرياضي المحلي في الأيام القليلة الماضية ما حدث لمنتخبنا الأول في العاصمة الماليزية لدرجة أن البعض تناول عملية اختيارات المدرب هدسون للقائمة، وكانت غالبية الآراء تشير إلى غياب اللاعبين أصحاب الخبرة والكبار والنجوم الذين حققوا أفضل النتائج للكرة البحرينية خلال «عقد الصحوة»، ومن وجهة نظر شخصية أعتقد أن مجرد الحديث في عملية الاختيارات فهو تدخل غير مبرر وسافر لقناعات مدرب وضع فيه اتحاد الكرة الثقة لقيادة المنتخب في فترة ربما تطول وربما تقصر، وإن كان ولا بد فإن المطالبات التي برزت على السطح بضم فلان واستدعاء آخر فهي تمثل كارثة إن استمع إليها هدسون، وستكون بمثابة تأكيد على أن المدرب مسيّر وليس مخيّر.

الكرة البحرينية بحاجة لمزيد من العمل وللكثير من الأموال لإصلاح خللها «المعشش» في ثنايا أنديتنا ومنتخباتنا، ومتى ما أوجدنا سياسة واعدة ومستقبلية قائمة على أساس متين فإننا قادرون على التقدم والتطور، واتحاد الكرة الذي يعمل بسياسة بعيدة عن الأندية عليه مراجعة كيفية الاستفادة من الأندية وإمكاناتها وقدراتها ومواهبها، لا أن يختصر العمل في سياسة الانتقاء والاختيار وترك الأندية تسبح لوحدها في تيار لا يرحم.