العدد 4061 - السبت 19 أكتوبر 2013م الموافق 14 ذي الحجة 1434هـ

الأسنان اللبنية ليـســـت “ترفــاً

د. إيناس آل رحمة - طبيبة أسنان متخصصة في طب أسنان الأطفال 

19 أكتوبر 2013

تكتسب الأسنان - بصورة عامة - أهمية بالغة في حياتنا، ولا ينحصر ذلك في الجانب الجمالي بل يتعداه لجوانب أخرى ضرورية كقطع الطعام ومضغه، ولفظ الكلام بالطريقة الصحيحة.

ويبدأ مشوار ظهور الأسنان ونموها بظهور الأسنان اللبنية، ويقصد بها الأسنان الأولى التي تنمو في الفم منذ سن 6 أشهر حتى سن السنتين، وسرعان ما تتساقط لتحل محلها الأسنان الدائمة، ومع بلوغ سن الثانية عشر يمتلك الطفل في المجموع 20 سناً لبنية.

وعلى الرغم من أهمية هذه الأسنان والدور الحيوي الذي تؤديه، إلا أن الكثير من الأسر لا تزال بحاجة للمزيد من حملات التثقيف والتوعية حول أهمية هذه الأسنان وتأثيراتها، في ظل ما يحمله البعض من اعتقادات ومفاهيم خاطئة تتسبب في تسوسها نتيجة عدم إيلائها الإهتمام الكافي.

وتتركز مشكلة - هذا البعض - في النظر لهذه الأسنان على أنها "ترف" والإعتقاد بوجودها المؤقت، ويجهلوا التأثيرات الكبيرة لها، ويكفي أن نشير - في هذه العجالة - إلى دورها في مساعدة الوجه والفكين على النمو وتأثيرها على النمو الطولي للوجه وشكله، ومساعدتها كذلك في التغذية والهضم الجيد للطعام، وإلى جانب كل ذلك فإن هذه الأسنان هي المسئولة عن المحافظة على الفراغات الصحيحة حتى بزوغ الأسنان، وتساعد في الوقت ذاته على النطق الصحيح للطفل..

عطفاً على كل ذلك تتكشف لنا أهمية الأسنان اللبنية بالنسبة لأطفالنا فهي أساس الأسنان الدائمة، وهذا بدوره يوجب علينا المحافظة عليها و العناية بها منذ بداية ظهورها في سن الستة شهور لتبقى بصورة سليمة حتى تتساقط و تظهر الأسنان الدائمة.

ومن الضروري التنويه ـ في هذا الصدد ـ إلى أن عدم العناية بالأسنان منذ ظهورها، وإهمال تفريشها، وعدم زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري يؤدي في نهاية المطاف إلى تسوس أسنان الأطفال الذي قد يصيب عصب السن وتبدأ معه الآلام.

وبحسب الدراسات والتجارب، فإن أحد أخطر أنواع التسوس تلك التي تصيب الطفل الرضيع الذي تلجأ أمه إلى إرضاعه بواسطة الزجاجة، حيث تتعرض أسنان الطفل للسوائل التي تحتوي على السكر لفترات طويلة ومتكررة في اليوم، ويكون الخطر أشده حين تضع الأم طفلها في سريره لينام أثناء الليل، أو النهار مع بقاء الزجاجة في فمه.

من وحي كل ذلك، تتضح لنا الحاجة الماسة لزيادة برامج التثقيف للآباء والأطفال من سن مبكرة، بما في ذلك إدخال برنامج العناية بالفم والأسنان في المناهج الدراسية، والعمل على تغيير نمط الغذاء لدى الأطفال بدءاً من المدرسة، وتخصيص وقت بعد استراحة الطلبة لتفريش الأسنان، فالعمل على توعية الأطفال من شأنه أن يخلق جيلاً واعياً مهتماً بالعناية بالفم والأسنان، ويضمن لنا صناعة أجيال بمستوى عالٍ من الوعي، و نسبة أقل في تسوس الأسنان.

العدد 4061 - السبت 19 أكتوبر 2013م الموافق 14 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً