العدد 4068 - السبت 26 أكتوبر 2013م الموافق 21 ذي الحجة 1434هـ

«فوبيا» خليجية من سياسة أوباما الجديدة

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

التطورات المتسارعة على المشهد العربي صاحبت معها قفزات على مستوى التعامل الاميركي ولاسيما مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مع دول حليفة وصديقة مثل السعودية التي رفضت مؤخراً شغل مقعد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في خطوة وصفها المراقبون بأنها بداية علنية لاحتجاج سعودي على التقارب الأميركي مع إيران وأيضاً على سياسات إدارة أوباما الأخيرة في عدم توجيه ضربة مباشرة على سورية.

لم يقف الأمر عند هذا الحد فقد رأت الصحافة البريطانية والأميركية بأن الرفض السعودي لمقعد مجلس الأمن يفسر بأن هناك نوعاً من تدهور في العلاقات مع الجانب الأميركي بسبب القفز على الثوابت الاستراتيجية التي تهم كلا البلدين بينما الاستمرار في تبني أساليب حتى على مستوى الأمم المتحدة لن يغير من واقع الأمر المستجد في السياسيات التي بدأت تتبناها واشنطن تجاه المنطقة خاصة في اتخاذ إجراءات للحد من تنامي وتغذية مدارس ومؤسسات تنشر ثقافة تشجع على التطرف والإرهاب، وفي الوقت ذاته يتم إغفال جانب الإصلاحات السياسية التي تحتاجها شعوب المنطقة أكثر من أي وقت آخر.

أمام هذا النهج الأميركي الجديد، لم يكن غريباً أن يصل الاستياء السعودي إلى الأصدقاء والشركاء في المجتمع الدولي والإشارة إلى عزمها تغيير علاقاتها مع واشنطن رداً واحتجاجاً على أسلوب التعامل مع قضايا السياسة الخارجية فيما يتعلق بالحرب على سورية، وهو الأمر الذي يرسم مشهداً جديداً لسياسة ورؤية جديدة لدول المنطقة الخليجية غير تلك التي كان معمول بها سابقاً.

ويرى مراقبون أميركيون أن مشاكل الشرق الأوسط لن تنحل خلال الأعوام القليلة المقبلة، ومن المحتمل أن يزداد الوضع سوءاً قبل أن يتحسن. وبهذا يصبح السؤال الرئيسي: إلى أي حد ينوي أوباما التخفيف من مشاكل المنطقة، والمساعدة في توجيهها للخروج من أسوأ المسارات إلى أفضلها؟ ويبدو أن الجواب على ذلك بدا مع تبني سياسة خارجية جديدة إلا أنها خلقت «فوبيا» خليجية ترى في ذلك تهديداً لمستقبل علاقاتها مع واشنطن.

مركز بروكينجز في واشنطن كان قد ناقش في (25 سبتمبر/ أيلول 2012) في ندوة التحديات التي قد تواجه الإدارة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، إذ أشار إلى أن أي رئيس أميركي لا يمكن أن يتجاهل متغيرات هذه المنطقة لأنها بدأت تفرض نفسها على الساحة ولكن يجب أن يتم استثمار ذلك بطريقة ترسي الديمقراطية والاستقرار في المنطقة بما يخدم المصالح الأميركية، وتبني حوار مفتوح وواسع مع جميع الأصوات في المجتمع العربي من دون انتقائية، والتوفيق بين القضايا المتعلقة بالمشكلات الأمنية في المنطقة من ناحية، والديمقراطية والإصلاح من ناحية أخرى، إضافة إلى أهمية الحفاظ على الحوار مع الجماعات السياسية ذات المرجعية الدينية؛ لأن الفشل في الحفاظ على الحوار من الممكن أن يضر بالمصالح الأميركية؛ لأن هذه الجماعات ستظل جزءاً مهمّاً من المشهد السياسي العربي لفترة من الوقت.

مهما ينتج عن السياسة الحالية، فإن ما هو مؤكد أن العالم يتغير أمام أعيننا، وما بدأ في الربيع العربي في مطلع 2011 نتج عنه تحولات كثيرة، شاهدنا خلالها سقوط واهتزاز أنطمة، وصعود وهبوط تيارات، وانفجاراً لصراعات طائفية، وتغيراً في معالم القوى إذ أن هناك من كان قوياً، مثل تركيا، ويبدو مهزوزاً حالياً، وهذا يندرج على عدد من الحالات والدول الأخرى، ولكن ما هو مؤكد أيضاً أن حالة الوعي بالحق في العيش الكريم والمشاركة في حياة سياسية عادلة أصبحت الآن مطلباً ثابتاً لجميع شعوب المنطقة.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 4068 - السبت 26 أكتوبر 2013م الموافق 21 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 3:53 ص

      ذات المرجعية الدينية

      الحوار مع الجماعات ذات المرجعية الدينية ؟؟؟ ذلك هو بيت القصيد !! يعني ما قلناه عن التنسيق وخدمة اجندة الامريكان صح ! والا شنهو رايك ؟

    • زائر 6 زائر 4 | 5:24 ص

      الا يبين

      الا الكل يشوفه ان ايران بدت تتقرب من امريكا لانها راح تتخلى عن الشعوب الاغدرت فيها وراح تكون كفت الميزان ايران اليد اليمنى والخليج في الاحتياط لان ايران تساوي اكثر من الخليج بقده

    • زائر 2 | 1:13 ص

      ابو حسين

      استاذة رايم خليفة الفاضلة, مشكلة الحكومات العربية عامة والخليجة خاضة فوبيا
      من مطالب وحقوق شعوبها المسلوبة حول تطور وتقدم نظام الحلم وحقوق الانسان
      والكرامة والحرية والمساواة في الحقوق والوجبات من يدافع عن الشعب السوري
      هو لا يعترف بحقوق شعبه ولا يعترف بالديمقراطية اوحقوق الانسان مجرد تصفيات
      حسابات جميع الشعوب العربية لها نفس المطالب الشعب السوري الشقيق
      وجميع الشعوب العربية اعطاها حقوقها ينهي مشكلة الحكومات

    • زائر 1 | 12:19 ص

      البيوت الهشّة تتأثر لأي اهتزاز

      دول الخليج لو كانت مبنية على مشاركة الشعوب واشراكها في القرار السياسي لما استطاعت دولة التلاعب بها . ولكن طالما ان الحكومات في واد والشعوب بواد آخر يسهل على كل متطفل اللعب بمستقبل البلد
      الحكومات جعلت من نفسها ضعيفة في مقابل الهزات الداخلية والخارجية

اقرأ ايضاً