العدد 4072 - الأربعاء 30 أكتوبر 2013م الموافق 25 ذي الحجة 1434هـ

دراسة طبية حديثة تؤكد: اكتئاب الأطفال يبدأ من الحمل

وفقاً للعديد من الدراسات المتخصصة، فإن سيدة من بين كل عشر تصاب بالاكتئاب بعد الولادة، وتصاب الكثيرات بالكآبة والحزن خلال شهور الحمل بسبب التغييرات الكبيرة التي تصيب حياتهن فيشعرن بالخوف والتوتر والقلق، أما بعض النساء الحوامل، وخاصةً اللواتي لم يكن يشعرن بالرغبة في الإنجاب، يُصبن بالاكتئاب منذ بداية شهور حملهن.

لكن، ترى بعض الدراسات أن الاضطرابات النفسية الشديدة لا مكان لها في فترة الحمل للواتي لا يعانين مسبقاً من هذه العوارض على عكس اللواتي يملكن الاستعداد لذلك، وقد تتحسّن حالة الحامل المصابة بأزمة نفسيّة مزمنة بعد الولادة، وقد تزداد سوءاً أيضاً.

ومؤخراً، توصلت دراسة أجريت في المملكة المتحدة إلى أن الأطفال الذين تعاني أمهاتهم من الاكتئاب خلال فترة الحمل قد يتعرضون لمخاطر الإصابة بالاكتئاب في سن البلوغ، ولكنها مخاطر صغيرة ومتزايد، ويقول باحثون بجامعة بريستول إن العلاج الطبي خلال فترة الحمل قد يقلل من مخاطر التعرض لمشكلات الصحة النفسية في المستقبل لدى الطفل.

وتابعت الدراسة مواليد أكثر من 8000 من الأمهات اللاتي يعانين من اكتئاب ما بعد أو ما قبل الولادة، ووجدت أن خطر الإصابة بالاكتئاب في سن البلوغ بلغ نحو 1.3 مرة أعلى من المعدل الطبيعي في سن 18 عاماً.

ونشرت الدراسة في دورية «JAMA» للطب النفسي، حيث أكدت كبيرة الباحثين ريبيكا بيرسون، أن الاكتئاب في فترة الحمل ينبغي أن يؤخذ بجدية، وأن يعالج خلال فترة الحمل، حيث يبدو أن هناك مخاطر طويلة الأجل بالنسبة للأطفال، بالرغم من كونها صغيرة، علاوةً على أن هناك ارتباط بين إصابة الأم بالاكتئاب وبين إصابة أطفالها به في سن البلوغ ولكنها ليست علاقة سببية، وأضافت أن هناك حاجة لمزيد من البحث في هذا الأمر.

من جهتها، قالت كارمين باريانت، من معهد الطب النفسي بجامعة كينجز كوليدج لندن، إن تطور الصحة النفسية للشخص لا يبدأ عند الولادة، ولكن داخل الرحم، وأضافت: «الرسالة واضحة، فمساعدة النساء المصابات بالاكتئاب في فترة الحمل لن يخفف من معاناتهن فقط، ولكن سيخفف أيضاً من معاناة الجيل المقبل».

ويعتقد الباحثون أن عوامل أخرى قد تكون ذات صلة باكتئاب ما قبل الولادة واكتئاب ما بعد الولادة، فهناك عوامل بيئية، مثل الدعم الاجتماعي للأطفال، والتي لها تأثير أكبر على اكتئاب ما بعد الولادة.

وتأتي هذه البيانات من دراسة يطلق عليها اسم «دراسة آفون طويلة الأجل للآباء والأطفال»، والتي تأتي ضمن مشروع بحثي طويل المدى حول الصحة، والذي يعرف أيضاً باسم «أطفال التسعينات»، وهناك أكثر من 14 ألفاً من الأمهات سُجلن خلال حملهن في الفترة ما بين عامي 1991 و1992، وتوبعت حالالتهن الصحية، ونمو أطفالهن بالتفصيل منذ ذلك الحين.

من جانب آخر، ينصح الأطباء بأن تعطي الأم نفسها قدراً جيداً من الراحة، وأن تشرك زوجها في الأعباء المنزلية، كما يتوجب عليها أن تتناول وجبات غذائية مفيدة، وتتجنب الكافيين في المشروبات لأنه يزيد من حالة التوتر، بالإضافة إلى الخروج من المنزل والمشي لفترة بسيطة عدة مرات في الأسبوع، والاهتمام بجو المنزل الجميل حسب الإمكانيات وارتداء الألوان الزاهية، والأهم من ذلك كله، تقوية الجوانب الإيمانية والروحانية وحسن الثقة بالله سبحانه وتعالى.

العدد 4072 - الأربعاء 30 أكتوبر 2013م الموافق 25 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً