العدد 4072 - الأربعاء 30 أكتوبر 2013م الموافق 25 ذي الحجة 1434هـ

الكثير من الأمهات البحرينيات يجهلن التفاصيل... كيف نفهم الأطفال ذوي «النشاط الزائد»؟

تفتقد الكثير من الأمهات البحرينيات وغير البحرينيات أيضاً، معلومات ومهارات التعامل مع الأطفال ذوي النشاط الزائد! وتمثل هذه الحالة بالنسبة للكثير من الأمهات والآباء والأقارب، مشكلة مزعجة، إلا أن المتخصصين في مجال التربية الخاصة يرون أنه من الضرورة بمكان أن تتزود الأمهات خصوصاً والآباء عموماً، وكذلك المعلمين والمعلمات، بمهارات التعامل مع هذه الفئة بعد فهم طبيعة الحالة.

وهنا يقول اختصاصي التربية الخاصة صلاح حلمي عبدالعزيز، ضمن دراسة شارك بها في دورة نظمتها الجمعية البحرينية لمتلازمة داون هناك توجهاً حديثاً في المجال النفسي والتربوي بأن هناك اضطراباً مستقلاً يطلق عليه فرط النشاط و/ أو ضعف التركيز، أي أنهما قد يظهران معاً أو قد يكون كل منهما ظاهراً على حدة، ولكن من جانب آخر، هناك من يعتقد بخطأ هذا الاعتقاد، ويعتبر فرط النشاط عرضاً لكثير من الاضطرابات المختلفة، وأن هذه الحالة تعتبر مشكلة سلوكية عند الطفل ويكون هؤلاء الأطفال عادة مفرطي النشاط واندفاعيين ولا يستطيعون التركيز على أمر ما لأكثر من دقائق فقط.

ويصاب من ثلاثة إلى خمسة في المئة من طلاب المدارس بهذه الحالة، والذكور أكثر إصابة من الإناث، ويشكل وجود طفل مصاب بهذه الحالة مشكلة حقيقية أحياناً للأهل وحتى الطفل المصاب يدرك أحياناً مشكلته ولكنه لا يستطيع السيطرة على تصرفاته، ما يوجب على الوالدين معرفة ذلك ومنح الطفل المزيد من الحب والحنان والدعم وعلى الأهل كذلك التعاون مع طبيب الأطفال والمدرسين من أجل كيفية التعامل مع الطفل.

أعراض متشابهة

أحياناً، يكون من الصعب جداً تشخيص هذه الحالة حيث إنها تتشابه مع أمراض كثيرة أخرى، وتبدأ الأعراض عادة قبل أن يبلغ الطفل سن السابعة، ويجب قبل وضع التشخيص استبعاد كل الأمراض والاضطرابات العاطفية الأخرى، ويجد هؤلاء الأطفال صعوبة في التركيز ويكونون عادة اندفاعيين وزائدي الحركة، وبعض الأطفال يكون المرض على شكل نقص انتباه دون فرط الحركة، ويجب التذكير بأن أي طفل طبيعي يتصرف بهذه الطريقة أحياناً، أما الأطفال المصابين بكثرة الحركة ونقص الانتباه فهم دائماً على الحال نفسه من فرط النشاط.

وهذه الحالات يتم تشخيصها عن طريق اختصاصي نفسي واختصاصي تربية خاصة، ويتم التشخيص عبر التأكد من وجود عدد من الأعراض (غالباً 12 من 18)، فإذا كانت متوافرة يميل المشخّص إلى أن الطفل مصاب بما يطلق عليه متلازمة فرط النشاط و/ أو ضعف التركيز، مع ملاحظة أنه لا يمكن الجزم بوجود النشاط الحركي الزائد عند الطفل إلا إذا تكررت منه أعراضه في أكثر من مكان (في البيت أو الشارع أو عند الأصدقاء).

القدرات الذهنية... فرط النشاط

وعادة تكون القدرات الذهنية لهؤلاء الأطفال طبيعية أو أقرب للطبيعية، وتكون المشكلة الأساسية لدى الأطفال المصابين بتلك المتلازمة هو أن فرط النشاط و/ أو ضعف التركيز لا يساعدهم على الاستفادة من المعلومات أو المثيرات من حولهم، فتكون استفادتهم من التعليم العادي أو بالطريقة العادية ضعيفة، حيث يحتاجون أولاً للتحكم في سلوكيات فرط الحركة وضعف التركيز؛ وذلك لأن من الأعراض المعروفة لهذا الاضطراب ومنها عدم إتمام نشاط، والانتقال من نشاط إلى آخر دون إتمام الأول، حيث إن درجة الإحباط عند هذا الطفل منخفضة؛ ولذا فإنه مع فشله السريع في عمل شيء ما، فإنه يتركه ولا يحاول إكماله أو التفكير في إنهائه، ومنها أيضاً عدم القدرة على متابعة معلومة سماعية أو بصرية للنهاية، مثل: برنامج تلفزيوني أو لعبة معينة، فهو لا يستطيع أن يحدد هدفاً لحركته... ففي طريقه لعمل شيء ما يجذبه شيء آخر... أضف إلى ذلك فقدان الأشياء الشخصية... تكرار النسيان... عدم الترتيب والفوضى... الحركة الزائدة المثيرة للانتباه... عدم الثبات بالمكان لفترة مناسبة، حيث يكون هذا الطفل دائم التململ مندفعاً وغيرها.

غموض ومفاهيم غامضة

يكتنف موضوع اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه لدى الأطفال بعض الغموض، الأمر الذي أدى إلى انتشار بعض المفاهيم الخاطئة حول الأطفال الذين يعانون منه، وفي هذا الشأن يقدم المتخصص بقسم التربية الخاصة في كلية التربية بجامعة الملك سعود الباحث زيد بن محمد البتال بعض التصويبات لأخطاء شائعة منها أن الأطفال ذوي اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه يعانون جميعاً من النشاط الزائد، والصواب هو أن تصنيف علما الطب النفسي والعقلي لحالة اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه ينطوي على عدة أنواع منها النوع الذي يسود فيه قصور الانتباه، والنوع الذي تكون الغلبة فيه للنشاط الزائد، والنوع الذي يجمع بين ما تقدم أي يسود فيه ضعف الانتباه جنباً إلى جنب مع النشاط الزائد والاندفاع، وعليه، فإن بعض الأطفال ذوي اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه لا يظهرون نشاطاً زائداً، ويتم تصنيفهم ضمن فئة ذوي اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه من النوع الذي يسود فيه ضعف الانتباه.

مشاكل سلوكية رئيسية

ومن الأخطاء أيضاً أن الأعراض الرئيسية لاضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه تتمثل في عدم الانتباه، والصواب هو أنه على رغم أن تصنيف الطب النفسي والعقلي للحالة يتضمن نوعاً يسود فيه عدم الانتباه، فإن المفاهيم التي تبلورت في هذا السياق في الآونة الأخيرة تضع المشاكل المتعلقة بالضبط السلوكي (behavioral inhibition) والتصرفات العملية / الفعلية في منزلة المشاكل السلوكية الرئيسية لحالة ضعف الانتباه واضطراب النشاط الزائد، وكذلك الاعتقاد أن اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه ما هو إلا ثورة أو صيحة تشخيصية ذات بريق مؤقت، أولع الناس بها في الوقت الحاضر وأصبحت هوساً أو توجهاً يستهويهم، ولا توجد إلا أبحاث قليلة تسنده وتؤيده وتؤكد وجوده، وهذا خطأ! فثمة تقارير وإفادات عن وجود هذه الحالة تعود إلى منتصف القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، أما الأبحاث والدراسات العلمية الجادة والرصينة في هذا المجال، فقد بدأت في مطلع القرن العشرين، وفي منتصفه، وعليه، توجد الآن قاعدة صلبة من الأبحاث التي تؤيد وجود هذه الحالة وتؤكدها.

العدد 4072 - الأربعاء 30 أكتوبر 2013م الموافق 25 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً