العدد 4072 - الأربعاء 30 أكتوبر 2013م الموافق 25 ذي الحجة 1434هـ

الحقيبة المدرسية الثقيلة... همٌ ثقيل على الطلبة وأولياء الأمور

يحذِّر الكثير من الأطباء والمتخصصين من الإصابات التي قد يصاب بها الأطفال جرَّاء حمل حقائب مدرسية ثقيلة الوزن.

ولعل من أكثر الإصابات هي تقويس الظهر، والانحناء للأمام، والالتواء أو الميل إلى أحد الجانبين، علاوةً على أن هذه التغيرات في وضع الجسم يمكن أن تتسبب في حدوث خلل في العمود الفقري، كما تتسبب حقيبة الظهر حين تكون ثقيلة للغاية في جعل العضلات تعمل بشكل أكثر قسوة مما يؤدي لإصابتها بالتوتر والإجهاد، وجعل العنق والكتفين والظهر أكثر عرضة للإصابة.

لجنة مختصة بـ «التربية»

وعلى مستوى البحرين، فإن هذه المشكلة برزت إلى السطح منذ سنوات من جانب أولياء الأمور، الذين طالبوا بوضع حلول لثقل الحقيبة، والإسراع في مواكبة التطور الذي تشهده بعض الدول المتقدمة نحو التحول للتعليم الإلكتروني والاستعاضة عن الكتب بأقراص تحوي المناهج المدرسية وأخرى للواجبات المنزلية، إلا أن وزارة التربية والتعليم وضعت المشكلة نصب أعينها، ومن الحلول المطروحة ترك الكتاب المدرسي الخاص بالطالب في المنزل للدراسة والمراجعة، في حين يكون لدى المعلم نسخٌ من الكتاب المدرسي يتم توزيعها داخل الصف مع بداية الحصة على جميع الطلاب وجمعها في نهايتها، حسب ما أعلنته وزارة التربية والتعليم في العام الماضي 2012.

وسبقها تشكيل لجنة تختص ببحث سبل الحد من الآثار السلبية لوزن الحقيبة المدرسية، حيث قدمت اللجنة عدداً من المرئيات التي تؤدي إلى الحد من هذه الآثار بشكل ملموس، ومنها تسريع عملية تحويل الكتب الورقية إلى كتب إلكترونية، حيث تم الانتهاء من تحويل أكثر من 170 كتاب إلى الصيغة الإلكترونية، وتوجيه المدارس إلى العمل على الاستغناء عن الدفاتر في المواد التي بها كراسات تمارين، وإرشاد المعلمين وأولياء الأمور لتقليل حجم الدفاتر وتقنين الواجبات المدرسية، إلى جانب إصدار تعميم بمواصفات الحقيبة المدرسية المثالية، وما تزال اللجنة مستمرةً في عملها.

حملة بالمملكة العربية السعودية

هذه المشكلة منتشرة بين طلبة المرحلة الابتدائية في دول مجلس التعاون الخليجي، وفي شهر أغسطس/ آب من العام الجاري، أطلقت وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية حملة توعوية موجهة لطلاب وطالبات التعليم العام وأولياء الأمور، تحت مسمى «نحو حقيبة مدرسية أقل وزناً.. من أجل صحة أفضل»، تهدف من خلالها إلى نشر الوعي بين الطلاب وأولياء الأمور بالوزن المثالي للحقيبة المدرسية، والتعرف على بعض الإرشادات الصحية الواجب اتباعها عند اختيار واستخدام الحقائب المدرسية لكل المراحل التعليمية.

وأنتجت الوزارة مؤخراً فيلماً كرتونياً، يناقش الحقيبة المدرسية والعادات السليمة في اقتنائها وحملها، وشرح الفيلم الأوزان المثالية وطريقة الاستخدام الأفضل، كما كشف عن أهمية المشاركة التكاملية من ولي الأمر والمدرسة في مساعدة الطالب والطالبة للاختيار الأفضل للحقائب، وتفعيل الجداول الدراسية مع بداية العام الدراسي.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، محمد الدخيني: «لا يمكن تجاهل أثر وزن الحقيبة المدرسية وطريقة حملها بشكل غير سليم على الجانب النفسي، واللياقي للطالب والطالبة، وهذه الحملة التوعوية تأتي لتلافي ما يمكن أن تسببه الأوزان الزائدة للحقائب من آلام الظهر، والمشاكل الصحية لدى الطلاب»، موضحاً أن هذه الحملة سيتم من خلالها التعريف بأهمية اتباع الطرق السليمة، والتعليمات المرتبطة باختيار نوع ووزن الحقيبة المدرسية.

 وفيما يتعلق بالوزن المثالي، أشار إلى أن الوزن المثالي للحقيبة المدرسية سواء المحمولة على الظهر، أو تلك التي على الكتفين، يجب أن يتراوح بين 10 إلى 15 في المئة من وزن الطالب أو الطالبة، مبيناً أن وزن جميع كتب الصف الأول الابتدائي هو اثنان كيلو و100 جرام، والأول متوسط خمسة كيلوجرامات و100 جرام، والأول ثانوي ستة كيلوجرامات و60 جراماً، ولا يحتاج الطالب والطالبة إلى حملها جميعاً، عدا ما يتطلبه حمله في إطار الجدول المدرسي، ويضاف إليها مستلزمات تعليمية ووجبات غذائية تحمل أوزاناً مختلفة.

 وتسعى الوزارة إلى رفع درجة الوعي بعملية الاختيار من قبل أولياء الأمور أثناء شراء الحقائب، خاصة أن الحقائب الموجودة في الأسواق متنوعة الأوزان والأحجام، يزيد بعضها على الكيلو والنصف، في حين يصل بعضها إلى 300 جرام، مشيراً إلى أن المسئولية لا تقف على أولياء الأمور وحدهم بل تتجاوزها إلى اهتمامات وزارة التربية والتعليم من خلال العمل على رفع مستوى المسئولية والوعي، وتحديد الضوابط والأنظمة التي تؤكد عليها دائماً بما يخفف العبء على أبنائنا وبناتنا، وذلك بالتأكيد على المدارس بعدم إلزام الطلاب والطالبات بإحضار جميع الكتب وحملها دفعة واحدة، ووضع جداول تحدد المواد اليومية التي يجب إحضارها وحملها في حقائبهم، إضافة إلى تأكيد أهمية الممارسات السليمة في عمليات حمل وترتيب المواد داخل الحقائب بالطرق الصحية الأفضل.

تجنب المشاكل الصحية

ويحذِّر المتخصصون من مشكلة ثقل وزن الحقائب، وهذا ما أشار إليه أخصائي العلاج الطبيعي والمتخصص في علاج وتأهيل مشاكل العمود الفقري، رئيس جمعية العلاج الطبيعي البحرينية هاني مهدي حسن في تصريح سابق لـ «الوسط»، بقوله إن الحقيبة المدرسية تلعب دوراً كبيراً في زيادة الحمل على العمود الفقري للطلبة، وخصوصاً عندما يكونون في مراحل النمو أو قبل سن البلوغ الكلي، ومن أهم الآثار الناتجة عن حمل الحقيبة المدرسية زيادة الحمل على فقرات أسفل الظهر وزيادة الشد العضلي على عضلات الأكتاف ووسط منطقة العمود، بالإضافة إلى زيادة ميلان العمود الفقري على أحد جانبي الجسم ما يسبب انحناءً في العمود الفقري.

وحسب حسن، فإن هناك مشاكل صحية تنتج عن ثقل الوزن، ومنها الإصابة بآلام الرقبة وأعلى منطقة الكتف يصاحبها في بعض الأحيان صداع وآلام في منطقة أسفل الظهر، وظهور ميلان في العمود الفقري إلى الأمام أو إلى الجانب مع تغير مستوى كتف أو الحوض ليصبح أحدههما أعلى من الآخر، منوهاً إلى أهمية أن تكون الحقيبة بالتساوي على الكتفين، تجنب حملها على جهة واحدة، عدم حملها لمسافات طويلة، وآداء تمارين رياضية أو تأهيلية خاصة بتقوية العمود الفقري.

العدد 4072 - الأربعاء 30 أكتوبر 2013م الموافق 25 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً