جحا من الشخصيات الطريفة التي ذكرها التاريخ، البعض يقول إنها شخصية حقيقية والبعض يقول إنها شخصية فكاهية من الخيال، لكن سنقدم لأصدقائنا بعض طرائفه ونوادره.

سكن جحا منزلاً بالإيجار، وكان خشب السقف يقرقع كثيراً، فلما جاء صاحب البيت يطلب أجره قال له: «أصْلِحْ هذا السقف فإنه يقرقع»، قال صاحب البيت: «لا بأس عليك فإنه يسبح الله»، قال جحا: «أخاف أن تدركه خشية فيسجد».

أحست امرأة جحا ببعض الألم، فأشارت عليه أن يدعو الطبيب، فنزل لإحضاره، وحينما خرج من البيت أطلّت عليه امرأته من النافذة، وقالت له: «الحمدلله لقد زال الألم فلا لزوم للطبيب»، لكنه أسرع إلى الطبيب وقال له: «إن زوجتي كانت قد أحست بألم وكلفتني أن أدعوك، لكنها أطلت من النافذة وأخبرتني أنه قد زال ألمها فلا لزوم لأدعوك، ولذلك قد جئت أبلغك حتى لا تتحمل مشقة الحضور».

جاءته إحدى جاراته، وقالت له: «أنت تعلم أن ابنتي معتوهة متمردة، فأرجو أن تقرأ لها سورة أو تكتب لها حجاباً»، فقال لها: «إن قراءة رجل مسن مثلي لا تفيدها، ولكن ابحثي لها عن شاب في سن الخامسة والعشرين أو الثلاثين، ليكون لها زوجاً وشيخاً معاً، ومتى رزقت أولاداً صارت عاقلة طائعة».

سئل جحا يوماً: «أيهما أكبر، السلطان أم الفلاح؟»، فقال: «الفلاح أكبر.. لأنه لو لم يزرع القمح لمات السلطان جوعاً»