العدد 4074 - الجمعة 01 نوفمبر 2013م الموافق 27 ذي الحجة 1434هـ

السفير الإيطالي: الحوار في البحرين هو السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف السياسية على المدى البعيد

السفير الايطالي لدى مملكة البحرين البيرتو فيكي
السفير الايطالي لدى مملكة البحرين البيرتو فيكي

دعا السفير الايطالي لدى مملكة البحرين البيرتو فيكي جميع الأطراف في البحرين الى توحيد النوايا والرغبة الصادقة لديهم لنبذ العنف وادانته بكافة أشكاله كوسيلة لتحقيق الغايات والأهداف السياسية، و الا سوف لن يكون هناك حوار مثمر، مشيراً في حوار اجرته معه وكالة انباء البحرين إلى أن الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق الاهداف السياسية على المدى البعيد ولمحاربة التطرف الذي يعطل مصالح الدولة.

وأكد السفير الايطالي لدى مملكة البحرين البيرتو فيكي ان بلاده تؤيد جهود عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى ال خليفة وصاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد في المسيرة الاصلاحية التي تشهدها مملكة البحرين واصفا دعوة جلالته للحوار الوطني بانها موقف حكيم مشددا على دعم وتأييد ايطاليا لهذا الموقف مئة بالمئة.

واكد ان الحوار الجوهري سيكون الحل الوحيد الدائم للمستقبل داعيا كافة الاطراف الى العودة والجلوس حول طاولة الحوار على اساس جديد لعلاقاتهم المشتركة والى ادانة العنف بكافة اشكاله .

واوضح السفير الايطالي انه في أي بلد من بلدان العالم يكون هناك أعداء للحوار يلجأون من خلال ممارسة العنف لتعطيل هذه الجهود واعاقة الحوار.

وقال نحن في إيطاليا سنكون سعداء لرؤية جميع الأطراف يعودون للجلوس حول طاولة الحوار لتحقيق أساس جديد لعلاقاتهم المشتركة.

واضاف ان طريق الاصلاح طريق متواصل بلا نهاية و لتحقيق ذلك هو التحدث مع بعضنا لبعض و التوصل الى توافق ، مؤكدا ان التوصل لهذا التفاهم هو "شيء مفيد" ولن يكون هناك خاسر.

وقال ان التسوية تحتاج لان تكون على معرفة تامة بانك لابد ان تخسر شيئا ما بشكل دائم ليعم الخير للبلاد برمتها .

وقال السفير الايطالي ان ما تمر به إيطاليا هذه الأيام ينطبق على البحرين أيضا حيث هناك أعداء ومعارضين للحوار لا يريدون التوصل الى تفاهم لان ذلك يتعارض مع مصالحهم وهذه المصالح ضد مصلحة البلاد.

واستذكر في هذا السياق ما مرت به بلاده إيطاليا في اواخر السبعينيات و اوائل الثمانينات حينما ظهر الارهاب و تم القضاء عليه عندما قررت الأطراف السياسية التي كانت مقربة لفئة من الارهابيين ان تقول "كفى لا نستطيع احتمال الارهاب اكثر من ذلك، يجب ان نقطع العلاقات مع الارهاب و ان ندين ما يحدث من ارهاب بدون تردد".

ودعا السفير الايطالي البيرتو فيكي في هذا الصدد جميع الأطراف الى توحيد النوايا والرغبة الصادقة لديهم لنبذ العنف وادانته بكافة أشكاله كوسيلة لتحقيق الغايات والأهداف السياسية، و الا سوف لن يكون هناك حوار مثمر.

وتحدث السفير عن العلاقات الايطالية البحرينية ووصفها بانها جيدة جدا وقال أنه بالإمكان تطويرها لتصبح ممتازة مشيرا الى ان الزيارة الرسمية التي قام بها جلالة الملك الى ايطاليا في عام 2008 كانت حدثا كبيرا في العلاقات الثنائية وناجحة ومثمرة واسفرت عن عدة توصيات لتعزيز العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين وخاصة بإنشاء سفارة لمملكة البحرين في روما ، حيث كان من المفترض ان يتم انشائها عقب الزيارة الكريمة لكنها تأخرت بسبب الازمة المالية التي شهدتها المنطقة عام 2008 والاحداث المؤسفة التي وقعت في البحرين عام 2011 م .

واكد ان بلاده تعول كثيرا على تسريع اجراءات افتتاح السفارة البحرينية في روما موضحا ان انشاء السفارة الايطالية في البحرين قد فتح افاقا وامكانيات كبيرة للإيطاليين ليستكشفوا البحرين شيئا فشيئا ، لكنه قال انه بعد افتتاح السفارة البحرينية في روما سيكون هناك امكانية اكبر للترويج للبحرين في ايطاليا ولتعزيز العلاقات بين البلدين .

وقال ان رجال الاعمال الايطاليين يزورون البحرين اسبوعيا لاستكشاف امكانية الفرص المتاحة للاستثمار فيها ولديهم الرغبة في انطلاق اعمالهم التجارية منها ، كاشفا عن ان البحرين استقبلت خلال الشهر الماضي مجموعة من رجال الاعمال تمثل اكثر من الفي مؤسسة تجارية ايطالية متوسطة وصغيرة حيث حملوا معهم انطباعا رائعا وايجابيا عن مملكة البحرين وقررا فورا انهم يرغبون في التواجد هنا والبدء في التعاون التجاري مع البحرين .

وحول مجالات التعاون بين البلدين اكد السفير الايطالي ان العزيمة موجودة لتعزيز أوجه التعاون في المجالات الثقافية من قبل الجانبين وان هناك امكانيات عديدة لأحراز تقدم في هذا الخصوص مشيرا الى أن هذه الأمور تمت مناقشتها باستفاضة مع وزيرة الثقافة لتعزيز اتفاقيات التعاون بين المتاحف في كل من ايطاليا و البحرين.

وقال ان متحف البحرين الوطني بصدد الاحتفاء بمناسبة الذكرى الخامس والعشرين لإنشائه في شهر ديسمبر المقبل. وسيكون هذا حدثاً هاماً بتعزيز أوجه التعاون المشترك من وجهة نظر المتاحف. واشار الى ان هناك الكثير من الأمور التي يمكن التعاون فيها خاصة في مجال دراسة الآثار وترميم المواقع الأثرية موضحا إن ايطاليا لديها في هذا المجال الماما متعمقا و هي احدى الدول التي يوجد فيها أكبر المواقع الأثرية مساحة والتي تعود لعصور تاريخية قديمة بالإضافة لترميم المواقع الأثرية، كما يمكن التعاون في المجالات التعليمية حيث هناك امكانيات ضخمة و العديد من الفرص في الجامعات والمؤسسات التعليمية الايطالية العريقة في مختلف التخصصات المعمارية والطبية و التخصصات الاخرى .

ورحب بالطلاب البحرينيين في الجامعات الايطالية. وفي شتى القطاعات مؤكدا على انه توجد امكانيات كبيرة لتعزيز آفاق التعاون المشترك في المجالات الثقافية والتعليمية بمعنى أوسع وأشمل.

وبالنسبة للجالية الايطالية في البحرين قال السفير الايطالي انها على مستوى عال جداً. وعددها حوالي ثلاثمائة وخمسين شخصاً من المقيمين بشكل دائم فمنهم رجال الأعمال من المعماريين والمصرفيينً وهم سعداء للغاية بالعيش هنا في وطنهم الثاني.

واشار الى بعض الحالات من الجالية الايطالية قررت الاستقرار في البحرين بالرغم من أن مكان عملهم في مكان آخر في الخليج العربي ولكنهم اتخذوا من البحرين وطناً لهم لكون البحرين هي المكان الذي طاب لهم العيش فيها حيث إن الموجودين حولهم اناس طيبون وأفضل مما هو ممكن.

وتحدث السفير عن اعفاء مواطني دول مجلس التعاون عن تأشيرة الدخول الى ايطاليا فقال ليس لديه أي علم بأية مفاوضات تجرى حول الاعفاء من التأشيرة بهذا الخصوص موضحا ان التأشيرات كما هو معلوم ليست شأناً وطنياً فقط بل تعتبر مسألة تخص جميع دول الاتحاد الأوروبي فيما يعرف اصطلاحا بالـــ (شنغين) ولذلك فانه من أجل إلغاء التأشيرات يجب أن تكون على أساس مشترك على صعيد "الشنغين".

وقال انه بالإمكان الحديث عن تسهيلات تعطى لرجال الأعمال أو لأصناف محددة على المستوى الوطني. ولكن حينما نتحدث عن (نظام التأشيرة) فإنه يتجاوز الصعيد الوطني.

واشار الى ان التأشيرة عادة ما تصدر خلال ثلاثة أيام وعند الحاجة يمكن استصدارها في اليوم التالي بل وفي نفس اليوم في حالة الحاجة الحقيقية مشيرا الى انه يتطلع لاستحداث طريقة جديدة للوصول لنظام استصدار التأشيرة من أجل التعامل مع الطلبات بشكل منطقي وأكثر كفاءة .وقال إننا سنظل دائماً منفتحين لتلبية الطلبات المستعجلة فوراً وسنسعى للتعامل مع الطلبات وتصنيفها ونحن هنا لتقديم أفضل ما لدينا للمواطنين البحرينيين حتى يتسنى لهم زيارة ايطاليا. وهذا يصب في مصلحتنا.

وهذا ما نريده نحن. فنحن نريد تعزيز المعرفة والالمام المتبادل والعلاقات المشتركة ومن مصلحتنا أن يزور البحرينيين ايطاليا ويعودون بعد زياراتهم للترويج لإيطاليا في البحرين بنفس الشكل كالفرنسيين والألمان والبريطانيين.

وفي ختام حديثه اعرب السفير الايطالي لدى مملكة البحرين عن تطلعه في تعزيز العلاقات الثنائية مع البحرين خاصة فيما يتعلق بزيارات رجال الأعمال خاصة بعد هيكلة طيران الخليج التي علقت رحلاتها المباشرة الى روما في يناير الماضي وقال انه يتطلع بكل صدق لعودة الرحلات المباشرة لطيران الخليج الى روما مرة اخرى في اقرب وقت ممكن لكونها مهمة لرجال الاعمال والسياح وستسهم في الترويج لجمال مملكة البحرين والفرص المتاحة فيها.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً