العدد 4075 - السبت 02 نوفمبر 2013م الموافق 28 ذي الحجة 1434هـ

نتحدّى الصعوبات ولكن!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

نستطيع أن نتحدّى الصعوبات في حياتنا اليومية، ولكن عندما نجد العقبات تافهة وخطيرة في الوقت ذاته، فإنّ الصعوبات تصعب في تحدّيها، فمهندسا الطيران اللذان كتبت عنهما «الوسط» في العدد 4074 (2/11/2013) هما مثالان حيّان لتحدّي الصعوبات، وإنّما المعيشية فقط!

يؤسفنا أن نسمع قصة هذين الشابين، فمستقبلهما وحلمهما كان في هندسة الطيران، ووقف الحلم عند الواقع المرير، بالعمل في أحد المطابخ! مهما بلغت قيمة أجرهما، ومهما استفادا مادياً من هذا العمل، فقد أصيب طموحهما بحالة انهيار لا ندري متى ترجع!

كيف نخسر شباباً قادراً على التميّز؟ لماذا نحن أبعد الناس عن الاستفادة من شبابنا؟ هل هو تمييزٌ أم ماذا؟ عندما نجد الشباب قابعين في البيوت أو عاطلين عن العمل أو مفصولين أو يعملون بمهن لا تناسب قدراتهم ولا مؤهلاتهم، فإننا نقول على الدنيا السلام.

لا أحد يستطيع التقدّم بنا إلا أبناؤنا، فلا الجاليات العربية –مع احترامنا لها- ولا الأجانب ولا غيرهم يحملون هموم الوطن أو المواطن، نحن فقط من يحمل الهم، ونحن فقط من يريد بناء هذه الأرض، ونحن المبعدون المنبوذون الموصومون بالخيانة وعدم حب الوطن!

لماذا لا تهدأ الأمور؟ ولماذا لا تتم حلحلة الأزمة؟ وهل هي الآن في مهب التطهير الفئوي أم في مهب التضييق على الفئة الأخرى؟ إذ أننا نجد العجب العجاب في الوظائف ولا نعلم إن كان هذا العجب من إبعاد أهل الوطن أم العجب في عقابهم أو العجب في التضييق عليهم!

لا نريد إلاّ الخير للبحرين وأهلها، ولا نطمح إلا في الاستقرار والعدالة، ولكن إن ظلّّ الوضع على ما هو عليه فإننا نخشى استمرار أعمال العنف والعنف المضاد، كما نخشى التخلّف والتردّي في الشأن السياسي والأمني.

هناك من لا يريد الخير لهذا الوطن ولهذا الشعب، بل يريد إنزال أقصى أنواع العقوبات الإنسانية عليه، حتى «يتأدّب» ويكون عبرةً لمن لا يعتبر! وقد نسى هؤلاء بأنّ الدنيا غرّارة، وأن لا شيء يدوم، وأن هناك فرصاً لابد من اقتناصها قبل فوات الأوان، فالقطّ المحاصر في غرفة صغيرة مظلمة قد يؤذي أوّل من يفتح الباب له!

العدل هو أساس كل شيء، فهو أساس الاستقرار وهو أساس الحرّية، وهو كذلك أساس المساواة والبناء، ونحن نريد البناء لا الخراب في وطننا الأم، ولا نريد لأهلنا التحوّل عن وطننا والبحث عن وطن آخر، فالبعض يظن بأنّه تمّ استبدالنا بشعب آخر!

إذا كان لديكم من لديه طموح للعطاء وتُقصُونه وتُبعِدونه، فإنّكم تعطونه سبباً للغضب والكراهية، وهذا مدعاة للخراب، فلا تعطوهم ما لا يريدونه، بل اعطوهم الثقة والعدل، وخذوا منهم حبّ الوطن والبذل بالغالي والرخيص من أجله. انتهت الحكاية.

تذكير لشريف بسيوني: متى ومن سيُحاسب الوزراء على لجان التحقيق؟

تذكير لجمعيات ائتلاف الفاتح: متى تطالبون بقطع العلاقات الأميركية وغلق القاعدة الأميركية العدوة وطرد السفير الأميركي؟ وما هي الـ 80 % من المطالب التي اتّفقتم عليها مع المعارضة؟

تذكير لسعادة النوّاب: هل تمّ تحويل ملفات الفساد إلى النيابة العامة كما طالبتم بذلك؟ أم إلى الآن لم تجتمع اللجنة لتحويل الملفات، وانشغلتم بمحاربة «الارهاب» وسحب الجنسيات من المواطنين؟

تذكير للمحامين الشرفاء: أين ذهبت الأموال «أموال النفط» (على قولة المعاودة)، ونحبّه على «خشمه» إذا حل اللغز؟

وأخيراً تذكير لوزير الاسكان: هل نحتاج لتذكيرك حول تطبيق المعايير الجديدة «قريباً» بعد سنة من اليوم أم ماذا؟

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4075 - السبت 02 نوفمبر 2013م الموافق 28 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 9:13 ص

      الحقيقه

      الرزاق في السماء .. فكلنا لا نعلم مستقبلنا مهما كان طموحنا وشهاداتنا .. فهناك الملايين في انحاء العالم لا يعملون بشهاداتهم ولكن بما قسم الله لهم

    • زائر 22 | 7:08 ص

      v

      الله كريم

    • زائر 15 | 1:20 ص

      جنت على نفسها مراقش

      السلطة تريد تنتقم من الطائفة ......وتجلب الأجانب ليحلو محلهم والمتجذرين من هذه الارض ، ولكن ألم تفكر ما أضرار ذلك على الطائفة الاخرى، فمعظم من يقومون بالتدريس في هذه المدارس الآن هم العرب غير المؤهلين والاهالي يصرخون خوفاً على مصير أبنائهم فمتي تعي ان الجميع في مركب واحد والخسارة للجميع

    • زائر 12 | 1:35 ص

      كلام في الصميم

      اعتقد بان هذا المقال كافي بالرد على مقابلة الشيخ المحمود ليعرف من هم ..... ومن هم المظلومون الخ شكرًا للقلم الحر ونسأل الله لك التوفيق

    • زائر 11 | 1:16 ص

      هو ضرب الطائفة في كل مفاصل حياتها

      هذه هي الحقيقة التي لا يريدون احد التكلم عنها ويجرمّون الناس اذا تحدثوا عن هذه الحقائق المرّة. هو استهداف مباشر ولدينا امثلة كثيرة من نفس النوع والنمطية

    • زائر 10 | 1:07 ص

      مقال في الصميم

      من يقرأ مقالك ومقال الاستاذ سيادي يشعر ان الدنيا بخير ويشعر بالنفس الوطني العطر يفوح أريجه من كلمات مقالاتكم ، وحرصكم على مصلحة الوطن شغلكم الشاغل ، أما من يقرأ مقابلة المدعو المحمود فيندهش من كمية الحقد والكراهية التي تتقاطر من فمه ، فما تقومون به من دور وطني شريف لمصلحة الجميع يصر هذا الصعلوك بهدمه .

    • زائر 7 | 12:56 ص

      الطائفية

      نعم الطائفية هي السبب الرئيسي لإقصاء شبابنا عن العمل في تخصصاتهم وجلب الأجانب واحلال غير الكفاءة كما حصل في وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة وها نحن نحصد نتائجها من تردي عمل هذه الوزارات . وشكراً لك أختي مريم ولقلمك الحر .

    • زائر 6 | 12:54 ص

      عاطله

      اما افي الوقت الحالي التوظيف لفئة معينة اما العاطلين من الفئة الاخرى اين تذهب ما اقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل الحق سوف ينتصر على الباطل مهما طال الزمن او قصر ....

    • زائر 5 | 12:50 ص

      دوام االحال من اامحال .... لنا رب ما ينسى احد ....

      صباح الخير ........ شكرك لكي ولقلمك الحر ..... التوظيف في وطننا صار مثل بيت الاسكان تتنظر سنين حتى تحصل على الوظيفه ودايمان الوزارات لا توجد لديها ميزانيه لتوظيف ابناء الوطن ببنما تنوجد الميزانيه للاجنبي .. صار لنا اسنين ونحن في انتظار الوظيغه بينما البعض يسرح في الوظايف ... اء من العدل نحن الجامعيون نجلس في بيوتنا بينما الغير مؤهلين يعملون في الوزارت بس لانها عنده واسطة والفقير اللي ما عنده واسطه ما له توظيف ما اقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل ..... .

    • زائر 4 | 11:30 م

      شكرا لكم شكرا لكم

      ما حدث و يحدث في وزارة الصحه لهو خير دليل على الطائفيه البغيضه .حيث انه تم اقصاء مؤهلين اكاديميا و عمليا من اجل العنصريه و احلالهم باشخاص من طائفه معينه و اعطائهم كل المناصب القياديه و الاداريه

    • زائر 3 | 11:28 م

      مهما ظلمنا

      لن نترك وطننا للغرباء يعيثون فساداً، لن ولم نعطي الفرصة لمن امتلئ قلبهم الحقد وعميت عيونهم ان يفعلوا ما يريدوا من ظلم وعدوان، نحن الأصل ونحن من كنا هنا منذ آلاف السنين منذ دلمون وتايلوس وأوال ونحن من سنظل
      شكراً على المقال اختي العزيزة

    • زائر 2 | 10:49 م

      الاتهازين

      لانه الانتهازين تنظرب مصلحهم

اقرأ ايضاً